مانشستر تنتفض غضبًا بمظاهرة حاشدة بسبب عنصرية الشرطة
أغلق مئات المتظاهرين الطرق وخطوط الترام في روتشديل في مانشستر الكبرى مساء أمس الخميس؛ تنديدًا بمقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، والذي يُظهر ضابط شرطة يعتدي بوحشية على شابَّين مسلمَين في مطار مانشستر.
وأظهر مقطع الفيديو الضرب الوحشي الذي تعرّض له الشقيقان أمام والدتهما، التي بدأت بالصراخ في محاولة منها للدفاع عنهما. وبدا في الفيديو ضابط يرتدي زيًّا رسميًّا، ويحمل جهاز صاعق كهربائي، ويركل رأس شخص ملقى على الأرض ويدوس عليه، ثم يعتدي على شاب آخر.
مانشستر تنتفض رفضًا للعنصرية!
وبعد انتشار فيديو الاعتداء تظاهر مئات الأشخاص أمام مقر شرطة مدينة روتشديل -ذات الأغلبية السكانية المسلمة، ما دفع شرطة مانشستر الكبرى إلى إيقاف الضابط عن العمل، ومنعه من ممارسة مهماته الأمنية، بعد إجراء مراجعة شاملة لمزيد من المعلومات عن الحادث، الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي.
ولكن قرار الشرطة لم يَثنِ مناهضي العنصرية عن التظاهر، حيث احتشد المتظاهرون في الساعة السادسة من مساء أمس الخميس في شارع أكسفورد في مانشستر، ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها: “حياة السود مهمة أيضًا”، و”شرطة مانشستر عنصرية” أثناء سيرهم نحو ساحة “سانت بيتر”.
وأغلق بعض المتظاهرين مسارات الترام بجوار الساحة العامة، ما تسبب في تأخيرات في الرحلات عبر الشبكة، وفقًا لشركة (Bee Network). كما أغلق متظاهرون آخرون الطريق الذي يعبر الساحة ويتحول إلى شارع أكسفورد.
وبحسَب صحيفة (Manchester Evening News) فإن المظاهرة مرت دون وقوع أي حوادث، وغادر المتظاهرون لاحقًا من تلقاء أنفسهم دون تدخل الشرطة.
وتعليقًا على الحادث قال بول واوج، النائب المنتخب حديثًا عن منطقة روتشديل: إن أقارب الشابين أخبروه في اجتماع أنهم يشعرون بصدمة كبيرة لما شاهدوه في المقطع، وإنهم مصممون على تحقيق العدالة.
ومن جهته قال المحامي أحمد يعقوب: إن الحالة الصحية لموكله محمد فهير أماز -وهو أحد الشابين اللذين تعرّضا للاعتداء ويبلغ من العمر 19 عامًا- تسوء منذ ليلة الاعتداء، وإن الأشعة المقطعية أظهرت وجود “كيس في دماغه”!
وأشار يعقوب في مقابلة مع بي بي سي نيوز خارج مركز شرطة روتشديل إلى أن الشابين اللذين اعتدت عليهما الشرطة هما فردان من عائلة ضابط شرطة يخدم حاليًّا في شرطة مانشستر الكبرى، وإن هذا الضابط يخشى الآن الذهاب إلى عمله؛ خوفًا من التعرّض للاعتداء على غرار أفراد عائلته.
ردود أفعال سياسية واسعة النطاق
وقد أثار مقطع الفيديو ردود أفعال سياسية واسعة النطاق، حيث قال عمدة مانشستر لبي بي سي: إن الفيديو “مزعج للغاية”، وإن تعليق عمل الضابط كان “الإجراء الصحيح”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: إنه “يتفهم تمامًا” قلق الجمهور بشأن اللقطات. أما وزيرة الداخلية البريطانية ديانا جونسون، فكتبت على موقع إكس: “أنا على علم باللقطات المزعجة بشأن حادثة وقعت في مطار مانشستر بعد ظهر اليوم، وأتفهم القلق العام الذي أثارته”. وأضافت: “لقد طلبت تحديثًا كاملًا من شرطة مانشستر الكبرى”.
من جهته قال دال بابو، وهو كبير مفتشي شرطة العاصمة السابق: إن تصرفات الشرطة كانت “مروعة وغير ضرورية”، مضيفًا: إنه يعتقد أن العنصرية تقف وراء الحادث؛ لأن الشابَّين اعتُقِلا بتهمة الشجار، وليس الجرائم “الخطيرة” مثل محاولة القتل أو الإيذاء الجسدي الجسيم أو الجرح المتعمد.
المصدر: مترو
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇