نصف العمال في بريطانيا يعملون ساعتين إضافيتين أسبوعيًّا دون أجر
يواجه نصف العمال في بريطانيا ظاهرة العمل الإضافي دون أجر، حيث أشارت دراسة حديثة إلى أن هؤلاء العمال يعملون ساعتين إضافيتين أسبوعيًا دون مقابل.
وقد دعت الدراسة خبراء الصحة والسلامة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة ما وصفوه بـ “وباء” ساعات العمل الطويلة، والذي يبدو أنه أصبح شائعًا في سوق العمل البريطاني.
أحوال العمال في بريطانيا
الدراسة التي أجراها معهد السلامة والصحة المهنية (IOSH) كشفت أن واحدًا من كل عاملين يعمل بشكل منتظم ساعتين إضافيتين دون أجر كل أسبوع.
وقد شملت الدراسة استطلاعًا شارك فيه 1000 عامل، وتبين أن أكثر من نصف هؤلاء العمال يذهبون إلى العمل وهم يشعرون بالمرض، ما يعكس آثار العمل المفرط على صحتهم ورفاهيتهم.
وفي هذا السياق، أكد معهد “أيوزك” للوظائف أن إعلانات الوظائف غالبًا ما تروج لمزايا مثل الرواتب التنافسية وآفاق النمو المهني والرعاية الصحية الخاصة وعضوية الصالات الرياضية، إلا أن العديد من الشروط غير المواتية المتعلقة بساعات العمل الطويلة غالبًا ما تكون مخفية في العقود.
في هذا الإطار، حذرت روث ويلكنسون، رئيسة قسم السياسات في معهد السلامة والصحة المهنية، من هذه الممارسات قائلة: “مع تحول عالم العمل، يجب أن نحافظ على سلامة وصحة ورفاهية العمال في مقدمة اهتماماتنا، ويجب أن تكون هذه القيم جزءًا أساسيًا من ممارسات وثقافة الأعمال إذا أرادت المؤسسات والاقتصادات والمجتمعات أن تزدهر”.
وأشارت إلى أن الكثير من الناس يلاحظون “الطباعة الصغيرة” عند توقيع العقود أو شراء السلع والخدمات، لكن قلة منهم يدركون مضمونها فيما يتعلق بشروط العمل التي قد تكون مجحفة.
وأوضحت ويلكنسون أن المشكلات مثل ثقافة العمل لساعات طويلة أو ضرورة التوفر خارج ساعات العمل الرسمية غالبًا ما تكون خفية في العقود.
وقد أصبح مصطلح “خارج ساعات العمل” واقعًا مريرًا للعديد من العاملين الذين يشعرون بأنهم دائمًا ملزمون بالعمل، حتى خارج ساعاتهم المحددة.
نتائج الدراسة كانت صادمة؛ إذ أظهر استطلاع معهد السلامة والصحة المهنية (IOSH) أن هناك “وباء” من العمل لساعات إضافية بدون أجر، وأن الكثيرين يعملون حتى أثناء المرض أو في أيام عطلاتهم.
نتائج صادمة
ووفقًا للدراسة، قال ربع المشاركين إنهم يعملون بانتظام أكثر من الحد القانوني لساعات العمل الذي يبلغ 48 ساعة أسبوعيًا، بينما كشف نصفهم تقريبًا أن العمل لساعات إضافية بدون أجر أصبح جزءًا من الثقافة داخل مؤسساتهم.
كذلك، أفاد نصف المشاركين أنهم يفحصون رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل ويردون عليها بانتظام خارج ساعات العمل الرسمية وحتى أثناء عطلاتهم، ما يعزز فكرة أن العمال يشعرون بأنهم ملزمون دائمًا بالتواصل والعمل.
وعلى صعيد الحلول، أعرب غالبية من شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن العمال يجب أن يكون لديهم الحق في الابتعاد عن العمل خارج ساعاتهم المتعاقد عليها، وهو إجراء جديد تخطط حكومة حزب العمال لتقديمه في المستقبل.
في هذا السياق، أكد بول نوفاك، الأمين العام لمؤتمر النقابات العمالية (TUC)، على أن العمال لا ينبغي أن يشعروا بضغط من أصحاب العمل للعمل ساعات إضافية مجانية.
وقال: “لا ينبغي لأصحاب العمل أن يتوقعوا من الناس العمل ساعات إضافية دون مقابل باسم الولاء للشركة أو بدافع الضغوط”.
وأضاف أن العمال بحاجة إلى وقت للراحة والاسترخاء وقضاء وقت مع الأهل والأصدقاء، ولا ينبغي أن يشعروا بأنهم ملزمون بالعمل عندما يكونون مرضى.
وأشار نوفاك إلى أن تنفيذ خطة حزب العمال التي تضمن دفع أجر كامل لجميع ساعات العمل هو أمر حاسم لتحسين ظروف العمل.
وقال: “الحق في الحصول على أجر مرضي والحق في الانفصال عن العمل بشكل قوي لحماية الوقت الشخصي سيكون له تأثير إيجابي كبير على حياة ملايين العمال في بريطانيا”.
المصدر: Expressand Star
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇