تجربة أسبوع العمل لأربعة أيام في إسكتلندا تحقق إنتاجية وصحة أفضل للموظفين
في خطوة تجريبية قد تغيّر ملامح سوق العمل البريطاني، أظهرت تجربة أجرتها الحكومة الإسكتلندية أنّ تقليص أيام العمل إلى أربعة أيام فقط في الأسبوع يمكن أن يرفع الإنتاجية ويحسّن الصحة النفسية للموظفين. الدراسة التي استمرت عامًا كاملًا داخل هيئتين حكوميتين بيّنت أنّ العمل لساعات أقل لا يعني تراجع الأداء، بل على العكس ساهم في خفض مستويات التوتر والحدّ من الإجازات المرضية.
تفاصيل التجربة
شارك في التجربة 259 موظفًا ضمن “وكالة تنمية جنوب إسكتلندا” (SOSE) وهيئة “المحاسب في قضايا الإفلاس” (AiB)، حيث طُبّق نظام عمل بـ32 ساعة أسبوعيًا دون أي خفض في الرواتب أو المزايا. ولضمان استمرار الخدمات، جرى توزيع أيام العطلة بشكل متناوب بين الموظفين، كما استفاد العاملون بدوام جزئي من تقليص نسبي لساعاتهم. النتائج أظهرت أن 98% من العاملين في SOSE اعتبروا التجربة محفّزة ورافعة للمعنويات، فيما انخفضت الإجازات المرضية بنسبة ملحوظة وصلت إلى 25% بالنسبة للحالات المرتبطة بالضغوط النفسية.
نتائج اقتصادية واجتماعية مشجعة
خلصت مؤسسة “أوتونومي” البحثية، التي أشرفت على التجربة، إلى أنّ الهيئتين تمكنتا من تقليص ساعات العمل مع الحفاظ على معدلات الأداء والإنتاجية. لم يتأثر زمن الاستجابة للعملاء لدى SOSE، كما بقيت العمليات الأساسية الثلاث في AiB مستقرة. الموظفون بدورهم اعتمدوا أساليب جديدة في تنظيم العمل، مثل تحسين التخطيط، تبادل المهام، الرقمنة، وتغيير أنماط الاجتماعات، ما ساعد على استثمار الوقت بكفاءة أكبر. وقد سمح للحالتين بتمديد التجربة لفترات إضافية، وسط دعوات لتعميمها على نطاق أوسع.
دعوات للتعميم وموقف الحكومة
جو رايل، مدير حملة “أسبوع عمل لأربعة أيام”، وصف النتائج بأنها “مشجعة للغاية”، ودعا إلى تعميم التجربة على القطاع العام في إسكتلندا دون تردد. وأشار إلى أنّ أكثر من 420 شركة بريطانية تبنّت منذ جائحة كورونا هذا النمط الجديد، فيما أصبح مجلس مقاطعة ساوث كامبريدجشير أول سلطة محلية تعتمد رسميًا أسبوع العمل القصير. أما الحكومة الإسكتلندية فأكدت أنها ستستفيد من نتائج التجربة ضمن برنامجها لإصلاح الخدمات العامة، لكنها لم تعلن بعد عن خطة لتوسيع تطبيق النظام بشكل كامل.
تجربة إسكتلندا تفتح الباب أمام نقاش واسع حول مستقبل العمل في بريطانيا، بين ضرورة التكيّف مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، والحاجة إلى الحفاظ على كفاءة الخدمات العامة. بالنسبة إلى “العرب في بريطانيا”، فإن هذه النتائج تبرهن أنّ رفاهية الموظف لا تتعارض مع الإنتاجية، بل قد تكون مفتاحًا لتعزيزها، وهو ما يجعل فكرة الأسبوع القصير خيارًا جديًا يستحق أن يوضع على طاولة السياسات في المملكة المتحدة
المصدر: الغارديان
إقرأ أيّضا
حزب ريفورم يحصد أول مقعد برلماني في إسكتلندا بعد انشقاق نائب محافظ
الرابط المختصر هنا ⬇
