من القاهرة إلى غزة.. مهرجان “سفر” يحتفي بالسينما العربية في مدن بريطانيا لعام 2025
انطلقت فعاليات مهرجان “سفر” السينمائي (Safar Film Festival) لهذا العام في بريطانيا، ويستمر حتى 28 يونيو 2025، ليقدّم لعشاق السينما نافذة استثنائية على الإبداع العربي المعاصر والكلاسيكي. ويُعد المهرجان، الذي تنظمه المركز العربي البريطاني (Arab British Centre)، أكبر وأقدم مهرجان مخصص للسينما العربية في المملكة المتحدة، حيث يشمل عروضًا في لندن وعدد من المدن البريطانية منها مانشستر، وبرمنغهام، وكارديف، وغلاسكو، وأكسفورد، وليدز، وبليموث وغيرها.
افتتح المهرجان فعالياته بعرض ساحر للفيلم المصري الكلاسيكي “خلي بالك من زوزو” (1972) للمخرج حسن الإمام، في قاعة Ciné Lumière بلندن، بنسخة مرمّمة أعادت للجمهور نبض القاهرة في سبعينياتها الملوّنة بالبهجة والتمرّد.
أما ختام المهرجان، فسيُتوّج بالعرض الأول في بريطانيا للفيلم الوثائقي “سودان يا غالي” (2024) للمخرجة هند مدبّب، وهو عمل شاعري وواقعي في آن، يلتقط تفاصيل لحظة سودانية عصيّة على النسيان.
عروض بارزة من السينما العربية
يزخر البرنامج بعناوين لافتة تتوزع بين الوثائقي والروائي، الكلاسيكي والمعاصر، من أبرزها:
- “حالة عشق” (2024): رحلة مؤثرة في قلب غزة برفقة الدكتور غسان أبو سِتّة، ومرآة لجراح الجسد والروح. يُعرض للمرة الأولى في بريطانيا.
- تحية سينمائية للفنان الفلسطيني محمد بكري، تتضمن عرض فيلمه الوثائقي الشهير “جنين جنين” وفيلمه الجديد “ما بعد” (Upshot)، إلى جانب جلسة حوارية و”ماستر كلاس” مع النجم.
- “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” (2024): دراما مثيرة حصدت جوائز في مهرجان البحر الأحمر.
- “الذراري الحمر” (2024): قصة مأساوية حقيقية من منظور طفل يبلغ 13 عامًا.
- “صيفي” (2024): دراما اجتماعية ساخرة تتناول قضايا المال والدين.
- “شكرًا لأنك تحلم معنا” (2024): كوميديا سوداء عن الإرث العائلي والأسرار.
- “رفعت عيني للسما” (2024): فيلم وثائقي عن فرقة مسرحية نسائية تتحدى المألوف في قرى صعيد مصر.
كما يقدّم المهرجان تجارب سينمائية فريدة من أرشيف التاريخ والخيال، من أبرزها:
- “فلسطين.. سردية منقّحة”: عرض صامت نادر لمقاطع من فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى، ترافقه موسيقى حية.
- “مقاومة متجذّرة”: مجموعة أفلام قصيرة من لبنان حول البيئة والصمود المجتمعي.
بين الحلم والواقع: موضوع المهرجان لعام 2025
يحمل مهرجان هذا العام شعار “عن الأحلام والآمال والواقع”، مستعرضًا تقاطعات الهوية والهجرة والسياسة في العالم العربي والشتات. ويُسلط الضوء على:
- أصوات سينمائية من داخل العالم العربي ومن مجتمعات الشتات.
- عروض جديدة وأخرى كلاسيكية مرمّمة تعيد إحياء الذاكرة الثقافية.
- نقاشات ولقاءات مباشرة مع صُنّاع الأفلام، بمن فيهم المخرجون محمد بكري وخالد منصور.
- عروض أفلام بيئية ضمن محور “التنوع البيولوجي والسينما”.
مهرجان سفر السينمائي.. أين ومتى؟
تُعرض أفلام مهرجان “سفر” في أبرز دور العرض البريطانية، من بينها:
- (Ciné Lumière) و(ICA) و(Barbican) في لندن
- ومراكز ثقافية وسينمائية في مدن كبرى مثل مانشستر وبرمنغهام وغلاسكو وبليموث.
كما خصّص المهرجان برنامجًا رقميًا طيلة شهر يونيو، من تنسيق منصة “أفلامنا” اللبنانية، يتناول سرديات ما بعد الحرب الأهلية.
في نسخته العاشرة، يواصل مهرجان “سفر” ترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات السينمائية في أوروبا التي تحتفي بالسينما العربية. هو أكثر من مجرد مهرجان، بل رحلة سينمائية غنية بالوجدان والسرديات المهمّشة، تفتح أفقًا للحلم والنقد والحنين في آنٍ واحد.
للاطلاع على البرنامج الكامل وحجز التذاكر، يمكنكم زيارة موقع مهرجان سفر السينمائي هنا.
فعاليات العرب في بريطانيا
تؤمن منصة العرب في بريطانيا (AUK) بأن مهرجان “سفر” لل يقدّم تجربة فنية راقية فقط، بل يفتح نوافذ جديدة لفهم الواقع العربي من خلال عدسة السينما. في وقت تتكثف فيه السرديات الرسمية، تصبح السينما وسيلة مقاومة ناعمة تُعيد الاعتبار لأصوات الشعوب وهمومها اليومية. ومن هنا، فإن مهرجان “سفر” يمثّل فرصة لا تُعوّض للتفاعل مع قصص حقيقية، بأشكال مبتكرة وجريئة، تستحق أن يراها جمهور أوسع داخل بريطانيا وخارجها.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
26°C
