كوربين يخطط لتدشين حزب يساري جديد في بريطانيا
ألقى زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين خطابًا خلال اجتماع خاص، ناقش فيه تأسيس حزب يساري جديد تحت مسمى “الجماعة”، بحضور شخصيات بارزة مثل الأمين العام السابق لنقابة “يونيت” لين مكلاسكي، وعدد من المرشحين المستقلين السابقين.
وأفادت المصادر أن القادة المشاركين في الاجتماع يطمحون إلى أن يكون الحزب الجديد منصة لتأهيل قادة يساريين جدد، يمكنهم خلافة كوربين بوصفه رمزًا للتيار اليساري، وذلك مع السعي إلى الترشح في الانتخابات العامة القادمة. وقد شهد الاجتماع خطوات أولية لوضع هياكل ديمقراطية لهذا الحزب المزمع تأسيسه.
ورغم مشاركة كوربين بخطاب افتتاحي، فإن مصادر مقربة أوضحت أن حضوره لم يكن بمثابة تأييد رسمي، وإنما جاء للاستماع وتبادل الأفكار بشأن المسار الذي ينبغي أن يسلكه اليسار في المرحلة المقبلة.
تشكيل حزب يساري جديد لمواجهة الصعوبات
وأكد منظمو الاجتماع أن تأسيس الحزب الجديد يُعَد فرصة لجذب دعم جديد؛ لمواجهة تصاعد التيار اليميني في حزب العمال ومنافسة حزب “الإصلاح”. وقال أحد الحاضرين: “سيشارك الحزب الجديد في الانتخابات المقبلة، ونأمل أن يكون توازنًا فعّالًا أمام الانجراف اليميني لحزب العمال”.
وشهد الاجتماع حضور شخصيات مثل عمدة “نورث أوف تاين” السابق جيمي دريسكول، وعمدة “تاور هاملتس” لطف الرحمن، والمخرج السينمائي كين لوتش، والناشط المناهض للفصل العنصري أندرو فاينشتاين، إلى جانب رئيسة أركان كوربين السابقة كاري ميرفي. كما حضر ممثلون عن حركات محلية وأحزاب يسارية صغيرة، ويشمل ذلك حركة “نستحق الأفضل”.
اليسار أمام مفترق طرق!
ورغم مشاركة بعض الحاضرين الذين لم يؤيدوا تأسيس حزب جديد، مثل فاينشتاين ودريسكول، فإن القادة رأوا أن الوقت قد حان للتحرك. وقال أحد الحاضرين: “إذا لم يتحرك اليسار الآن، فإننا نخاطر بفتح المجال أمام صعود شخصيات مثل نايجل فاراج إلى السلطة”.
وشمل الاجتماع مرشحين مستقلين يراهم المنظمون قادة المستقبل للحركة، من بينهم فيونا لالي التي دخلت سباق انتخابات “ستراتفورد وبو” بوصفها مرشحة شيوعية ثورية، وشون هالسل المرشح المستقل في “ساوثبورت”.
ورغم هذه الخطط، يظل هناك تشكيك في نجاح الحزب الجديد؛ نظرًا للتجارب السابقة لأحزاب يسارية مماثلة. ففي عام 2013 أطلق كين لوتش حزب “وحدة اليسار” دون أن يحقق نجاحًا كبيرًا، أضف إلى ذلك أن حزب “الاحترام” الذي أسسه جورج غالاوي عقب حرب العراق لم يحقق نجاحًا بارزًا.
وفي هذا السياق أكدت باميلا فيتزباتريك، التي كانت عضوًا سابقًا في مجلس العمال وشاركت بوصفها مرشحة مستقلة، أن تأسيس الحزب الجديد سيستغرق وقتًا، قائلة: “لا نريد تكرار أخطاء الماضي”.
وكان كوربين قد كتب في مقال نُشر في صحيفة “الغارديان” في وقت سابق من هذا العام أنه يسعى لدعم حركة قادرة على منافسة “النظام الحزبي الثنائي التقليدي”، يعتمد نجاحها على التنظيم والتعاون على المستوى الشعبي لا على قيادة مركزية قوية، مع تأكيده أن هذه الحركة ستشارك في الانتخابات مستقبلًا. لكنه أشار إلى أن إنشاء حزب مركزي يلتف حول شخصية واحدة “يضع العربة أمام الحصان!”.
اليسار في بريطانيا: مستقبل مجهول!
جدير بالذكر أن هذا الاجتماع يمثل بداية مرحلة جديدة في الحياة السياسية لليسار في بريطانيا، حيث يسعى مؤسسو حزب “الجماعة” لتقديم رؤية جديدة، تجمع قوى اليسار وتعيد تشكيل المشهد السياسي في البلاد، في وقت تتوقع فيه المعارضة أن يواجه حزب العمال صعوبات كبيرة، منها انتقادات لخفض أعداد المتقاعدين المستفيدين من معونات الوقود الشتوية، وتأجيل مشاريع حيوية في قطاع الخدمات الصحية والبنية التحتية.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇