كوربين وسلطانة يبعدان عن الانفراد بقيادة “يور بارتي” لصالح هيكل جماعي
حسم أعضاء حزب “يور بارتي” اليساري الجديد هيكل قيادته خلال تصويت جرى في مؤتمره الافتتاحي بمدينة ليفربول، حيث صوّتت الأغلبية – بفارق ضئيل بلغ 51.6% مقابل 48.4% – لصالح اعتماد نموذج قيادة جماعية غير مرتبطة بنائب في البرلمان خلال أول عامين من عمر الحزب.
وجاء هذا القرار ليقصي فعليًا كلًا من جيريمي كوربين وزارا سُلطانة عن تولّي القيادة الفردية، بعدما كان خيار “زعيم واحد” سيضعهما في مواجهة مباشرة لقيادة الحزب الذي أسساه معًا في وقت سابق من هذا العام.
ترحيب سلطانة واستمرار التوتر داخل الحزب

رحّبت النائبة زارا سُلطانة بقرار الأعضاء، مؤكدة أن “الحزب سيُقاد من قبل أعضائه، وليس من قبل نواب البرلمان”. غير أن هذه الرسالة التفاؤلية لم تُخفِ حجم التوتر الذي يعصف بالحزب منذ تأسيسه، إذ سُجّلت خلافات حادة وانقسامات داخلية متكررة.
وكان كل من سلطانة وكوربين قد سُجّلا كمسؤولين عند تسجيل الحزب كشركة، لكن الخلافات التنظيمية والشخصية سرعان ما ظهرت إلى السطح.
مقاطعة المؤتمر واتهامات بـ”الثقافة السامة”
في اليوم الأول للمؤتمر، قاطعت سلطانة الجلسات ورفضت دخول القاعة الرئيسية، متهمةً بعض الأطراف داخل الحزب بنشر “ثقافة سامة” وقيادة “حملة مطاردة”، وذلك بعد أن قال أحد داعميها – مستشار كينغستون جيمس جايلز – إنه مُنع من دخول المؤتمر.
وتزامن ذلك مع طرد عدد من الأعضاء بسبب اتهامات بانتمائهم إلى حزب العمال الاشتراكي، ما زاد من تفاقم الأزمة الداخلية.
استقالات واتهامات متبادلة

الأزمة تعمّقت أكثر باستقالة النائب إقبال محمد قبيل انطلاق المؤتمر، إذ أعلن انسحابه احتجاجًا على ما وصفه بـ”اتهامات كاذبة وافتراءات”. وكان محمد قد دخل في خلاف علني مع سلطانة بسبب مواقفه.
وتأتي استقالته بعد أسبوع واحد فقط من انسحاب عدنان حسين من عملية التوجيه داخل الحزب، معبّرًا عن قلقه من “الفصائلية” و”التحامل المبطن” ضد المسلمين.
جهود سابقة لرأب الصدع بين كوربين وسلطانة
في سبتمبر الماضي، كشفت مصادر لصحيفة The Independent أن محاولات “دبلوماسية” كانت جارية لتقريب وجهات النظر بين كوربين وسلطانة، بعد أن اشتكت الأخيرة من تعرضها لـ”نادي ذكوري” خلال خلاف داخلي حول نظام عضوية جديد.
تأثير محتمل على حزب العمال

يحذّر محللون سياسيون من أن الحزب الجديد قد يستقطب نسبة لا بأس بها من أصوات الناخبين التقليديين لحزب العمال. فقد أظهر استطلاع صيفي أجرته Find Out Now أن “يور بارتي” قد يحصد 15% من الأصوات، متساويًا مع حزب العمال، فيما يحصل حزب Reform على 34% والمحافظون على 17%.
كما قال لوك تريل من مؤسسة “مور إن كومون” إن نموذج حزب يقوده كوربين يحظى بشعبية كبيرة في استطلاعات الرأي، وقد يصل إلى 10% من الأصوات، مقتطعًا من قاعدة ناخبي العمال والخضر.
جدل حول الاسم النهائي وتعدد الخيارات
طُرح أمام الأعضاء التصويت على عدة أسماء بديلة للحزب، من بينها:
- “Your Party”
- “Our Party”
- “Popular Alliance”
- “For The Many”
ومن المنتظر الإعلان عن الاسم النهائي مساء الأحد.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن ما يجري داخل “يور بارتي” يعكس تحديات عميقة تواجه تيارات اليسار في بريطانيا، خصوصًا تلك التي تنشأ كردّ فعل على تحولات داخل حزب العمال. فالخلافات الشخصية والتنظيمية، وتضارب الرؤى حول آليات القيادة، تُضعف قدرة هذه الكيانات على تقديم نفسها كبديل سياسي موحد أو قابل للنمو.
المصدر: independent
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
