“لا حياة تستثنى من القتل”.. طبيب فلسطيني بريطاني يروي مآسي عائلته في غزة
في شهادة مؤثرة تعكس فداحة الإبادة الجماعية في غزة، أدان الطبيب الفلسطيني البريطاني د. سليم غيدا، استشاري طب الأطفال في مستشفى رايغمور بمدينة إنفرنيس الاسكتلندية، ما وصفه بالدمار المنهجي لقطاع غزة، متحدثًا عن مآسي شخصية طالت أفراد عائلته خلال العدوان المستمر على غزة.
استشهاد أقاربه أثناء البحث عن الطعام
قال الدكتور غيدا إن أحد أقربائه، إضافة إلى آخرين، استُشهد مؤخرًا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية من أحد مستودعات التوزيع في غزة، مؤكدًا أن الأوضاع الميدانية صادمة ولا تحتمل، حيث يُقتل الناس في طوابير المساعدات، فيما يواجه الباقون خطر المجاعة والمرض.
وأضاف: “إنه أمر مروّع. نظام الرعاية الصحية في غزة – مبانيه وكوادره – يتعرض للتدمير الممنهج. إنه تقريبًا خطة مبيّتة لتدمير غزة”.
من مخيم اللاجئين إلى NHS
وُلد الدكتور غيدا في مخيم لاجئين في غزة، وهاجر لاحقًا إلى المملكة المتحدة، حيث يعمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) منذ أكثر من 20 عامًا. وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، وقد سبق له العمل في عدة مستشفيات كبرى في غزة، من بينها مستشفى الشفاء، ومستشفى ناصر، ومستشفى النصر للأطفال في خان يونس.
معاناة العائلة تحت القصف والجوع
قال الدكتور غيدا إن والديه المسنّين وأفرادًا آخرين من عائلته كانوا يقطنون شمال قطاع غزة، لكن معظمهم فرّ إلى الجنوب بعد بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023.
ومنذ ذلك الحين، استشهد أكثر من 57,000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وانهار النظام الصحي، إذ توقفت نحو نصف مستشفيات القطاع عن العمل، فيما تعمل الأخرى بطاقة شبه معدومة.
شهادات من الداخل: “لا أحد في مأمن”
خلال فترة هدنة سابقة، عاد بعض أفراد العائلة إلى شمال غزة، من بينهم شقيق آخر يعمل ممرضًا في العناية المركزة وكان في مستشفى الشفاء أثناء تعرضه للقصف. وقال الدكتور غيدا بأسى:
“لا توجد حياة تُستثنى من القتل في غزة. يمكن أن تُقتل في أي لحظة. هذا ما يجعل الأمر صعبًا جدًا عليّ. تقضي اليوم كله تتساءل عمّا إذا كانت عائلتك ما تزال حية. لا تستطيع النوم. كل بضع ساعات، يعود هذا الهاجس”.
مأساة المساعدات الغذائية
تحدث الدكتور غيدا عن واقعة مأساوية أودت بحياة صهر ابنة ابن عمه وعدة أفراد من أسرته أثناء وجودهم في أحد مراكز التوزيع التابعة لـ مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي بدأت توزيع المساعدات في مايو الماضي.
رغم الخطر، قال إن أحد أفراد الأسرة قضى يومًا كاملًا في أحد المستودعات ولم يحصل على شيء. وأضاف: “قضى ساعات يمشي وساعات ينتظر، وفي النهاية لم يحصل على أي طعام”.
دعوات أممية لوقف المستودعات المثيرة للجدل
وسط تصاعد المخاوف، دعت أكثر من 130 منظمة غير حكومية إلى وقف فوري لهذه المستودعات التي أدت إلى بعض من أكثر الحوادث دموية منذ بداية الحرب، وطالبوا بالعودة إلى آلية التوزيع الأممية للمساعدات ورفع الحصار الإسرائيلي عن دخول المساعدات والمواد التجارية.
وتلتزم منصة العرب في بريطانيا AUK بمبادئ العدالة والإنسانية وحرية التعبير، وترى المنصة أن شهادة الدكتور سليم غيدا تمثل صوتًا إنسانيًا بليغًا وسط تعتيم إعلامي متزايد على معاناة قطاع غزة.
المصدر: johnogroat
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
16°C
