العرب في بريطانيا | لا لتضخيم مظاهرات اليمين المتطرف.. نعم لمواجهته...

1447 ربيع الثاني 19 | 12 أكتوبر 2025

لا لتضخيم مظاهرات اليمين المتطرف.. نعم لمواجهتها بثقة

دعوات لعدم تضخيم مظاهرات اليمين المتطرف ومواجهتها بثقة
عدنان حميدان September 12, 2025

تشهد بريطانيا بين الحين والآخر دعوات لمظاهرات من قبل جماعات اليمين المتطرف. ومع تجدد هذه الدعوات ليوم 13 سبتمبر الجاري، عاد النقاش داخل المجتمع العربي والمسلم حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة، بين من يبالغ في التحذير لدرجة التخويف، وبين من يدعو إلى المواجهة المجتمعية المنظمة.

بين الحذر والتهويل

من الطبيعي أن يتحلى الإنسان بالحذر وأن ينتبه لنفسه، تمامًا كما ننصح أي شخص بالانتباه من سرقة هاتفه أو من حوادث الطريق. هذا واجب عقلاني لا غبار عليه. لكن المشكلة تظهر حين يتجاوز الأمر حدود الحذر إلى التخويف المفرط، كأن يُقال للمحجبات: “لا تخرجن من بيوتكن”. أو أن يُطلب من المسلمين أن يختبئوا في بيوتهم وكأن الشوارع ملك لليمين المتطرف وحده.

هذا الخطاب غير منطقي، بل فيه جبن وتخلي ومبالغة في غير محلها. فمن خلال تجارب سابقة، رأينا أن مظاهرات اليمين المتطرف غالبًا ما تكون ضعيفة العدد، قليلة التنظيم، وسريعة التفكك، فضلًا عن أن تعامل الشرطة معها كان واضحًا في ضبطها ومنعها من السيطرة على الشارع.

لا مكان لثقافة الخوف

فرض أطول عقوبة سجن حتى الآن في أعمال شغب اليمين المتطرف
دعوات لعدم تضخيم مظاهرات اليمين المتطرف ومواجهتها بثقة

ترك الشارع لليمين المتطرف يعني منحه شعورًا زائفًا بالقوة، وكأنه قادر على فرض حضوره منفردًا. وهذا ما لا ينبغي أن نقبله. الشوارع ليست ملكًا لهؤلاء، ولا يحق لهم أن يزرعوا الخوف في نفوس الناس. الاستسلام للتخويف هو أكبر هدية يمكن أن نقدمها لهم.

دور المجتمع العربي والمسلم والمؤسسات

في المقابل، هناك دعوات واسعة من روابط إسلامية ومؤسسات مدنية، للمشاركة في مظاهرات مضادة يوم 13 سبتمبر، للتعبير عن رفض العنصرية والتطرف، وللتأكيد أن هذه الفئة لا تمثل بريطانيا ولا قيمها.
الرسالة التي يجب أن تصل إليهم واضحة: أنتم أقلية منبوذة، وجودكم مرفوض، ولن نسمح لكم بفرض خطاب الكراهية على مجتمعنا.

كيف نرد؟

  • بالثقة لا بالخوف: نخرج كما نخرج في أيامنا العادية، مع وعي ويقظة، لكن دون انكفاء أو مبالغة.
  • بالحضور المنظم: المشاركة في المظاهرات المضادة تعكس قوة المجتمع العربي والمسلم ووحدته.
  • بالتواصل مع شركائنا: من النقابات، والجمعيات المدنية، والجماعات المناهضة للعنصرية، لتكون الرسالة شاملة من المجتمع كله.

إن التحدي الحقيقي ليس في مظاهرات اليمين المتطرف بحد ذاتها، بل في رد فعلنا نحن. إذا اخترنا الخوف والانكفاء، فقد منحناهم ما يريدون. أما إذا واجهناهم بثقة وتنظيم وحضور جماهيري، فسنعيدهم إلى حجمهم الطبيعي: قلة هامشية لا تمثل هذا البلد ولا قيمه.

فلنكن في 13 سبتمبر حيث يجب أن نكون: في الشارع، معًا، لنؤكد أن خطاب الكراهية لا مكان له في بريطانيا، وأن المجتمع العربي والمسلم جزء أصيل من هذا البلد، يرفض العنصرية ويقف صفًا واحدًا ضدها.


اقرأ أيضًا:

 

جميع المقالات المنشورة تعبّر عن رأي أصحابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة

اترك تعليقا

التعليقات

  1. مقالاتك السابقة تتحدث عن الرعب في أوساط الجاليات والآن تتكلم وكأن بريطانيا ملك لك أو تسير على هواك. تنتقدها يوما بسبب دعمها الذي لن ينتهي أبدا لإسرائيل والآن تتحدث وكأن بريطاني. جواز السفر لا يعني أي شي أمام الواقع القادم وسيكون مصير الجاليات في الغرب هو الإبادة أو التهجير. أنصحك مرة أخرى بترك الوهم وبقراءة التاريخ الغربي لتعرف أن ما حدث لليهود في المحارق سيتكرر قريبا كما يقول المفكرون الغربيون لكن هذه المرة الضحية هم العرب والمسلمون.

loader-image
london
London, GB
7:54 am, Oct 12, 2025
temperature icon 9°C
overcast clouds
90 %
1032 mb
3 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 7:19 am
Sunset 6:14 pm

آخر فيديوهات القناة