نداءات استغاثة مروعة لأكثر من 30 ألف مهاجر في 2024

خلود العيط December 27, 2024

“هناك ثقب في القارب، والكثير من المياه وليس لدى الجميع سترات نجاة”: هذه واحدة من مئات نداءات الاستغاثة الصادرة من قوارب صغيرة في القنال الإنجليزي إلى خط ساخن إنساني في عام 2024، والتي تكشف عن التفاصيل المروعة للرحلات التي خاضها أكثر من 30 ألف مهاجر حتى الآن هذا العام.

هذه النداءات تلقتها منظمة (Utopia 56) الإنسانية، التي تدعم المهاجرين في شمال فرنسا، عبر 400 مكالمة من السفن التي تحاول العبور إلى بريطانيا من بداية يناير إلى منتصف ديسمبر، ويشمل ذلك القوارب التي تحمل على متنها أطفالًا.

وفي سجلات المكالمات التي اطلعت عليها صحيفة (The i Paper) أفاد المتصلون أن بعض المهاجرين سقطوا في الماء، في حين قال العديد منهم: إن القارب به ثقوب أو المحركات تعطلت.

ويُعتقد أن القوارب كانت مكتظة، حيث كان اثنان منها يحملان ما بين 90 و100 مهاجر، في حين بلغ عدد المهاجرين على متن أربعة وثلاثين من القوارب ما بين 70 و80 مهاجرًا، بينهم أطفال ونساء.

وأشار بعض عمال الإغاثة إلى أن عصابات التهريب تعمل على حشر مزيد من المهاجرين في قوارب صغيرة تعبر القنال من فرنسا في محاولة للتهرب من دوريات الشرطة وتعزيز الأرباح، الأمر الذي يزيد من خطر غرق القارب. وتستخدم بعض العصابات قوارب مصنوعة يدويًّا من الخشب بسمك لا يتجاوز المليمتر، مع محركات صغيرة معرضة لخطر التعطل في منتصف الرحلة.

نداءات استغاثة تكشف عن تفاصيل مأساوية

وفي منتصف فبراير في الساعة الـ11:55 صباحًا، أبلغ أحد المتصلين منظمة (Utopia 56) أن المياه غمرت القارب الذي هو على متنه. وفي يونيو قال متصل: إن مجموعته كانت في قاربين تتسرب إليهما المياه. وفي الشهر التالي، قال متصل: “تعطل المحرك وسقط الناس في الماء”.

وفي حادثة وقعت في أغسطس، تلقت هيئة الإغاثة اتصالًا يطلب المساعدة بعد سقوط مهاجرين في المياه دون وجود سترات نجاة. وقال متصل في نوفمبر: “سقط المحرك في الماء. قاربنا ينجرف نحو الساحل”.

يُشار إلى أن منظمة (Utopia 56) تدير خطَّ مساعدة إنسانيًّا يتصل به المهاجرون أحيانًا عندما يكونون في محنة في البحر. وبعد ذلك تنقل المنظمة المكالمات إلى خفر السواحل الفرنسي أو البريطاني، مع أنه في بعض الأحيان تكون السلطات حاضرة بالفعل عند إجراء المكالمات.

وأُجريت معظم المكالمات من البحر حول كاليه وغراند سينث- وكلتاهما منطقة يغادر منها المهاجرون- في حين تلقت المنظمة عددًا قليلًا من المكالمات من أشخاص كانوا قلقين على سلامة أصدقائهم أو أسرهم الموجودين على متن القارب.

وكانت معظم المكالمات تُجرى في الساعات الأولى من الصباح. وقد شهد شهر أكتوبر أعلى عدد من المكالمات بواقع 74 مكالمة، وقد يكون ذلك بسبب الظروف الجوية. وتبع ذلك 60 مكالمة في فبراير و43 مكالمة في نوفمبر.

ازدياد مستمر لأعداد القوارب الصغيرة القادمة

أكثر من 3 آلاف مهاجر يصلون إلى بريطانيا عبر القنال خلال أسبوعين

تكشف أرقام وزارة الداخلية البريطانية عن وصول 35 ألف قارب صغير في عام 2024 في المجموع، مقارنة بـ29 ألف في عام 2023 الماضي و45 ألف في عام 2022. وقد حذّر خبراء من أن أعداد القوارب ستستمر في الارتفاع في عام 2025.

وفي سبتمبر الماضي، توفي ستة أطفال وامرأة حامل كانوا يحاولون عبور القنال مع مهاجرين آخرين، فيما يُعتقد أنه أسوأ كارثة في القنال منذ وفاة 27 شخصًا أثناء محاولتهم الوصول إلى المملكة المتحدة في عام 2021. وفي العام الماضي، تقدم 99 في المئة من المهاجرين الذين وصلوا على متن قوارب صغيرة بطلب اللجوء، بدعوى فرارهم من الاضطهاد أو التهديد في بلادهم.

وللحد من الهجرة “غير القانونية” أطلقت حكومة حزب العمال الجديدة خطة بقيمة 150 مليون باوند لتعزيز أمن الحدود والجهود الرامية إلى اعتقال المهربين ومحاكمتهم.

كما تعهد حزب العمال باتخاذ إجراءات صارمة ضد عبور القوارب الصغيرة من خلال التصدي لعصابات التهريب التي تدير الرحلات، لكن بعض الخبراء حذروا من أن اتباع نهج صارم قد يدفع المهاجرين ببساطة إلى المخاطرة أكثر.

المصدر: The i Paper

اقرأ أيضًا: