ما تأثير ضريبة القيمة المضافة على المدارس الدولية في بريطانيا؟

أعرب دبلوماسيون أوروبيون عن مخاوفهم من أن يؤدي فرض ضريبة القيمة المضافة على المدارس الدولية في المملكة المتحدة إلى مغادرة مئات الطلاب، مشيرين إلى أن هذا القرار قد يؤثر سلبًا على العائلات الأجنبية المقيمة، خصيصًا في ظل عدم توفر خيار بديل في المدارس الحكومية البريطانية.
وطالبوا بضرورة الحفاظ على إعفاء هذه المؤسسات من ضريبة القيمة المضافة البالغة 20 في المئة، والتي ستفقدها المدارس الخاصة قريبًا.
مخاوف من تأثير ضريبة القيمة المضافة على الطلاب الأجانب

وفي هذا السياق، أوضح السفير الألماني في بريطانيا، ميغيل برغر، والسفيرة الفرنسية، هيلين دوشين، أن المدارس الدولية تختلف عن المدارس الخاصة البريطانية؛ إذ إن الطلاب الأجانب يحتاجون إلى أنظمة تعليمية تلائم بلدانهم الأصلية، وهو ما لا تقدمه المدارس الحكومية البريطانية.
وذكر برغر أن العائلات الأجنبية، التي تنتقل لبضع سنوات إلى المملكة المتحدة، تحتاج إلى ضمان استمرارية تعليم أبنائها بما يتماشى مع النظام التعليمي الوطني لبلدانها الأصلية، مشددًا على أن هذه المدارس تلعب دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات السياسية والثقافية بين بريطانيا ودول أوروبا.
ووفقًا للخطة الجديدة، تعتزم الحكومة البريطانية، اعتبارًا من يناير المقبل، إلغاء إعفاء ضريبة القيمة المضافة والخصومات التجارية التي تستفيد منها المدارس الخاصة، وذلك بهدف تمويل تعيين 6500 معلم جديد في المدارس الحكومية.
تأثير القرار على الشركات الأوروبية واستثماراتها في المملكة المتحدة

وتستفيد المدارس المستقلة حاليًا من إعفاء ضريبة القيمة المضافة بنسبة 20 في المئة على الرسوم الدراسية، كجزء من إعفاء لتقديم خدمات تعليمية.
وأشار برغر إلى أن المسؤولين التنفيذيين في الشركات التي تستثمر في المملكة المتحدة، مثل الشركات الألمانية، يفضلون ضمان إمكانية إلحاق أبنائهم بمدارس ألمانية خاصة، مثل “دويتشه شول لندن” في ريتشموند، التي تضم نحو 900 طالب. وأضاف أن نحو 20 في المئة إلى 25 في المئة من طلاب المدرسة قد يضطرون إلى مغادرتها إذا فُرضت الضريبة.
وأوضح أن الدولة الألمانية تتحمل 30 في المئة من تكاليف المدرسة و50 في المئة من نفقات الاستثمار فيها، ما يعكس التمويل الحكومي الكبير لهذه المؤسسات.
من جانب آخر، حذر منتقدو القرار من تأثيره السلبي على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يرتادون مدارس مستقلة متخصصة، وكذلك على عائلات العسكريين التي تعتمد على المدارس الدولية لتعليم أبنائها.
المدارس الفرنسية في بريطانيا: مخاوف من فقدان المناهج الفرنسية

وفي السياق ذاته، أكدت السفيرة الفرنسية دوشين أن فرض ضريبة القيمة المضافة سيؤدي إلى إضعاف المدارس الفرنسية في المملكة المتحدة، وعددها 11 مدرسة، منها تسع في لندن.
وأوضحت أن هذه المدارس تركز على المناهج الفرنسية للتحضير لامتحانات خاصة، وأن الأهالي ليس لديهم بديل آخر لأن المدارس البريطانية لا تتبع هذا المنهاج.
وصرّحت بأن حوالي 6300 طالب قد يتأثرون بهذا القرار، معتبرةً أن هذه الخطوة لا تتماشى مع التوجه نحو تحسين العلاقات بين بريطانيا ودول أوروبا، وقد تؤدي إلى صعوبات إضافية للشركات الفرنسية التي تحتاج لهذه المدارس لتلبية احتياجات موظفيها المقيمين في بريطانيا.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇