لماذا يظهر رقمك البريطاني كمكالمة محلية عند الاتصال بالخارج؟
يتفاجأ بعض مستخدمي الهواتف في بريطانيا، ولا سيما عند الاتصال بدول خارج أوروبا مثل الأردن أو دول الشرق الأوسط، بأن الطرف المتلقي يرى المكالمة واردة من رقم محلي بدلًا من رقم بريطاني يبدأ بمفتاح المملكة المتحدة (+44).
هذا الأمر يثير تساؤلات وقلقًا أحيانًا، ويدفع بعض الناس للاعتقاد بوجود خلل في الهاتف أو تلاعب بالرقم. غير أن الواقع مختلف؛ فما يحدث في الغالب ظاهرة تقنية معروفة في عالم الاتصالات الدولية، ولا ترتبط بشركة واحدة أو بحالة فردية.
شركات الاتصالات في بريطانيا: كيف تعمل المنظومة؟

في المملكة المتحدة توجد أربع شبكات رئيسة تمتلك البنية التحتية للاتصالات، إضافة إلى عشرات الشركات الافتراضية التي تعتمد على هذه الشبكات نفسها.
وبما أن جميع هذه الشركات تعمل ضمن منظومة تقنية واحدة تقريبًا، فإن آلية التعامل مع المكالمات الدولية متشابهة، وأي ظاهرة تقنية في هذا المجال تنطبق على الجميع، بصرف النظر عن اسم الشركة أو نوع الاشتراك.
كيف تنتقل المكالمة الدولية فعليًّا؟
عند إجراء مكالمة دولية من بريطانيا، لا تنتقل المكالمة بالضرورة من شبكة بريطانية إلى شبكة الدولة الأخرى بطريقة مباشرة. وفي كثير من الحالات تمر المكالمة عبر:
- وسطاء اتصالات دوليين
- بوابات تحويل بين الشبكات
- مسارات متعددة قد تشمل أكثر من دولة.
- وخلال هذا المسار، تُستخدم تقنيات حديثة مثل:
- الاتصال عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP)
- قنوات الاتصال الرقمية المعروفة باسم SIP Trunks.
هذه التقنيات أصبحت شائعة عالميًّا لأنها:
- أقل تكلفة
- أكثر مرونة
- قادرة على التعامل مع أحجام كبيرة من المكالمات عبر القارات.
لماذا يتغير رقم المتصل؟

أثناء عبور المكالمة عبر هذه المسارات الدولية، قد تواجه الشبكات المستقبِلة واحدة أو أكثر من العقبات الآتية:
- عدم توافق كامل مع تنسيق الأرقام الدولية
- عدم نقل رقم المتصل بصيغته الأصلية الكاملة
- الاعتماد على رقم وسيط أو محلي داخل الشبكة المستقبِلة.
والنتيجة أن المتلقي قد يرى:
- رقمًا محليًّا
- أو رقمًا غير مألوف بدل الرقم البريطاني الحقيقي.
هذا التغيير:
- يحدث تلقائيًّا داخل أنظمة الشبكات
- لا يتم يدويًّا من المستخدم
- ولا يعني أن الرقم مزوّر أو مغيّر عمدًا
- ببساطة، الرقم لم يتغيّر فعليًّا، بل طريقة عرضه هي التي تغيّرت.
هل هذه الظاهرة شائعة؟
نعم، هذه الظاهرة شائعة في المكالمات الدولية، ولا سيما:
- عند الاتصال بدول خارج الاتحاد الأوروبي
- أو عند مرور المكالمة بأكثر من وسيط دولي
- أو عند وجود اختلافات تقنية بين أنظمة الاتصالات في الدول المختلفة.
- ولا تقتصر هذه الحالة على بريطانيا، بل تُسجَّل في العديد من دول العالم.
الفرق بين الظاهرة التقنية والاحتيال

من المهم التمييز بين هذا السلوك التقني الطبيعي، وبين ما يُعرف بتزييف رقم المتصل (Caller ID Spoofing).
في الحالة التقنية الطبيعية:
- المتصل حقيقي
- الرقم مسجّل وصحيح
- لا توجد نية للتضليل
- التغيير سببه مسار المكالمة فقط.
- أما في حالة الاحتيال فـ:
- المتصل يتعمد إظهار رقم لا يملكه
- ينتحل صفة جهة رسمية أو مصرفية
- يطلب معلومات شخصية أو مالية
- ويُعد ذلك مخالفة قانونية في بريطانيا
ماذا تفعل شركات الاتصالات؟
شركات الاتصالات في بريطانيا تعمل بالتنسيق مع الجهات التنظيمية على:
- تحسين دقة عرض رقم المتصل
- الحد من إساءة استخدام الأرقام
- تطوير أنظمة تميّز بين التغير التقني المشروع وبين التلاعب المتعمّد.
لكن مع استمرار اختلاف أنظمة الاتصالات عالميًّا، تبقى هذه الظاهرة واردة في بعض المكالمات الدولية.
الخلاصة

ظهور رقمك البريطاني كمكالمة محلية عند الاتصال بالخارج:
- لا يعني وجود خلل في هاتفك
- ولا يدل على اختراق أو تلاعب
- ولا يرتبط بشركة اتصالات بعينها.
بل هو نتيجة طبيعية لتعقيد شبكات الاتصالات الدولية الحديثة، واختلاف طريقة تعامل الشبكات مع أرقام المتصلين عبر الحدود.
الفهم الصحيح لهذه الظاهرة يخفف القلق غير المبرر، ويساعد على التمييز بين الاتصال الطبيعي ومحاولات الاحتيال الحقيقية.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
