كيف تساعد التمارين الرياضية في الحد من خطر الإصابة بالخرف؟

يظل تحديد الأسباب الدقيقة للإصابة بالخرف أو الوقاية منه أمرًا معقدًا، إلا أن الدراسات تشير بشكل متزايد إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تقدم فائدة كبيرة لصحة الدماغ.
وقد صرحت جمعية الزهايمر، استنادًا إلى مراجعة شاملة لـ 58 دراسة، قائلة: “تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين بانتظام قد يقل لديهم احتمال الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بمن لا يمارسون التمارين بانتظام.”
لكن يبقى التساؤل: ما التمارين “المنتظمة”؟ وهل هناك حد أدنى؟

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي أنه يمكن تحقيق الفائدة بممارسة التمارين مرتين فقط أسبوعيًا. ينصح نظام الصحة الوطني البريطاني (NHS) البالغين بقضاء 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا في ممارسة التمارين متوسطة الشدة أو 75 دقيقة في التمارين عالية الشدة.
لا تتعارض الدراسة مع هذه التوصيات، لكنها تشير إلى أن تقسيم هذا الوقت على مدار الأسبوع ليس شرطًا أساسيًا للتقليل من خطر الإصابة بالخرف، فيمكن للأشخاص الذين يخصصون عطلة نهاية الأسبوع فقط لممارسة التمارين – والمعروفين بـ”محاربي نهاية الأسبوع” – أن يحققوا أيضًا فوائد صحية ملموسة.
وشملت الدراسة أكثر من 10,000 شخص من البالغين فوق سن 35 بين عامي 1998 و2004، ثم عاودت متابعتهم بين 2015 و2019. وتبين أن 14% من المشاركين الذين مارسوا التمارين مرة أو مرتين أسبوعيًا ظهرت لديهم مؤشرات مبكرة للخرف، مقارنة بـ 26% من أولئك الذين لم يمارسوا التمارين و18.5% من المشاركين الذين كانوا “نشطين بانتظام”.
زيادة النشاط البدني

وفي دراسة سابقة هذا العام، تبيّن أن “محاربي نهاية الأسبوع” قد حققوا نتائج صحية إيجابية أفضل عبر أكثر من 200 مؤشر مقارنة بمن كانوا غير نشطين. تنصح NHS باتباع التوجيهات الصحية، والتي قد تكون أسهل مما يتصور بعض الناس – وتؤكد هذه الدراسات أن مجرد السعي لزيادة النشاط البدني يعد أفضل بكثير من التخلي عن النشاط تمامًا.
ولا يعني النشاط البدني بالضرورة ممارسة “التمارين الرياضية” التقليدية، إذ ينفر كثيرون من الأدوات الثقيلة والأنظمة المعقدة في الصالات الرياضية. لكن، يمكن أن يكون “النشاط المعتدل” سهل المنال، إذ يشمل المشي – سواء في العمل أو المنزل – إلى جانب التنظيف الشاق، والرقص، ودفع جزازة العشب. وتشمل أنشطة تقوية العضلات، وفقًا لـ NHS، حمل أكياس التسوق الثقيلة، أو دفع كرسي متحرك أو عربة أطفال، أو الحفر في الحديقة، أو حمل الأطفال.
ورغم أن تأجيل النشاط البدني الكبير إلى عطلة نهاية الأسبوع قد لا يكون ضارًا، إلا أن NHS تشدد على أهمية ممارسة البالغين بعض الأنشطة البدنية يوميًا. فمن شأن ممارسة الرياضة مرة أو مرتين أسبوعيًا أن تساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية أيضًا.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇