مستشفيات لندن تحظر الرموز المؤيدة لفلسطين وتدعم أي شيء غيرها
قُدمت سياسة جديدة تقضي بحظر ارتداء الرموز المؤيدة لفلسطين من قبل الموظفين في عدد من المستشفيات الرئيسية التابعة لخدمة الصحة الوطنية (NHS) في لندن، وذلك بعد تلقي شكاوى من مرضى يهود يشيرون إلى أن هذه الرموز تسببت لهم في شعور بعدم الراحة والخوف. شمل الحظر خمس مستشفيات تتبع هيئة بارتس هيلث NHS، وهي: سانت بارثولوميو، مايل إند، نيوهام، رويال لندن وويبس كروس.
التقرير عن الحادثة في مستشفى ويبس كروس
أكدت هيئة بارتس هيلث NHS هذه السياسة بعد أن قوبل عرض الرموز المؤيدة لفلسطين في المستشفيات بشكاوى من مجموعة ضغط موالية لإسرائيل، التي أشارت إلى تزايد المخاوف بين المرضى اليهود الذين يشعرون بالتهديد بسبب مشاهدة الموظفين يرتدون شارات وشعارات تحمل ألوان علم فلسطين.
حسب تقرير صحيفة “التلغراف”، جاء هذا القرار بناءً على شكوى قدمها محامو المملكة المتحدة لإسرائيل (UKLFI) التي سلطت الضوء على حادثة تعرضت لها امرأة يهودية أثناء عملية ولادة قيصرية في مستشفى ويبس كروس في يناير. المرأة، التي كانت تحت تأثير عمليات الجراحة، ذكرت أنها قابلت ثلاثة موظفين كانوا يرتدون رموزًا مؤيدة لفلسطين، كان اثنان منهم يرتديان شارات “حرروا فلسطين” على سلاسلهم، بينما كان آخر يرتدي دبوسًا على شكل بطيخ، وهو رمز شهير للتضامن مع فلسطين.
شهادات المرضى اليهود في المستشفيات
وأوضحت المرأة في شهادتها أنها شعرت بشدة بالضعف والخوف، خاصة في ظل تصاعد حوادث معاداة السامية في ذلك الوقت، حيث قالت: “بينما كنت في انتظار الجراحة، شعرت بالذعر مع دخول كل شخص، كنت أخشى أن يكونوا أيضًا يرتدون شارة وأن يتم تهديد رعايتي أو أن يكون شخص يكره اليهود أو إسرائيل هو المسؤول عن ولادة طفلي، وهو ما لم يشكل خطرًا على صحتي، لكن كان شعورًا غير مريح تمامًا”. وأضافت أنها تفهمت المشاعر القوية للأشخاص المتعاطفين مع النزاع، لكنها اعتبرت أن عرض الآراء السياسية في مكان العمل، وخصوصًا في التعامل مع المرضى في لحظات ضعفهم، أمر غير مناسب.
كما صرحت بأنها تشعر بالقلق من أن وضع علم إسرائيلي على سلاسل الموظفين سيكون أمرًا غير لائق أيضًا. وقالت: “إذا كان الموظفون يرتدون رموزًا مؤيدة لفلسطين، فإن الأمر نفسه ينطبق على الرموز المؤيدة لإسرائيل”.
إجراءات المستشفيات بعد الشكاوى
وفي حادثة أخرى، تم الإبلاغ عن أن أحد الموظفين الذين كانوا يرتدون الرموز المؤيدة لفلسطين كان مسؤولًا عن فحص نظر طفل المرأة المولود حديثًا في مستشفى ويبس كروس. وأضافت المرأة أنها كانت تشعر بالذعر أكثر من الاستفادة من الخدمات الطبية اللازمة في ذلك الوقت، حيث قالت: “كان ذلك الوقت، ليوم واحد فقط، حيث أردت أن أغلق أمامي العالم الخارجي، لكنني كنت أواجه تذكيرًا بالتهديدات المتزايدة ضد سلامة اليهود، حتى وإن لم يكن هؤلاء الأفراد مسؤولين عن تلك التهديدات”.
وأكد محامو المملكة المتحدة لإسرائيل (UKLFI) على وقوع عدة حوادث مشابهة في مستشفيات بارتس هيلث NHS، حيث شعر المرضى اليهود بالضيق بسبب عرض الرموز المؤيدة لفلسطين من قبل الموظفين، خاصة بعد الهجوم الذي نفذته حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر 2023.
إحدى هذه الحوادث وقعت في نوفمبر، حين كان أحد المرضى اليهود يتلقى غسيل الكلى في مستشفى ويبس كروس، حيث كان أحد موظفي المستشفى يرتدي قميص كرة قدم يحمل خريطة فلسطين، وهو ما أثار استياء المريض. وفي مستشفى سانت بارثولوميو، وصف مريض يهودي مسن شعوره بـ”الضيق الشديد” بسبب ارتداء أحد الموظفين لشارة فلسطينية.
مراجعة قواعد اللباس وتطبيق السياسة الجديدة
وفي هذا السياق، حذرت UKLFI من أن السماح للموظفين بعرض هذه الرموز قد ينتهك قانون المساواة لعام 2010، مما قد يساهم في خلق بيئة من المضايقات للمرضى اليهود والإسرائيليين. وبعد هذه الشكاوى، قامت مستشفى ويبس كروس بمراجعة قواعد اللباس وأصدرت حظرًا على الموظفين من عرض أي رموز سياسية.
أكد الدكتور أمانجيت جون، الرئيس التنفيذي لمستشفى ويبس كروس الجامعي، في رسالة إلى UKLFI، تنفيذ السياسة الجديدة هذا الأسبوع. وقال: “سيتم تنفيذ السياسة المعدلة هذا الأسبوع، وستنص على أنه من المتوقع أن لا يرتدي موظفونا أو يعرضوا رموزًا سياسية مثل الشارات أو سلاسل المفاتيح أو الملابس التي تحمل شعارات سياسية أو أيديولوجية أو أعلامًا وطنية. الهدف من تبني موقف الحياد السياسي هو تعزيز بيئة شاملة”.
وأضاف المتحدث باسم هيئة بارتس هيلث NHS أنه قد تم إعادة إصدار سياسة الزي الموحد لضمان تطبيق هذه القواعد بفعالية في جميع المستشفيات التابعة للهيئة.
المصدر: ميدل ايست مونيتور
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
11°C
