كيف قرأ الإعلام البريطاني الهجوم الهندي على باكستان؟

شهدت الساحة الإعلامية البريطانية تفاعلًا واسع النطاق مع التصعيد العسكري المفاجئ بين الهند وباكستان، بعد الغارات الجوية التي نفذتها القوات الهندية، مساء أمس الثلاثاء، على مواقع داخل الأراضي الباكستانية.
تفاوتت التغطيات الصحفية بين التحليل العسكري والتداعيات الدبلوماسية وردود الأفعال المحلية والدولية، في حين استخدمت كبريات الصحف البريطانية عناوين تعكس رؤيتها للحدث وتوجهاتها التحريرية.
تغطية الإعلام البريطاني
بي بي سي: “الهند تشن غارات جوية على باكستان وكشمير الخاضعة لإدارتها”

ركزت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” على التفاصيل الميدانية المرتبطة بالتصعيد، مشيرة إلى أن الهند شنت ضربات جوية استهدفت تسعة مواقع داخل باكستان ومناطق في كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، وذلك ردًّا على الهجوم المسلح الذي وقع في منطقة بَهالغام وأودى بحياة 26 شخصًا، وفقًا لما ذكرته بي بي سي.
ونقلت “بي بي سي” تصريحات للمتحدث باسم الجيش الباكستاني، الذي أفاد بأن الغارات أودت بحياة سبعة أشخاص، بينهم طفلان، وأصابت مسجدًا، مشيرًا إلى أن الدفاعات الجوية الباكستانية أسقطت طائرتين هنديتين وطائرة مسيّرة. وأضاف المتحدث أن الرد الباكستاني سيكون “على الأرض وفي الجو”.
وسلطت “بي بي سي” الضوء على تحركات دولية، منها بيان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي أكد متابعته الدقيقة للتطورات، في حين أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن التصعيد “مؤسف” وأعرب عن أمله بأن “ينتهي سريعًا”.
وأشارت أيضًا إلى اضطراب الحركة الجوية في الهند وباكستان، حيث أغلقت مطارات رئيسة مثل إسلام آباد وكراتشي ولاهور، وتجنبت عدة شركات طيران دولية المجال الجوي الباكستاني، منها “إير فرانس” و”لوفتهانزا” و”الخطوط السعودية”.
الغارديان: “أزمة الهند وباكستان: ما نعرفه حتى الآن”

اختارت صحيفة الغارديان زاوية تحليلية للحدث تحت عنوان يعكس نهجها الإخباري التفسيري، مركزة على أن ما جرى هو “تصعيد كبير في صراع طال أمده بين الخصمين النوويين”.
وأوضحت الصحيفة أن العملية العسكرية التي أطلقت عليها الهند اسم “عملية سندور” استهدفت مواقع وصفتها بـ”بُنى إرهابية” في باكستان وكشمير الخاضعة لسيطرتها، موضحة أن هذه الغارات جاءت بعد أن حمّلت نيودلهي إسلام أباد مسؤولية الهجوم الأخير.
كما لفتت إلى أن الحكومة الهندية زعمت أن الضربات كانت “مدروسة وغير تصعيدية”، وقد اختارت أهدافًا غير عسكرية بعناية. لكن باكستان اعتبرت ما جرى “عملًا حربيًّا”، متعهدة بالرد، حيث أعلنت إسقاط ثلاث طائرات هندية، بحسَب مسؤولين أمنيين تحدثوا لـ”الغارديان”.
وأبرزت الصحيفة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الطرفين إلى “أقصى درجات ضبط النفس”، محذرًا من أن العالم “لا يستطيع تحمّل مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان”.
التايمز: “عملية سندور: باكستان تدين “عملًا حربيًّا” بعد الضربات من الهند”

من جهتها اختارت التايمز عنوانًا يعكس القلق الدولي من تحول الأزمة إلى مواجهة أوسع، محذرة من أن العالم “يقف على حافة مواجهة نووية جديدة”.
وركزت الصحيفة على السياق الجيوسياسي الأخطر للتصعيد، مشيرة إلى أن الهند وباكستان يمتلكان قدرات نووية، وأن أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى كارثة.
كما تناولت الصحيفة البعد الداخلي للحدث، موضحة أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يسعى لإظهار الحزم والقوة قبل الانتخابات، أما نظيره الباكستاني شهباز شريف فيحاول حشد التأييد الداخلي بإظهار موقف دفاعي حازم.
كما أشارت “التايمز” إلى أن واشنطن لم تُظهر حتى الآن نية للتدخل المباشر في التهدئة، وهو ما يخالف تدخلاتها السابقة في أزمات مشابهة بين الطرفين.
التلغراف: “ما التالي بالنسبة للهند وباكستان المسلحتين نوويًّا؟”

أما صحيفة التلغراف فاختارت التركيز على رد الفعل الباكستاني، حيث عنونت تغطيتها بـ””ما التالي بالنسبة للهند وباكستان المسلحتين نوويًّا؟”، معتبرة أن الهجوم قد يؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة في الأيام المقبلة.
وأبرزت الصحيفة تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني الذي وصف الهند بـ”العدو الغادر”، وتعهد برد لا هوادة فيه. وأشارت إلى انعقاد اللجنة الوطنية للأمن في إسلام آباد، التي ناقشت الخيارات العسكرية والسياسية المتاحة.
كما نقلت عن مصادر أمنية أن القوات المسلحة الباكستانية وضعت في حالة تأهب قصوى، واستُدعي السفير الهندي للاحتجاج، في خطوة دبلوماسية تصعيدية.
ولفتت “التلغراف” إلى أن الضربات الهندية جاءت بعد أسابيع من التوتر والاتهامات المتبادلة، وأن الحدث يعكس انزلاقًا خطيرًا نحو مواجهة مباشرة قد تستمر في التصاعد.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇