مجزرة توزيع الغذاء: استشهاد فلسطيني وإصابة 48 برصاص جيش الاحتلال في غزة

استشهد فلسطيني وأصيب 48 آخرون، معظمهم بالرصاص الحي، بعدما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على حشود من المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ووقعت الحادثة، يوم الثلاثاء، قرب مركز توزيع تديره “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، وهي الجهة التي وافق الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا على تفويضها بتنسيق عمليات الإغاثة في القطاع. ووفق شهود عيان، أطلقت القوات الإسرائيلية النار بعد تدافع مئات المدنيين الجائعين نحو الموقع، بينما حلّقت مروحية عسكرية فوق المكان وأطلقت قنابل مضيئة.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة مشاهد مروّعة لنساء وأطفال يفرون مذعورين، في ظل إطلاق كثيف للنار وأجواء من الفوضى والانهيار.
استشهاد فلسطيني وإصابة 48 برصاص جيش الاحتلال في غزة
وقال أجيث سونغاي، رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، إن معظم الإصابات نجمت عن أعيرة نارية. فيما أفادت وزارة الصحة في غزة بأن عدد الضحايا قد يرتفع نظرًا لخطورة بعض الحالات.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يخضع فيه القطاع لحصار مشدد فرضه الاحتلالات الإسرائيلي منذ مارس الماضي، بزعم منع وصول الإمدادات إلى مقاتلي حركة حماس. في المقابل، تنفي الحركة هذه الاتهامات، بينما تحذر المنظمات الدولية من خطر المجاعة الوشيكة.
ووفق تقديرات “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (IPC)، يواجه أكثر من 500 ألف شخص في غزة خطر المجاعة، من بينهم 71 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، يُتوقع أن تكون 14 ألف حالة منهم شديدة خلال الأشهر المقبلة.
في رفح، أفادت مؤسسة GHF بأنها اضطرت إلى سحب موظفيها مؤقتًا بعد أن فاق عدد المتجمهرين القدرة على السيطرة، مشيرة إلى أنها حاولت تسهيل دخول عدد محدود من المدنيين لتلقي المساعدات بأمان.
ورغم الدعم الأمريكي للمؤسسة، رفضت الأمم المتحدة وعدة منظمات إغاثية التعاون معها، معتبرة أن النظام الجديد يفتقر إلى الخبرة ولا يلبي الحد الأدنى من الاستجابة الإنسانية المطلوبة. كما حذّرت من أن استخدام المساعدات كأداة سياسية يعرض أرواح المدنيين والعاملين للخطر.
في هذا السياق، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة “الأونروا”، إن النموذج الجديد لتوزيع المساعدات “يشتت الجهود ويهدر الموارد، في وقت تتسارع فيه وتيرة المجاعة”. وأضاف: “لدينا فرق مدربة وآليات فعالة. ما نحتاجه هو السماح لنا بالوصول إلى الناس، لا استبدال النظام الإنساني القائم بنموذج غير مؤهل”.
وفي تعليقه على الحادث، أقر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو “بفقدانهم للسيطرة” في الموقع، لكنه قال إن القوات استعادت زمام الأمور بسرعة. كما كرر دعوته لنقل سكان غزة إلى “منطقة آمنة” في الجنوب، فيما تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية ضد حماس.
وفي تطور لافت، أعلن جيك وود، المدير المؤسس لمؤسسة GHF، استقالته، مشيرًا إلى أن المؤسسة لم تعد قادرة على أداء مهامها مع الالتزام الكامل بالمبادئ الإنسانية من حيادية واستقلالية وعدم انحياز.
من جانبها، وصفت منظمات إغاثية، من بينها “أكشن إيد”، النظام الجديد بأنه “غطاء إنساني لسياسة عسكرية تهدف إلى فرض السيطرة وتجريد السكان من حقوقهم”، مشددة على أن المساعدات الإنسانية يجب ألا تُستخدم كأداة لتبرير العنف أو تكريس الاحتلال.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇