العرب في بريطانيا | كيف ساهمت عادات البريطانيين الأكثر سوءًا بأرباح...

1445 جمادى الأولى 18 | 01 ديسمبر 2023

كيف ساهمت عادات البريطانيين الأكثر سوءًا بأرباح تبلغ 53 مليار باوند؟

كيف ساهمت عادات البريطانيين الأكثر سوء بأرباح تبلغ 53 مليار باوند؟
فريق التحرير November 19, 2023

كشفت تقرير اقتصادي حديث أن أسوأ عادات البريطانيين عادت على الاقتصاد بأرباح تبلغ 53 مليار باوند.

وبحسب التقرير فإن بعض الشركات البريطانية حققت أرباحًا طائلة من بيع منتجات التبغ والكحول بالإضافة إلى الوجبات السريعةـ حيث ساهم استهلاك هذه المنتجات في زيادة انتشار الأمراض في بريطانيا.

استهلاك الخمور والتدخين من بين أكثر عادات البريطانيين سوءًا

تعرف على العادات الأسوأ للبريطانيين وتأثيرها على الاقتصاد (آنسبلاش)
تعرف على العادات الأسوأ للبريطانيين وتأثيرها على الاقتصاد (آنسبلاش)

وقد أثارت هذه الأرقام ردود أفعال المنظمات الصحية والطبية ومنظمات الأطفال التي طالبت بشن حملة على البيع غير المسؤول للمنتجات الضارة.

وأشارت المنظمات إلى أن فشل الحكومة البريطانية في تنظيم إنتاج مثل هذه المواد الضارة تسبب بضرر في الصحة العامة، وزاد الضغوط على هيئة خدمات الصحة البريطانية، كما ألحق خسارة بالاقتصاد تعادل 31 مليار باوند.

بالمقابل فقد حققت الشركات التي تنتج مثل هذه المواد أرباحًا هائلة، بعد حملات تسويقية ضخمة نجحت في عرقلة الجهود الحكومية الساعية للحد من بيع المنتجات الضارة.

وقد أعد التقريرَ بعضُ المنظمات الصحية مثل جمعية مكافحة السمنة، جمعية مكافحة الكحول، وجمعية التوعية بآثار التدخين بالإضافة لشركة الاستشارات المالية (Landman Economics) التي توصلت إلى أرقام تقريبية لما ينفقه البريطانيون على العادات السيئة والمنتجات الضارة بالصحة.

ووجد التقرير أن البريطانيين ينفقون حوالي 81.5 مليار باوند سنويًا على المنتجات الضارة بالصحة.

بينما تجني وزارة المالية حوالي 28.8 مليار باوند من فرض ضريبة القيمة المضافة على هذه المنتجات.

28.8 في المئة من المواد الغذائية تخالف المعايير المطلوبة في بريطانيا

قطاع المواد الغذائية يربح 34.4 مليار باوند من بيع المنتجات الغذائية المخالفة للمعايير المطلوبة (آنسبلاش)
قطاع المواد الغذائية في بريطانيا يربح 34.2 مليار باوند من بيع المنتجات الغذائية المخالفة للمعايير المطلوبة (آنسبلاش)

وبحسب ما ورد في التقرير فإن 28.8 في المئة من المواد الغذائية المستهلكة في بريطانيا غير صحية لأنها تنتهك معايير الغذاء الحكومية، وتعود هذه المنتجات ب 34.2 مليار باوند على قطاع إنتاج المواد الغذائية.

كما وجد معدو التقرير أن 43.4 في المئة من كميات الكحول المنتج في بريطانيا يُستهلك بنسبة تتجاوز ما تنص عليه معايير استهلاك الكحول في بريطانيا، مما قد يزيد من المخاطر التي تهدد الصحة العامة.

وتحقق صناعة الكحول أرباحًا تقدر بـ 11.2 مليار باوند من بيع هذه المشروبات، بينما تحقق معامل التبغ أرباحًا تقدر ب 7.3 مليار باوند وتتسبب بموت نصف المدخنين في بريطانيا.

وفي هذا الصدد قالت هازل تشيزمان نائبة مدير شركة Ash:” إن الأرقام الواردة في التقرير تظهر حجم الأرباح الهائلة التي تجنيها بعض القطاعات من بيع المنتجات الضارة بالصحة”.

وبحسب إحصائيات أخرى فإن واحدًا من كل ثمانية بالغين، أي 13 في المئة من البالغين في إنجلترا من المدخنين، وواحدًا من كل خمسة بالغين أي حوالي 21 في المئة منهم يشربون الكحول بنهم، بينما يعاني 64 في المئة من السمنة.

وورد في التقرير :” تحقق شركات التبغ والكحول ومطاعم الوجبات السريعة أرباحًا طائلة على حساب صحة المستهلكين وضرائبهم، مما يؤدي إلى تراجع الأداء الاقتصادي للبلاد”.

العادات الغذائية السيئة تساهم في زيادة البطالة

70 ألف بريطاني لا يستطيعون العمل بسبب البدانة (آنسبلاش)
70 ألف بريطاني لا يستطيعون العمل بسبب البدانة (آنسبلاش)

وتابع التقرير :” تستقبل مستشفيات بريطانيا كل عام حوالي 2.5 مليون مريض بسبب العادات الصحية السيئة حيث يدخل 1.02 مليون شخص المستشفيات بسبب زيادة الوزن، بينما يتسبب استهلاك الكحول بتدهور صحة 980 ألف شخص، ويزور 506 آلاف بريطاني المستشفيات سنويًا بسبب الأمراض الناتجة عن التدخين”.

كما أدت العادات الصحية السيئة إلى حرمان 459 ألف شخص من القدرة على العمل، من بينهم 289 ألف شخص متضرر من التدخين، و 99 ألفًا متضررًا من استهلاك الكحول، بينما يعاني 70 ألف شخص من السمنة المفرطة التي تحول دون إمكانية عمله.

لذلك فإن المدخنين ومدمني الكحول يمثلون أكبر شريحة من بين العاطلين عن العمل، ويكسبون أجورًا أقل من غيرهم بسبب نمط حياتهم غير الصحي.

هذا وتبلغ الخسائر الناتجة عن البطالة وانخفاض الإنتاجية (بسبب التدخين واستهلاك الكحول والسمنة) حوالي31 مليار باوند سنويًا.

لذلك طالبت المنظمات الصحية الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات صارمة لتقويض استهلاك المنتجات المضرة بالصحة عبر منع نشر الإعلانات الترويجية، ورفع أسعار هذه المنتجات، وتكثيف الحملات التوعوية في الإعلام لتنبيه المستهلكين إلى خطر الأضرار التي تسببها هذه المنتجات”.

وقد علق البروفيسور إيان غيلمور رئيس الجمعية الطبية البريطانية على ذلك بالقول:” إن تدخين التبغ واستهلاك الكحول والأغذية غير الصحية يسبب أضرارًا صحية كبيرة لمجتمعنا، ويجب على الحكومة التحرك حيال ذلك”.

“كما أن صناعة المنتجات غير الصحية تدر على أصحابها أرباحًا تقدر بالمليارات، لذلك لا بد من وضع الصحة العامة فوق أرباح الشركات”.

المصدر: الغارديان