مهاجرة غير نظامية تتجنب الترحيل لمكوثها في بريطانيا لفترة طويلة

في قرار قضائي نادر، تمكنت مهاجرة غير نظامية من البقاء في بريطانيا بعد أن حكمت محكمة اللجوء بعدم إمكانية ترحيلها بسبب طول مدة إقامتها في البلاد.
تُعد هذه القضية استثنائية، حيث استندت المحكمة إلى أسباب إنسانية وواقعية تبرر بقاء السيدة جويس بايدو، المواطنة الغانية، رغم مخالفتها لقوانين الهجرة البريطانية.
تفاصيل القضية وأسباب رفض الترحيل
تعيش جويس بايدو، البالغة من العمر 57 عامًا، في بريطانيا منذ عام 2000 دون الحصول على إذن قانوني.
تعرضت بايدو للسجن مدة عشرة أشهر بعد إدانتها بالاحتيال لاستخدامها وثائق هوية مزورة، ما أدى إلى صدور أمر بترحيلها في عام 2007 من قبل وزارة الداخلية البريطانية، لكن رغم ذلك، لم تُرحل بايدو وظلت في بريطانيا.
مرت 25 سنة على دخولها البلاد، وخلال هذه السنوات أقامت بايدو حياتها في بريطانيا، ما أدى إلى عدم قدرتها على الاندماج مجددًا في وطنها الأصلي، غانا.
استندت في طلبها للبقاء إلى صعوبة إعادة الاندماج بسبب طول فترة الغياب، وغياب الدعم العائلي، وكذلك قلة فرص العمل التي ستواجهها في بلدها.
حكمت المحكمة الابتدائية لصالحها، معتبرة أن الحجج التي قدمتها بايدو كانت “مقنعة للغاية”، وأكدت أن غيابها الطويل عن غانا سيعرضها لصعوبات كبيرة قد تؤدي إلى نتائج قاسية بحقها، خاصة مع فقدانها الدعم الأسري بعد وفاة زوجها وانقطاع صلتها بأطفالها.
ردود وزارة الداخلية وتأكيد المحكمة العليا على الحكم

لم تقتنع وزارة الداخلية البريطانية بالحكم الابتدائي، وقدمت استئنافًا ضد قرار المحكمة، مؤكدة أن الحكم لم يكن مبنيًا على أسباب كافية ووافية.
إلا أن المحكمة العليا رفضت هذا الطعن، مؤكدة أن القاضي كان محقًا في اعتباره أن بايدو ستكون بلا دعم أو مأوى عند عودتها إلى غانا.
أوضحت المحكمة العليا أن القاضي أخذ في اعتباره عدة عوامل، منها غياب الدعم العائلي، والمشاكل النفسية التي تعاني منها بايدو، وصعوبة حصولها على فرصة عمل في بلدها بسبب تقدمها في السن والظروف الصحية.
كما أكدت المحكمة أن الدعم الحكومي المحتمل في غانا سيكون قصير الأجل وغير كافٍ.
وبذلك، أصبح حكم بقاء جويس بايدو في بريطانيا نهائيًا، بعد أن قضى القضاء البريطاني بضرورة مراعاة حقوق الإنسان وواقعية ظروف المهاجرين الذين يقيمون لفترات طويلة في البلاد دون وثائق رسمية.
المصدر: التلغراف
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇