ماذا سيحدث لو واجهت لندن هجوما نوويا؟!
عاشت لندن تهديد مواجهة هجوم نووي خلال ذروة الحرب الباردة، وانتشرت حينها أفلام ومنشورات إعلامية بين الناس تُخبرهم بما يجب فعله إن حدث السيناريو الأسوأ، كما عُقِدت اجتماعات كثيرة في مراكز المجتمع المحلي حيث سعت فيها المجالس لطمأنة الشعب.
وبفعل الزمن اهترأت بعض الأقبية النووية، وأصبحت الآن مجرد مزارات سياحية ، كما يصعب الآن العثور على أي معلومات مفيدة حقا لِمَا سيفعله سكان لندن في حال مواجهة هجوم نووي، ولكن توجد بعض المعلومات الكافية في الوثائق الخاصة بالاستجابة للطوارئ في الأزمات على اختلاف طبيعتها.
ووفقًا لموقع “Outrider” الذي أُنشِئ لتوقع تأثير الانفجار النووي فإن سقوط قنبلة نووية وسط لندن اليوم سيؤدي إلى مقتل 280.163 شخصًا، وإصابة 671.777 شخصًا آخر، ومن شأن القنبلة أن تسبّب حرارة شديدة، وبأضرار كارثية من حروق بالغة أو مميتة من الدرجة الثالثة.
إذن ما الذي سيفعله سكان لندن في حال حدوث هذه الأزمة؟ وما المساعدة والمشورة التي ستكون متوفرة من أجل ذلك؟
اجراءات و تدابير في حال التعرض لهجوم نووي
تشير وثائق التخطيط إلى أنه في حالة وقوع هجوم نووي سيسارع رئيس الوزراء وكبار موظفي الخدمة المدنية ووزارة الدفاع إلى تفعيل الخطة الوطنية للاستجابة للطوارئ، في حين أن المجالس المحلية ستهتم بما يحدث في مناطقها.
وتوجد سلسلة معقدة جدًّا من البروتوكولات والإجراءات التي يجب اتباعها. ومثال ذلك: يحتوي حي هيلينجدون اللندني على خطط مفصّلة للاجراءات الواجب اتباعها في حالات الطوارئ ومن ذلك: الكوارث الإشعاعية. وتُظهر الوثائق وجود عدد من الموظفين الأساسيين المتخصصين في هذا الشأن في مجلس المدينة.
وقد عُيِّن أحد كبار مسؤولي المجلس تحت اسم: “المسؤول الذهبي” لقيادة الاستجابة ورئاسة مجموعة الاستجابة للطوارئ “الذهبية” التابعة للمجلس. وسيفتح مركز التحكم في الطوارئ (BECC) لتنسيق استجابة المجلس، وستكون مراكز الطوارئ المحلية أيضًا مفتوحة لدعم المتضررين.
كما سيفتح المجلس مركزا للراحة؛ حيث يمكن جمع للأشخاص غير المصابين الذين أُجْلوا من منازلهم. كذلك سيُنشَأ مركز للناجين؛ حيث يمكن للشرطة والخدمات الأخرى مقابلتهم للحصول على المعلومات الأولية، و توفير الدعم بعد الحادثة مباشرة.
وسيُفتح أيضًا مركز لاستقبال العائلات أسسته شرطة العاصمة بدعم من الرعاية الصحية الوطنية في حي أو أكثر من أحياء لندن؛ للمساعدة على لمّ شمل العائلات والأصدقاء بالأشخاص الناجين من خلال الاستفسار عن المفقودين، وجمع المعلومات التي تساعد على إيجادهم.
وسيمنح “مركز المساعدة الإنسانية” فرصة أساسية لمساعدة الأفراد والأُسَر الثكلى، والناجين، والمجموعات المتضررة. وستدعم هذه الجهود بالتأكيد الأدوار الحيوية للجيش، وخدمات الطوارئ، والرعاية الصحية في معالجة الضحايا، وإخماد الحرائق، و العثور على الناجين.
وفيما يتعلق بالنصائح والإرشادات لمّا تنشر الحكومة إلى الآن ما يؤطر ذلك. في حين ذكرت الحكومة الأمريكية الأكثر انفتاحًا على الموضوع نصائحَ تفصيلية على موقعها الإلكتروني، وهي كالتالي:
- الدخول إلى أقرب مبنى لتجنُّب الإشعاع، والأفضل أن يكون مبنى من الطوب أو الخرسانة.
- نزع الملابس الملوثة بالإشعاع، و مسح أو غسل الجلد غير المغطى إذا كان المعني في الخارج أثناء الهجوم.
- تعقيم اليدين غير كاف!
- تجنَّب لمس العينين و الأنف و الفم قدر الإمكان.
- عدم استخدام المناديل المبللة على البشرة.
- الذهاب إلى الطابق السفلي، أو إلى منتصف المبنى.
- الابتعاد عن الجدران الخارجية والسقوف.
- الحفاظ على مسافة لا تقل عن ستة أقدام بينك وبين الأشخاص الذين ليسوا من أُسرتك قدر الإمكان.
- ارتداء قناع إذا كنت مع أشخاص ليسوا من أسرتك.
- الأقنعة ممنوعة على الأطفال دون سن الثانية، والأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنفس، والذين لا يستطيعون إزالة الأقنعة بمفردهم.
- البقاء في الداخل لمدة 24 ساعة ما لم تقدم السلطات المحلية تعليمات أخرى.
- الاستمرار في ممارسة التباعد الاجتماعي من خلال ارتداء القناع، وعن طريق الحفاظ على مسافة ستة أقدام على الأقل بينك وبين الأشخاص الذين ليسوا من أسرتك.
- بقاء الأُسَر في منازلهم، وتجنُّب الاجتماعات؛ لتفادي التعرض للإشعاعات الخطيرة.
- ابقاء الحيوانات الأليفة في الداخل.
هذا وستُعقد اجتماعات متعددة الأطراف؛ حيث ستجتمع الإدارات الحكومية، وخدمات الطوارئ، و قادة القوات المسلحة معًا في مراكز الشرطة المحلية من أجل التخطيط للمضي قُدمًا في التعامل مع الهجوم النووي، وتُسمى هذه المجموعات على المستوى المحلي مجموعات التنسيق الاستراتيجي.
وستكون لندن تحت السيطرة الشاملة لقائد رفيع في الجيش البريطاني، وعلى المستوى المركزي ستخطط لجنة “COBR” في مكتب مجلس الوزراء، ولجنة الإنعاش المكونة من وزراء أو مسؤولي الاستجابة للأزمات في موضوع المخابئ والأقبية النووية. كما ستقدم المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ (SAGE 15) المشورة العلمية والفنية؛ لتسهيل اتخاذ القرارات الحكومية أثناء حالات الطوارئ. وستكون البيانات الصحفية معدة مسبقًا، وجاهزة لتقديم آخر المستجدات حول تطورات الأزمة لتعميمها في وسائل الإعلام. (https://www.phillipscorp.com/)
الرابط المختصر هنا ⬇