ما الركود الاقتصادي وكيف يمكن أن يؤثر على الحياة في بريطانيا؟
يتوقع بنك إنجلترا أن يبدأ الركود في الاقتصاد البريطانيّ في وقت لاحق من عام 2022. وفي هذا الصدد يتساءل العديد من الناس عن معنى الركود وتأثيره على الاقتصاد البريطانيّ وعليهم.
ما الركود؟
في الأوقات العادية، ينمو اقتصاد البلد، ويصبح مواطنوها، في المتوسط، أكثر ثراء قليلًا مع زيادة قيمة السلع والخدمات التي تنتجها، والمعروف بناتجها المحليّ الإجماليّ.
ولكن في بعض الأحيان تنخفض قيمة السلع والخدمات المُنتجة، وعادة ما يُعرف ذلك بالركود عندما يحدث لفترتين مدة كلّ منهما ثلاثة أو أربعة أشهر على التوالي، وهو علامة على أنّ الاقتصاد يعمل بشكل سيِّئ.
يُذكر أنّ آخر مرة دخلت فيها المملكة المتحدة في حالة ركود في عام 2020 أثناء ذروة جائحة فيروس كورونا.
لماذا الركود مؤثر؟
إنّ النمو الاقتصاديّ مؤشر جيد على توفر المزيد من الوظائف، وتحقيق أرباح أكبر للشركات، ما يعني وجود المزيد من المساهمين.
كما أنّ الاقتصاد المتنامي يمنح الحكومة المزيد من الأموال، لذا يمكنها خفض الضرائب، أو إنفاق المزيد على المزايا، والخدمات العامة، وأجور العاملين الحكوميين.
لكن عندما يحدث الركود وينكمش الاقتصاد، كلّ هذه الأشياء تذهب إلى الاتجاه المعاكس.
هل ستعود المملكة المتحدة إلى الركود؟
يعتقد بنك إنجلترا ذلك، ويقترح أنّه سيكون لفترة طويلة.
ويتوقع انخفاضًا بنسبة 1 في المئة تقريبًا في حجم الاقتصاد في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي 2022.
إذ يلقي باللوم في ذلك على الزيادات الحادة في الأسعار، وخاصة بالنسبة للطاقة، مع استمرار انخفاض رواتب الموظفين بعد التكيف مع ارتفاع الأسعار.
وتشير توقعات البنك أنّ التضخم سيرتفع إلى أكثر من 13 في المئة قبل نهاية العام الحالي 2022، زيادة عن مستواه المرتفع بالفعل فوق 9 في المئة.
ماذا يحدث في جميع أنحاء العالم؟
تكافح اقتصادات أخرى أيضًا عدة أزمات، حيث نُشر أحدث تقرير لصندوق النقد الدوليّ تحت عنوان “قاتم وأكثر غموضًا”.
ويُسلط التقرير الضوء على فترات الركود في الصين وروسيا، إلى جانب التضخم الأعلى من المتوقع، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
ويلقى باللوم جزئيًّا على الحرب الروسية في أوكرانيا، التي أدت إلى زيادة أسعار الطاقة والمواد الغذائية، إلى جانب بعض الآثار المستمرة إثر جائحة كوفيد-19.
كيف يمكن أن يؤثر الركود عليّ؟
قد يفقد بعض الناس وظائفهم، أو يجدون صعوبة في الحصول على ترقيات، أو زيادات في الأجور كبيرة بما يكفي للسماح لهم بالتعامل مع الزيادات في الأسعار.
ومع ذلك، فإنّ أضرار الركود لا يشعر به عادة الجميع على قدم المساواة، فهي تختلف من طبقة اجتماعية لأخرى، ويمكن أن تزيد من الفجوة الطبقية بالمجتمع.
منذ متى وفترات الركود الأخيرة؟
استمر الركود في عام 2020 لمدة ستة أشهر فقط، على الرغم من أنّ الانكماش خلال هذا العام بين أبريل ويونيو كان الأكبر على الإطلاق بنسبة 19.4 في المئة.
كما شهدت المملكة المتحدة ركودًا قبل 14 عامًا، تحديدًا في نيسان/ إبريل 2008، والذي استمر لمدة 15 شهرًا، وهي المدة نفسها التي يتوقع بنك إنجلترا أن تشهدها البلاد هذه المرة.
اقرأ ايضًا:
بنك إنجلترا يرفع سعر الفائدة لنسبة 1.75 بأكبر زيادة منذ 27 عامًا
الرابط المختصر هنا ⬇