دراسة صادمة: نصف مراهقي بريطانيا شهدوا أو كانوا ضحايا حوادث عنف
كشفت دراسة جديدة أعدّها مستشارون حكوميون أن نصف مراهقي بريطانيا شهدوا أو كانوا ضحايا حوادث عنف، منها جرائم الطعن بالسكاكين والاستقواء.
وبحسَب الدراسة التي تُعَد الأكبر من نوعها بهذا الصدد فإن أعداد المراهقين الذين شهدوا حوادث العنف أو وقعوا ضحايا لها بلغت حدًّا خطيرًا، إذ أُصِيب 358 ألف مراهق نتيجة أعمال العنف هذه خلال العام الماضي.
ازياد حوادث العنف بين مراهقي بريطانيا
وبيَّنت الدراسة أن حوادث العنف هذه أثرت في تعليم المراهقين، وقال واحد من كل خمسة مراهقين: إنه اضطر إلى ترك المدرسة خلال العام الأخير؛ بسبب شعوره بالخوف.
وكانت الحكومة قد زودت صندوق دعم الشباب بـ200 مليون باوند؛ للحد من أعمال العنف التي يقع المراهقون ضحيتها، إضافة إلى تقديم الدعم والمشورة لوزارة الداخلية وكبار ضباط الشرطة بشأن كيفية حماية المراهقين من أعمال العنف.
وكانت الدراسة قد أُجرِيت على 7500 مراهق، وأكدت وجود علاقة بين انتشار الفقر والعنف بين فئة الشباب.
ووفقًا للدراسة فإن ثلث المراهقين الذين يعتمدون على بنوك الطعام وقعوا ضحايا لأعمال العنف.
وسُجِّل مزيد من أعمال العنف ضد المراهقين الذين يعانون من مشكلات نفسية، حيث أشار 37 في المئة من المراهقين الذين يتلقون الدعم النفسي إلى أنهم وقعوا ضحية لأعمال العنف.
وأثارت نتائج الدراسة تساؤلات عن نهج الحكومة المتبع لحل مشكلة انتشار العنف بين المراهقين.
وأشار مراقبون إلى أن الحكومة تعمل على حل المشكلة بزيادة صلاحيات الشرطة بدل معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة.
وبهذا الشأن قال مدير صندوق دعم الشباب: “يسود اعتقاد بأن أعمال العنف تؤثر في عدد قليل من الناس فقط، لكن الحقيقة تشير إلى نحو نصف المراهقين يقعون ضحية لأعمال العنف”.
وأضاف: “على الجميع أن يعلموا أننا نشهد ارتفاعًا غير مسبوق في انتشار أعمال العنف، وقد وقع العديد من المراهقين ضحيةً لأعمال العنف هذه، وأثر هذا في سلوك بعضهم الآخر”.
غياب برامج تعديل السلوك
وقال صندوق دعم الشباب: “من المقلق ألا يحصل العديد من المتورطين في أعمال العنف على العلاج النفسي والتوجيه السلوكي المطلوب”.
وبحسَب الدراسة فإن تسعة من كل عشرة مراهقين شاركوا في ارتكاب أعمال العنف لم يخضعوا لأي برنامج خاص بتعديل السلوك.
وتشير الدراسة إلى أن برامج تعديل السلوك يمكن أن تحد من انتشار العنف بنسبة 21 في المئة، حيث قال صندوق دعم الشباب: “يمكننا إحداث فرق كبير إذا نظرنا إلى الجانب الإيجابي”.
وأضافت: “في بعض الأحيان يظن الناس أن جرائم العنف مرتبطة بالقدر، ويقولون إن ما حصل لا يمكن تغييره، ويتناسون أن جرائم القتل قد وصلت إلى نصف المستوى الذي كانت عليه قبل 20 عامًا”.
وكانت الشرطة البريطانية قد كشفت عن برنامج جديد لمكافحة جرائم الطعن بالسكاكين، وسيشمل البرنامج الجديد مبادرة وطنية تعليمية للتوعية بخطورة استخدام هذه السكاكين.
لكن صندوق دعم الشباب أشار إلى عدم وجود دليل واضح على نجاح مثل هذه المبادرات.
وبحسَب الدراسة فإن 47 في المئة من المراهقين قالوا: إن الخوف من العنف يؤثر في حياتهم اليومية، ويُسبِّب لهم اضطرابًا في النوم وفقدان الشهية وصعوبة التركيز على الدراسة.
وركز البحث أيضًا على دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر العنف، ويعتقد أربعة من كل عشرة مراهقين أن التكنولوجيا أسهمت كثيرًا في انتشار العنف.
أما المتورطون في جرائم العنف فقد قال أكثر من نصفهم: إنه غُرِّر بهم، في حين كان الاستقواء والانتقام من العوامل الأخرى التي أسهمت بانتشار العنف.
وكشفت الدراسة أيضًا أن العديد من المراهقين شاركوا في ارتكاب أعمال العنف، ووقعوا ضحية لها أيضًا، وهو ما أكده واحد من كل أربعة مشاركين في الدراسة.
استثمار 170 مليون باوند لمكافحة العنف بين المراهقين في بريطانيا
وشهدت معدلات العنف ارتفاعًا كبيرًا بين الفتيات، إذ أشارت واحدة من كل 12 فتاة إلى تورطها في ارتكاب أعمال عنف، وقالت 7 في المئة من الفتيات المشاركات في الدراسة: إنهن وقعن ضحايا لأعمال العنف الجنسي مقارنةً بـ5 في المئة من المراهقين الشباب.
وقد علَّقت وزارة الداخلية على الدراسة قائلة: “تبذل الحكومة مزيدًا من الجهود للحد من انتشار العنف بين الشباب بفرض إجراءات وقائية من جهة، واتخاذ إجراءات عقابية صارمة من جهة أخرى”.
“لقد استثمرت الحكومة أكثر من 170 مليون باوند منذ عام 2019 في تجهيز وحدات الشرطة ضمن المناطق العشرين الأكثر تضررًا من العنف، كما استثمرت الحكومة 170 مليون باوند أخرى في تمويل دوريات الشرطة التي توفر الحماية لأكثر من 215 ألفًا من المراهقين”.
“واستثمرت الحكومة أيضًا مبلغ 200 مليون باوند في المدارس في السنوات العشر الأخيرة؛ لوضع برامج أكثر فعاليةً من أجل منع انتشار العنف بين الشباب”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇