العرب في بريطانيا | من أجل حرية الأسرى… 100 ألف يهتفون لفلسطين في ش...

1447 رجب 2 | 22 ديسمبر 2025

من أجل حرية الأسرى… 100 ألف يهتفون لفلسطين في شوارع لندن

من لندن إلى غزة… مظاهرة واسعة ترفع صوت التضامن مع الشعب الفلسطيني
ديمة خالد November 29, 2025

شهدت العاصمة البريطانية لندن صباح اليوم السبت مسيرة تضامنية ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للتنديد باستمرار الحكومة البريطانية في دعم الكيان عسكريًا ودبلوماسيًا، وللتعبير عن رفضهم لسياسة الكيل بمكيالين في تعامل لندن مع العدوان على الفلسطينيين.

وتُعد هذه المسيرة واحدة من أكبر الاحتجاجات الأسبوعية التي باتت العاصمة تشهدها كل يوم سبت تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ودعمًا لنضاله من أجل الحرية والاستقلال.

انطلاق من بارك لاين مرورًا ببيكاديلي سيركس وصولًا إلى وايت هال

انطلقت المسيرة من شارع بارك لاين الشهير، لتشُق طريقها وسط لندن مرورًا بـ بيكاديلي سيركس، أحد أكثر الميادين ازدحامًا في العاصمة، وصولًا إلى وايت هال حيث مقر الحكومة البريطانية. وشهدت المسيرة تدفق متظاهرين من مختلف الأعمار والخلفيات؛ من طلاب جامعات وعائلات بريطانية وناشطين من الجاليات العربية والإسلامية، فضلًا عن نشطاء يساريين وغربيين يقفون ضد العدوان.

وبحسب المنظمين، تجاوز عدد المشاركين 100 ألف متظاهر قدموا من مختلف مدن بريطانيا دعمًا للقضية الفلسطينية، وهو ما يعكس استمرار الزخم الشعبي الكبير رغم مرور أشهر طويلة على العدوان على غزة.

غضب عارم من حكومة ستارمر واتهامات بالمشاركة في الإبادة

ورفع المتظاهرون لافتات تندّد بسياسة حكومة كير ستارمر، متهمين إياها بالمشاركة المباشرة في “الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون”، وفق وصف المحتجين. ورددت الحشود هتافات تطالب بوقف توريد الأسلحة للكيان، وتدين الدعم السياسي الذي توفره لندن للعدوان في مختلف المحافل الدولية.

وأكد العديد من المشاركين أن الحكومة الحالية “تخلّت عن المبادئ الأخلاقية لصالح حسابات سياسية”، واعتبروا أن مواقفها تعكس انحيازًا واضحًا يُفاقم معاناة الفلسطينيين.

وقف إطلاق النار… “خدعة تم كشفها سريعًا”

وأجمع المتظاهرون على أن الإعلان الغربي عن وقف إطلاق النار لم يكن سوى “خدعة سياسية”، مشيرين إلى أن الكيان واصل قصف المدنيين في غزة بشكل يومي، بالتزامن مع منع دخول المساعدات الإنسانية رغم الوعود الدولية التي رافقت اتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح المحتجون أن استمرار القصف وإغلاق المعابر يؤكدان أن الهدنة التي تم الحديث عنها كانت مجرد غطاء إعلامي، فيما يواصل المدنيون في قطاع غزة مواجهة ظروف كارثية، من قصف وتجويع وانقطاع الإمدادات الأساسية.

دعوات لتوحيد الجهود ومحاسبة الحكومة والشرطة

وشدد المشاركون على ضرورة استمرار العمل المشترك بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية داخل بريطانيا للضغط على حكومة ستارمر وإجبارها على وقف دعمها العسكري للكيان، مؤكدين أن الصمت أو التردد في هذه المرحلة يعد “تواطؤًا مباشرًا”.

كما عبّر المتظاهرون عن رفضهم لاعتقال الشرطة البريطانية عددًا كبيرًا من النشطاء المناهضين للعدوان، مشيرين إلى أن كثيرًا منهم يقبعون الآن في السجون بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات. واعتبر المحتجون أن هذا السلوك يمثل “تدهورًا خطيرًا في مستوى حرية التعبير داخل بريطانيا”، ويعكس محاولة واضحة لقمع الحركة التضامنية الواسعة.

الشرائط الحمراء… رمز للأسرى الفلسطينيين

شهدت المسيرة حضورًا لافتًا للشرائط الحمراء التي ارتداها عدد كبير من المتظاهرين تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، الذين يتعرضون لاعتداءات وحشية وانتهاكات خطيرة.

وقال عدنان حميدان، نائب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، إن هذه الشرائط جاءت “لتسليط الضوء على المعاناة اليومية للأسرى، وتخليدًا لصمودهم أمام الظروف غير الإنسانية التي يواجهونها داخل المعتقلات”.

وأكد حميدان أن التضامن مع الأسرى يشكّل جزءًا أساسيًا من النضال الشعبي في بريطانيا، وأن الرسائل التي تحملها هذه المبادرات تساهم في تعزيز الوعي بالقضية على مختلف المستويات.

رايات من مختلف دول العالم… مشهد يعكس عمق التضامن الدولي

امتلأت شوارع لندن بأعلام فلسطين التي زينت قلب العاصمة، إلى جانب أعلام أخرى شاركت في المسيرة مثل العلم الإيرلندي الذي ارتبط تاريخيًا بحركات التحرر، والعلم الفنزويلي، إضافة إلى رايات بريطانية رفعها مواطنون يرفضون سياسات حكومتهم.

هذا التنوع الكبير في الرايات يعكس مدى انتشار التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية داخل المجتمع البريطاني، ويؤكد أن التضامن مع غزة لم يعد مقتصرًا على الجاليات العربية والإسلامية، بل بات حركة واسعة تشمل أطيافًا سياسية وثقافية متعددة.


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة