مسرحية جديدة في لندن تستقطب الجماهير المسلمين من جميع أنحاء البلاد
تتوافد الجماهير من جميع أنحاء بريطانيا إلى مسرح لندن لمشاهدة مسرحية جديدة تحمل عنوان “زبدة الفول السوداني والتوت الأزرق”، وهي إنتاج مسرحي جديد للشاعرة والكاتبة سهيمة منظور خان.
تجسد المسرحية قصة حب تجمع بين شابين مسلمين يدرسان في جامعة بريطانية، في تجربة فريدة تعكس التحديات والقضايا التي يواجهها المسلمون في بريطانيا اليوم.
مسرحية جديدة في لندن
تدور أحداث المسرحية حول حفصة وبلال، وهما شابان مسلمان يدرسان دراسات النوع الاجتماعي ودراسات جنوب آسيا في جامعة بلندن.
حفصة هي شخصية واعية اجتماعيًا وتتميز بخفة الدم والحديث الساخر، بينما بلال يحاول الحفاظ على رباطة جأشه وسط التحديات التي يواجهها.
تتبع المسرحية العلاقة المتنامية بين الاثنين، حيث يجدان العزاء والدعم في بعضهما البعض وسط بيئة ثقافية واجتماعية معقدة.
على الرغم من أن “زبدة الفول السوداني والتوت الأزرق” تبدو للوهلة الأولى قصة رومانسية، إلا أنها تتناول مواضيع جادة وحساسة مثل الإسلاموفوبيا، وتأثير سياسات الحكومة على المجتمع المسلم، والعنف الأسري، واضطراب ما بعد الصدمة، والطبقية.
ويتناول العرض التحديات التي يواجهها بلال في دعم والدته الوحيدة التي تكافح لسداد رهنها العقاري، مقابل الفرص المتاحة لحفصة التي تسعى لتحقيق طموحاتها المهنية في نيويورك.
ما يميز المسرحية هو عدم تقديم الشخصيات كضحايا أو مترددين في إيمانهم، بل على العكس، يتمسك كل من حفصة وبلال بمبادئهم الإسلامية التي توجههم في حياتهم اليومية.
حفصة لا تشكو من ارتداء الحجاب، وبلال يعرف تمامًا دوره كرجل مسلم ومعيل لعائلته.
وتخلق المسرحية شعورًا عميقًا بالتعاطف والتواصل مع الجمهور المسلم، حيث يشعرون بأنهم مرئيون وممثلون على خشبة المسرح.
عروض تمثل المسلمين في بريطانيا
تبدأ المسرحية بموسيقا وتنتهي قبل موعد صلاة المغرب، ما يوفر للجمهور فرصة أداء الصلاة في مكان مخصص داخل المسرح.
هذه التسهيلات لم تكن مجرد تفاصيل صغيرة، بل كانت ضرورية للشاعرة سهيمة منظور خان لتجعل المسرحية متاحة وملائمة للجمهور المسلم.
في هذا الإطار، تقول سهيمة: “لم أرد فقط أن أشرك المسلمين في القصة، بل أردت أيضًا أن يشعروا بأنهم جزء من التجربة المسرحية نفسها، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بتوفير هذه التسهيلات”.
المسرحية لاقت استحسانًا كبيرًا من الجمهور المسلم، حيث اجتذبت العديد منهم لأول مرة إلى المسرح.
هذا التحول يعكس حاجة ملحة لمزيد من الإنتاجات التي تعكس تجارب المسلمين في بريطانيا، خاصة في ظل تصاعد الإسلاموفوبيا والخطابات العنصرية التي تستهدف المسلمين.
مسرحية “زبدة الفول السوداني والتوت الأزرق” ليست سوى مثال على اتجاه ناشئ في المسرح البريطاني يعكس تجارب المسلمين بشكل صادق ومؤثر.
كما أن عروض مثل: (Dugsi Dayz) و(Blue Mist) تجسد أيضًا قصصًا من حياة المسلمين في بريطانيا، وتلقى نجاحًا مماثلًا في المهرجانات المسرحية.
مع استمرار نجاح هذه الإنتاجات، يتضح أن الجمهور المسلم لديه شهية متزايدة لرؤية قصصهم وتحدياتهم معروضة على خشبة المسرح.
ومع تصاعد الخطاب العنصري والإسلاموفوبيا، فإن هذه القصص تصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ لتجعل المسلمين يشعرون بأنهم مسموعون ومرئيون في مجتمع يزداد فيه الانقسام والاستقطاب.
المصدر: مترو
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇