مطالب متصاعدة بنقل ملف أطفال اللجوء من وزارة الداخلية البريطانية

تتصاعد في بريطانيا الأصوات المطالِبة بضرورة نقل صلاحيات التعامل مع ملفات طالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم من وزارة الداخلية إلى جهات مستقلة متخصصة، بعد أن كشف تقرير حديث عن إخفاقات خطيرة في كيفية تعامل الوزارة مع هذه الفئة الضعيفة، ما يُعرّض الأطفال لمخاطر الاستغلال وسوء المعاملة.
التقرير، الذي أعدّه باحثون من كلية لندن للاقتصاد وجامعة بيدفوردشير بالتعاون مع جمعية لاجئي جنوب لندن، وشارك فيه شباب خاضوا تجربة نظام اللجوء، أكد أن آلاف الأطفال الذين فرّوا من الاضطهاد في بلدانهم وعبروا رحلات محفوفة بالمخاطر -كثير منهم وصل إلى بريطانيا على متن قوارب مطاطية أو مختبئين في شاحنات- يواجهون عند وصولهم معاملة قاسية وغير إنسانية.
وبحسَب التقرير، كثير من هؤلاء الأطفال تُصنّفهم وزارة الداخلية بالغين على سبيل الخطأ، ليُرسَلوا إلى مراكز إقامة للبالغين أو يُحتجزوا في مراكز احتجاز الهجرة المخصصة للكبار، ما يجعلهم عرضة للاستغلال.
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة هيلين بامبر خلال النصف الأول من عام 2024 أن 53 في المئة من الشباب الذين اعتبرتهم الداخلية بالغين ثبت بعد فحص المختصين الاجتماعيين أنهم أطفال، أي ما لا يقل عن 262 طفلًا.
توصيات التقرير
🔹 سحب ملف اتخاذ قرارات اللجوء الخاصة بالأطفال من وزارة الداخلية، وتسليمه إلى جهات مستقلة خبيرة في شؤون الأطفال.
🔹 توفير أوصياء قانونيين مستقلين لكل طفل منذ لحظة وصوله إلى المملكة المتحدة.
🔹 تسريع إجراءات البت في طلبات اللجوء حتى لا يظل الأطفال عالقين لسنوات دون وضع قانوني.
🔹 حصر نزاعات تحديد السن في الحالات التي يوجد فيها سبب جدّي للشك، وأن تُعَد خيارًا أخيرًا بعد استنفاد البدائل.
شهادات مؤلمة وأصوات داعمة لأطفال اللجوء
ويسرد التقرير شهادات أطفال عانوا من هذه الممارسات، من بينهم طفل إريتري يبلغ 17 عامًا قال للباحثين: إن مسؤولي الداخلية زعموا أنه يكبر سنّه بخمس سنوات: “كنت أبكي وشعرت باكتئاب شديد، لا أجد كلمات لوصف ذلك، قلت لهم فقط: اتركوني وحدي”. وأضاف أنه خضع لثلاث مقابلات في يوم واحد وعُومِل معاملة قاسية.
وبهذا الصدد قالت ديم رايتشل دي سوزا، مفوضة شؤون الأطفال في إنجلترا: “كل طفل، مهما كان أصله أو طريقة وصوله إلى هذا البلد، له الحق في الأمان والرعاية وفرصة ليحيا حياة كريمة. هؤلاء الأطفال يصلون غالبًا وحيدين، مصدومين، وعرضة للاستغلال، ثم يواجهون مزيدًا من المعاناة في ظل أنظمة معقدة وتأخيرات طويلة”.
في حين نبّه كما بيتروتشنكو، المحلل السياسي بمجلس اللاجئين، إلى أن “الشباب الذين يصلون إلى بريطانيا بحثًا عن الأمان، يأتون وهم خائفون مصدومون. يجب معاملتهم بكرامة، وأن تتحمل الحكومة مسؤوليتها بوصفها وصيّة عليهم”.
ويركز التقرير على احتياجات الأطفال طالبي اللجوء في لندن، التي تستضيف نحو ثلث هؤلاء الأطفال في إنجلترا، وقد أُعِدّ التقرير بتكليف من مجلس بلديات لندن ورابطة مديري خدمات الأطفال في العاصمة. وقد تواصلت وسائل الإعلام مع وزارة الداخلية للحصول على تعليق، لكنها لم تصدر أي ردّ حتى الآن.
رأي منصة العرب في بريطانيا
نرى في منصة العرب في بريطانيا أن ما كشفه التقرير يعكس إخفاقًا مؤسسيًّا خطيرًا في حماية الأطفال اللاجئين، ويدق ناقوس الخطر بشأن استمرار سيطرة وزارة الداخلية على هذا الملف الإنساني الحسّاس. وندعو إلى إصلاحات عاجلة تكفل نقل هذا الملف إلى جهات مستقلة ذات خبرة حقيقية في التعامل مع الأطفال، وتضمن حماية حقوقهم وكرامتهم. كما ننبّه إلى أهمية أن تواصل الجمعيات الحقوقية الضغط على صنّاع القرار؛ لضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات بحق الفئات الضعيفة.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇