اللاجئ المصري عمر المهدد بالترحيل إلى رواندا يواجه مستقبلًا غامضًا في بريطانيا
في إطار الصعوبات التي تواجه طالبي اللجوء في بريطانيا، نسلط الضوء على قصة اللاجئ المصري عمر، الذي يواجه تهديدًا بالترحيل إلى رواندا، ومستقبله غامض في بريطانيا.
في الساعات الأولى من صباح يوم 30 نيسان/إبريل، كان عمر يغط في نومه في شقته الواقعة في وارينغتون شمال إنجلترا، عندما استيقظ على صوت طرق قوي على بابه من قِبل ضباط الهجرة.
هذا المشهد أعاد له ذكريات قاسية من حياته السابقة في مصر، تلك الحياة التي فر منها قبل أكثر من عامين بحثًا عن الأمان في بريطانيا.
خطة الترحيل إلى رواندا
يُعدُّ عمر واحدًا من أكثر من 200 شخص اعتُقل بهدف ترحيلهم إلى رواندا، كجزء من خطة رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك.
هذه الخطة، التي تحولت إلى قانون في 23 نيسان/إبريل بعد معركة طويلة في البرلمان، كانت تهدف إلى ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا كجزء من حل أزمات الهجرة.
تلك الخطة شهدت احتجاز عشرات اللاجئين، من بينهم عمر، في مراكز الإبلاغ وأماكن الإقامة.
وفي حين أن سوناك أعلن بدء رحلات الترحيل في تموز/ يوليو، إلا أن الانتخابات العامة التي أُجريت في 4 تموز/ يوليو دفعت الحكومة إلى تأجيل تنفيذ هذه الرحلات، ما أسفر عن إطلاق سراح معظم المحتجزين، بمن فيهم عمر.
وبالرغم من تعليق خطة الترحيل، إلا أن مصير عمر لا يزال غير مستقر، ففي 18 تموز/ يوليو، ألغت الحكومة شروط “عدم القبول”، ما سمح بقبول 90 ألف طلب لجوء لإعادة النظر فيها.
ومع ذلك، يتعين على عمر الآن إقناع وزارة الداخلية بصدق روايته عن التعذيب الذي تعرض له في مصر، وهو تحدٍّ كبير في ظل بيئة تتسم بعدم الثقة.
أسباب الهروب من مصر
مداهمة ضباط الهجرة في وارينغتون أعادت لعمر ذكرى صعبة عما عايشه في مصر، حيث تعرض للاعتقال والتعذيب بسبب مشاركته في احتجاجات ضد عمليات الإخلاء القسري لسكان جزيرة الوراق.
وفقًا لما رواه عمر، في كانون الثاني/ يناير 2022، اقتحمت قوات الأمن المصرية منزله، واعتقلته أمام عائلته، واقتادته إلى سجن القناطر الخيرية، حيث تعرض للضرب المبرح بشكل يومي على مدار أربعة أشهر.
بعد أربعة أشهر، أُطلق سراحه لفترة وجيزة، وبعد أسبوع من خروجه، تعرض للاعتقال مجددًا بعدما رفض عرضًا من السلطات المصرية باستبدال شقته بمنزل آخر.
في هذه المرة، كانت تجربة التعذيب أكثر وحشية، يقول عمر: إنه تعرض للضرب لمدة خمس ساعات على أيدي سبعة ضباط، جرحوا رقبته بسكين، وتعرض للاغتصاب، كما اقتلعوا أظافر قدميه.
الهروب إلى بر الأمان
في آب/ أغسطس 2022، وبعد تأمين إطلاق سراحه مرة أخرى، فر عمر من مصر، متجهًا إلى ليبيا حيث احتجزته عصابة تهريب في ظروف قاسية مع حوالي 40 شخصًا آخرين.
وبعد عشرة أيام من المعاناة، تمكن من العبور إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط، رغم إصاباته البالغة التي كان يعاني منها منذ فترة سجنه.
وجد عمر صعوبة كبيرة في الحصول على الرعاية الطبية في إيطاليا بسبب حاجز اللغة، واضطر إلى العيش في الشوارع.
نصحه أحد الأشخاص بالتوجه إلى فرنسا للحصول على رعاية طبية أفضل، ومن هناك، قاده القدر إلى محاولة عبور القنال الإنجليزي إلى المملكة المتحدة.
وبعد محاولات فاشلة، تمكن أخيرًا من الوصول إلى الأراضي البريطانية في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.
رحلة عبر الصعاب
لم يكن وصول عمر إلى المملكة المتحدة نهاية لمشاكله، فقد احتجزته الشرطة في مركز احتجاز قبل نقله إلى سلسلة من الفنادق، لينتهي به المطاف في شقة مشتركة في وارينغتون، حيث اعتقلته السلطات البريطانية مرة أخرى في نيسان/إبريل 2023.
في مركز الاحتجاز، تعرض عمر لمزيد من الانتهاكات، حيث صودر هاتفه وتعرض للضغط للتوقيع على وثائق رفض التوقيع عليها.
وأثناء نقله إلى بروك هاوس في لندن، تعرض لنوبة أخرى ونقل إلى المستشفى، لكن سرعان ما أعيد إلى مركز الاحتجاز.
مواجهة مع وزارة الداخلية البريطانية
في الوقت الحالي، يقف عمر في مواجهة صعبة مع وزارة الداخلية، حيث يجب عليه إثبات صحة روايته عن التعذيب والاضطهاد في مصر.
بينما يواجه آخرون مثل أحمد، وهو لاجئ آخر فر من دمشق، مصيرًا مشابهًا، إلا أن قضيته قد تكون أكثر وضوحًا نظرًا لوضع اللاجئين السوريين.
ويبقى التساؤل بشأن مصير هؤلاء اللاجئين في ظل التغيرات السياسية المستمرة في المملكة المتحدة. هل ستمنحهم الحكومة الجديدة الأمان الذي يبحثون عنه، أم ستظل حياتهم معلقة بين قرارات الهجرة الصارمة ومخاطر الترحيل؟ شاركونا آراءكم.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
9°C