لماذا تبدو حرارة 30 درجة في بريطانيا أكثر قسوة من بلدان أخرى؟
تتهيّأ بريطانيا لنهاية أسبوع حارّة قد تتجاوز فيها درجات الحرارة 34°م وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية (Met Office)، ما يحيي السؤال الأزلي: لماذا تبدو حرارة 30°م هنا أشدّ وطأة من نظيرتها في بلدان أخرى؟ يكشف أطباء وخبراء أرصاد أنّ المسألة تتجاوز «مجرد شعور» لتستند إلى أسباب فيزيائية ومعمارية واجتماعية واضحة.
الرطوبة… العدو الخفي
يقول طبيب الـNHS الدكتور كاران راج إنّ الرطوبة النسبية العالية في بريطانيا هي المتّهم الأوّل. فكلما زادت كمية بخار الماء في الهواء تقلّ كفاءة تبخّر العرق، ما يعيق عملية التبريد الطبيعية للجسم.
منازل تحبس الحرارة
المباني البريطانية صُمِّمت تاريخيًا لمقاومة البرد والطقس «البارد، والممطِر، والغريب» كما يصفه الدكتور راج. الجدران العازلة والسقوف المانعة لتسرّب الحرارة تحافظ على الدفء شتاءً، لكنها تتحوّل صيفًا إلى «بيوت زجاجية» تحتجز الحرارة. ومع ندرة أجهزة التكييف المنزلية، يصبح الهروب من القيظ ضربًا من المعاناة اليومية.
بنية تحتية غير مهيَّأة
تؤكد خبيرة الأرصاد آني شاتلورث أنّ التجربة الحارّة في بريطانيا تختلف عن العطلات في جنوب أوروبا حيث تتوافر مسابح وشواطئ وتكييفات. هنا يقضي معظم الناس أوقاتهم في تنقّلات مزدحمة وقطارات غير مكيَّفة، وعندما يحلّ الليل لا تهبط الحرارة بما يكفي لتمكين الأجسام من التعافي.
كيف يتفاعل الجسم مع الحر؟
تتوقّف كفاءة فقدان الجسم للحرارة على الفارق بين حرارة الجلد وحرارة الهواء. يوضح الخبير ماتيو باترسون أنّ تبخّر العرق يستهلك الطاقة ويبرّد الجلد، لكن الهواء المشبَع رطوبةً يبطئ التبخّر، فترتفع حرارة الجسم الداخلية. لهذا تُصدر بريطانيا تحذيرات صحيّة عند درجات تبدو «معتدلة» في بلدان أخرى، إذ تزداد مخاطر الإجهاد الحراري، الحرائق، تعثّر النقل، وانقطاعات الطاقة.
نصائح للحفاظ على البرودة
- تجنّب الشمس بين 11 صباحًا و 3 بعد الظهر.
- ارتدِ ملابس فاتحة، قبعة، واستخدم واقيًا شمسيًا.
- أغلق النوافذ والستائر نهارًا، وافتحها ليلًا لتهوية المنزل.
- أكثر من شرب السوائل، وخذ حمّامًا باردًا أو بلّل ملابسك.
- انتبه لأعراض الإجهاد الحراري: دوار، غثيان، إرهاق، صداع، بشرة شاحبة ورطبة، تقلّصات عضلية، تسارع نبض أو تنفّس، وعطش شديد.
رأي منصة «العرب في بريطانيا AUK»
انطلاقًا من سياستها التحريرية الداعمة لسلامة الجالية العربية في المملكة المتحدة، ترى «منصة العرب في بريطانيا AUK» أنّ التوعية بالمخاطر المناخية غير المألوفة للجمهور العربي المقيم والزائر أصبحت ضرورة ملحّة. وتؤكّد المنصة أهمية التزام الإرشادات الصحية الرسمية، والاستعداد المسبق بتجهيز المنازل بمراوح أو وحدات تكييف محمولة عند الحاجة، فضلًا عن تعزيز ثقافة التضامن المجتمعي لمساعدة الفئات الأكثر عرضةً للخطر خلال موجات الحر.
المصدر: mirror
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
20°C
