ليبيا تسعى لاسترجاع كنز وطني من بريطانيا

في تطور مهم يشهده العالم اليوم، تسعى ليبيا بقوة لاسترجاع كنزها الوطني من بريطانيا، وذلك في إطار جهودها الحثيثة لاستعادة القطع الأثرية الرومانية التي قالت لسنوات طويلة أنها نُهِبت في القرن التاسع عشر.
وفي هذا السياق، اُتهِمت المملكة المتحدة بالتأخير “غير المقبول” في الرد على مطالب ليبيا بإعادة القطع الأثرية، التي تتعلق أساسًا بأعمدة مدينة (Leptis Magna) القديمة.
ليبيا تسعى لاستعادة كنوزها

تقع هذه الأعمدة حاليًا في أرض تعود ملكيتها لشركة (Crown Estate) في وندسورK ولكنها شكلت في الأصل جزءًا من موقع روماني قديم على الساحل الليبي.
وتزعم المملكة المتحدة أن هذه القطع الأثرية قُدمت هدايا من حاكم طرابلس للأمير ريجنت في عام 1817، وترفض حتى الآن جميع الطلبات لإعادتها، بينما تؤكد ليبيا أن بريطانيا نهبت القطع الأثرية وتسعى لاسترجاعها.
تعتبر مدينة (Leptis Magna) واحدة من مواقع التراث العالمي لليونسكو وتحمل اسم المدينة الرومانية التاريخية على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
بمرور القرون، تحولت المدينة إلى موقعًا للنهب والاستعمار من قبل البريطانيين والفرنسيين، حسبما أوضح المؤرخين.
وقال شعبان، وهو أول بريطاني ليبي مؤهل للعمل كمحام في المحكمة العليا في إنجلترا وويلز، إن التاج يبدو أنه يتهرب من التعامل مع هذه المسألة.
وأثارت هذه القضية الشائكة اهتمامًا كبيرًا في الساحة الدولية، ما دفع محمد شعبان –وهو أول بريطاني ليبي مؤهل للعمل كمحام في المحكمة العليا في إنجلترا وويلز- بأخذ القضية على عاتقه نيابة عن ليبيا في محاولة لاسترداد هذه القطع الأثرية.
وراسل شعبان شركة (Crown Estate)، التي تمتلك الأرض التي تحتوي على الأعمدة حاليًا، في تشرين الأول- أكتوبر 2021، مطالبًا بتقديم أدلة وثائقية على أن هذه القطع قُدمت فعلًا كهدايا، إلا أنها لما تقدم بعد أي رد.
وقال شعبان إنه يرغب في التعامل بشكل ودي مع الجانب البريطاني، مشيرًا إلى أنهم لا يعاملون هذه القضية بالجدية اللازمة.
وأضاف أن هذا التجاهل يشير إما إلى أنهم لا يمتلكون أدلة كافية لمواجهة الموقف الليبي، أو أنهم لا يعاملون ليبيا بجدية!
حالة من الجدل

أشار شعبان إلى أن الليبيين العاديين يشعرون بالقلق إزاء إعادة هذه القطع الأثرية إلى وطنهم، معتبرًا أن هذه الأعمدة تعدُّ ممتلكات للشعب الليبي وجزءًا من تاريخهم وهويتهم الوطنية.
ليس هذا النزاع هو الأول الذي يشترك فيه المحامي محمد شعبان، بل قاد سابقًا جهودًا مماثلة لاستعادة قطعة أثرية أخرى مسروقة من ليبيا، من بينها تمثال جنائزي يعود لعصور قديمة.
في ذات السياق، أدى النائب العمالي بيل ريبيرو آدي بدور مهم في دعم جهود ليبيا لاسترداد كنوزها الأثرية، مشددًا على أهمية معاملة ليبيا باحترام.
وقال: “في عالمنا الحديث، يجب أن نضع في اعتبارنا أنه لم يعد هناك إمبراطورية، ولا يمكننا التمسك بأشياء لا تخصنا”.
وفيما يتعلق بتصاعد الضغوط الدولية لإعادة القطع الأثرية المنهوبة إلى بلدانها الأصلية، أشار أحد الممثلين عن شركة (Crown Estate) إلى أنهم أجروا بحثًا متأنيًا للتحقق من تاريخ الأعمدة، وأن هذا البحث يتطلب وقتًا طويلًا نظرًا لتاريخ الأحداث الممتد لأكثر من 200 عام.
المصدر: The National News
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
https://alarabinuk.com/?p=104242