ماذا يعني نظام بريطانيا الجديد للسفر من وإلى أوروبا؟
في سياق التطورات المتلاحقة بشأن نظام السفر الجديد بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، أعلنت المفوضية الأوروبية تأجيل تطبيق “نظام الدخول والخروج” (EES) إلى أجل غير مسمى.
كان من المقرر أن يبدأ النظام الجديد في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لكنه تأجل مرة أخرى وسط مخاوف وتحديات تقنية وإدارية.
يمثل هذا النظام تحولًا جذريًا في طريقة تنظيم سفر المواطنين البريطانيين إلى منطقة شنغن، التي تضم معظم دول الاتحاد الأوروبي باستثناء قبرص وأيرلندا، بالإضافة إلى أيسلندا والنرويج وسويسرا.
نظام الدخول والخروج (EES) وتأثيره على المسافرين
يهدف النظام الجديد إلى استبدال عملية “الختم التقليدي” لجوازات السفر، والتي طالما استخدمت لتسجيل دخول وخروج المسافرين بين بريطانيا ودول شنغن، بنظام رقمي يعتمد على أخذ بصمات الأصابع والقياسات الحيوية للوجه.
الفكرة الرئيسة وراء النظام هي تسجيل “البيانات البيومترية” للمسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي في قاعدة بيانات مركزية، ما يتيح رصدًا أكثر دقة لتحركاتهم داخل المنطقة.
كان يُفترض أن يُطبق هذا النظام في نهاية 2024، لكن التقارير الأخيرة أكدت تأجيله لأسباب تتعلق بإجراءات التنفيذ.
في اجتماع عُقِد في 10 أكتوبر/ تشرين الأول، أشار الاتحاد الأوروبي إلى أن النظام سيُطبق بشكل تدريجي، مع إمكانية إدخال بعض البرامج التجريبية في الفترة المقبلة.
ومن المتوقع أن يبدأ النظام بطريقة مخففة، بحيث يُطلب من المسافرين تقديم بصمات الأصابع أو صورة للوجه، بدلًا من كلا الإجراءين معًا كما كان مخططًا سابقًا.
تأجيل مستمر ومستقبل غير مؤكد
تأجيل إطلاق نظام (EES) لم يكن الأول من نوعه؛ فقد أُجِل عدة مرات منذ أن طُرِح لأول مرة في عام 2021.
وكان من المقرر في الأصل أن يبدأ هذا النظام في خريف 2024، إلا أن التحديات التقنية واستعداد الدول الأعضاء، خاصة فرنسا وألمانيا وهولندا، لتنفيذ هذا النظام أثارت مخاوف بشأن فعاليته ومدى تأثيره على المسافرين.
وقد أكدت بعض المصادر أن النظام لن يكون جاهزًا للتطبيق قبل منتصف عام 2025 على الأقل.
تأجيل النظام يأتي في وقت بدأت فيه بعض المطارات والموانئ بالفعل بتركيب معدات باهظة الثمن تحضيرًا لتطبيق النظام، لكن المخاوف من تأثيره على حركة السفر دفعت بالمسؤولين إلى إعادة التفكير في الجدول الزمني للتنفيذ.
وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة إيزي جيت، فإن النظام قد يؤدي إلى تفاقم طوابير الانتظار في المطارات، ما قد يتسبب في طول انتظار المسافرين على متن الطائرات في حال ازداد الضغط على منافذ الدخول.
ما نظام (EES)؟
وفقًا للمفوضية الأوروبية، يُعتبر “نظام الدخول والخروج” (EES) أحدث نظام رقمي لإدارة الحدود في العالم، يهدف إلى تسجيل دخول وخروج مواطني الدول الثالثة (أي الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي) عند عبورهم الحدود الخارجية لمنطقة شنغن.
سيوفر النظام بيانات دقيقة بشأن أوقات الدخول والخروج، ما يسهل كشف الأشخاص الذين يتجاوزون مدة الإقامة المسموح بها، وهي 90 يومًا خلال فترة 180 يومًا للمسافرين البريطانيين.
تحديات التنفيذ
أحد التحديات الرئيسة التي تواجه نظام (EES) هو الوقت المطلوب لتنفيذ الفحوصات البيومترية في نقاط الحدود.
حذرت بعض الدول الأوروبية من أن الإجراءات الجديدة قد تستغرق وقتًا أطول بكثير من العمليات الحالية، ما يزيد من الضغط على الحدود ويؤدي إلى تأخير كبير.
في شهادته أمام البرلمان البريطاني، أكد رئيس ميناء دوفر أن التفتيش البيومتري قد يتطلب إخراج جميع الركاب من سياراتهم في حالة السفر البري، وهو ما لا يمكن تطبيقه عمليًا في ظل حركة المرور الحية.
ماذا ينتظر المسافرين البريطانيين؟
على الرغم من تأجيل تطبيق النظام، سيظل المسافرون البريطانيون خاضعين له بمجرد دخوله حيز التنفيذ.
إذ إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعلهم يصنفون كمواطني “دولة ثالثة”، ما يعني أنهم سيخضعون للفحوصات البيومترية عند دخولهم وخروجهم من منطقة دول الشنغن.
وفيما يتعلق بالمسافرين الذين يحملون جوازات سفر بريطانية، سيكون عليهم تقديم بصمات الأصابع و/أو القياسات الحيوية للوجه في أول زيارة، على أن يُكرر الفحص البيومتري للوجه فقط في الزيارات اللاحقة خلال فترة ثلاث سنوات، أو حتى انتهاء صلاحية جواز السفر.
خطط مستقبلية ونظام (Etias) القادم
إلى جانب نظام (EES)، يعمل الاتحاد الأوروبي على تطوير “نظام معلومات وتصاريح السفر الإلكتروني” (Etias)، الذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بعد ستة أشهر من تفعيل نظام (EES).
سيكون نظام (Etias) سيكون بمثابة تصريح سفر إلكتروني شبيه بنظام (Esta) الأمريكي، حيث سيُطلب من المسافرين من الدول غير الأعضاء بالاتحاد الأوروبي التقدم بطلب إلكتروني للحصول على تصريح لدخول منطقة شنغن.
ومن المتوقع أن يكون النظام بسيطًا وأقل تكلفة، لكنه يتطلب تقديم معلومات شخصية ودفع رسوم بسيطة.
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇