مسلمو بريطانيا يتحدون لوضع استراتيجية لمواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا

شهدت بريطانيا، يوم السبت 23 نوفمبر، تجمعًا غير مسبوق للمجتمعات المسلمة من مختلف أنحاء البلاد لمواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا. جاء هذا الاجتماع الاستراتيجي، الذي دعا إليه مجلس مسلمي بريطانيا، استجابةً للاضطرابات العنيفة التي أعقبت أعمال الشغب في صيف 2024، والتي استهدفت المساجد والمجتمعات المسلمة في 27 مدينة وبلدة.

تُعدُّ هذه المبادرة نقطة انطلاق لجهود موحدة تهدف إلى مواجهة التحديات المتزايدة في ظل تصاعد الخطاب اليميني المتطرف وتطبيع العداء للإسلام في الساحة السياسية الغربية.

اجتماع استراتيجي بقيادة مجلس مسلمي بريطانيا

استجابةً لهذه التحديات، نظم مجلس مسلمي بريطانيا اجتماعًا استراتيجيًا وطنيًا جمع ممثلين عن القواعد الشعبية، وناشطين، وأكاديميين، ومنظمات مجتمعية من مختلف أنحاء البلاد. هدف الاجتماع إلى صياغة خطة شاملة لمواجهة الإسلاموفوبيا، خاصة مع تصاعد جرائم الكراهية الدينية. فقد كشفت إحصائيات وزارة الداخلية أن نحو 40% من جرائم الكراهية الدينية خلال 12 شهرًا منذ مارس 2023 استهدفت المسلمين.

وصرّحت زارا محمد، الأمينة العامة لمجلس مسلمي بريطانيا:

“لقد أوضحت أحداث صيف 2024 أن الوقت قد حان للتحرك الحاسم. التحديات التي تواجه مجتمعاتنا غير مسبوقة، لكننا نقابلها بوحدة وتصميم لا مثيل لهما.”

الأولويات الاستراتيجية

خلال الاجتماع، حُدّدت ثلاث أولويات رئيسة ستعمل عليها فرق متخصصة:

1. دعم الضحايا وتسجيل جرائم الإسلاموفوبيا

• وضع آليات لتسجيل شامل لجرائم الإسلاموفوبيا.
• إنشاء شبكات دعم للضحايا.
• تفعيل آليات محلية للإبلاغ عن الجرائم.
•  تخصيص دعم خاص للمجتمعات المعزولة.

2. جمع الأدلة والبحث

• توثيق تجارب المسلمين مع الإسلاموفوبيا.
• تعزيز البحث لفهم القضايا المؤسسية والنظامية.
• دراسة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على معدلات الإسلاموفوبيا.
• بناء شراكات مع منظمات حقوق الإنسان.

3. تمكين المجتمعات

• دعم الشبكات المحلية والمبادرات الشعبية.
• إطلاق برامج تعليمية وتوعوية لتعزيز الوعي.
• تعزيز التفاعل بين الأديان والمجتمع الأوسع.
• تشجيع المشاريع الثقافية والفنية لتصحيح المفاهيم الخاطئة.

خطوات مستقبلية

وفيما رحبت المجتمعات المسلمة باعتراف رئيس الوزراء الأخير بخطورة الإسلاموفوبيا خلال كلمته في البرلمان يوم 13 نوفمبر، أكدت هذه المبادرة أن التصريحات وحدها لا تكفي. المطلوب هو تبني تعريف رسمي للإسلاموفوبيا وتفعيل آليات للحماية منها.

من المقرر أن تعمل فرق العمل خلال الأشهر الستة إلى العشرة المقبلة على تطوير مقترحات تفصيلية ضمن هذه المحاور، بهدف تحقيق تقدم ملموس على أرض الواقع.

—————————————————————

اقرأ أيضًا

البرلمان البريطاني يستدعي إيلون ماسك للتحقيق بدور منصة إكس بإثارة الإسلاموفوبيا

مؤسسة بحثية: الإسلاموفوبيا ستدفع بريطانيا إلى مزيد من الانقسام

تزايد تجاهل الإسلاموفوبيا في بريطانيا رغم ارتفاع عدد الحالات