كم تكلف العائلة الملكية دافعي الضرائب البريطانيين سنويا؟
ينقسم الشارع البريطاني بين مؤيد للنظام الملكي ومعارض له، وبينما تُنفِق بريطانيا 125 مليون دولار على مراسم واحتفالات تتويج ملكها الجديد، يتساءل كثير من دافعي الضرائب البريطانيين عن مقدار الرسوم التي يدفعونها لتمويل نفقات العائلة الملكية.
نفقات العائلة الملكية
تُدفَع نفقات العائلة الملكية بموجب نظام تمويل يسمى منحة السيادة (Sovereign Grant)، وبحسَب آخر الأرقام الرسمية، يجني صندوق المنحة السيادية نحو 86 مليون باوند سنويًّا، أي مايعادل 106 ملايين دولار سنويًّا، أي نحو 1.60 دولار من كل مواطن بريطاني.
ويُقدَّم هذا التمويل عن طريق الحكومة البريطانية لدفع نفقات حياة الرفاهية التي تعيشها العائلة المالكة، إلى جانب صرف رواتب العاملين في قصور وملكيات العائلة، وإصلاح هذه الأملاك مثل قصر باكينجهام.
بالمقابل فإن عائدات استثمار العقارات التي تملكها العائلة الملكية من القلاع إلى مزارع الرياح ومراكز التسوق تعود إلى خزينة الحكومة البريطانية.
شركة (Crown Estate) حققت 312.7 مليون باوند
وفي عام 2021 حققت شركة (Crown Estate) أرباحًا قُدِّرت بـ312.7 مليون باوند.
ويغطي جزء من عائدات شركة العقارات نفقات العائلة الملكية، وقد جرى العمل بذلك منذ عام 1760، عندما توصل الملك جورج الثالث إلى اتفاق مع البرلمان البريطاني، تدفع الحكومة البريطانية بموجبه نفقات ومصاريف العائلة الحاكمة مقابل حصولها على الأرباح والعائدات من شركة (Crown Estate).
ومع أن الأمر يبدو لمصلحة الحكومة، التي قد تحصل على أرباح أكثر من تلك التي تُنفِقها على العائلة المالكة، فقد زعم بعض النقاد أن تمويل العائلة المالكة لا يأتي بالكامل من صندوق منحة السيادة (Sovereign Grant)، حيث يعتقد معارضو النظام المَلكي في بريطانيا أن مصاريف العائلة المالكة تُدفَع من جيوب دافعي الضرائب دون الكشف عن المبلغ.
وتقدر جماعة (Republic) المناهضة للنظام الملكي النفقات السنوية للعائلة المالكة بـ345 مليون باوند.
وبهذا الصدد قال نورمان بيكر العضو السابق في البرلمان البريطاني لقناة الجزيرة: “إن تكلفة حياة العائلة المالكة في بريطانيا تعادل أضعاف ما تُنفِقه العائلات المالكة الأخرى في أوروبا”.
من جانب آخر يزعم مؤيدو العائلة المالكة أن وجود نظام ملكي في بريطانيا يدر على الاقتصاد البريطاني كثيرًا من الأرباح والعائدات السياحية.
كيف يساهم النظام الملكي في الاقتصاد البريطاني؟
وفي هذا السياق يقول ديفيد هارس مدير شركة (Brand Finance) للاستشارات العقارية: “هناك كثير من الأدلة التي تؤكد أن النظام الملكي في بريطانيا يمول نفسه بفسه”.
“وتجني بريطانيا أرباحًا متزايدة تُقدَّر بـ800 مليون باوند من السياحة؛ إذ إن كثيرًا من السياح يزورون البلاد لرؤية المعالم الخاصة بالعائلة المالكة”.
ويؤكد هارس أن العائدات الاقتصادية التي يحققها النظام الملكي -والتي تُقدَّر بملياري باوند سنويًّا- لا تقتصر على السياحة فقط، وأشار إلى أنها تشكل دفعة جيدة للاقتصاد البريطاني.
هذا ويزعم مؤسس جماعة (Republic) المناهضة للنظام الملكي أن وفاة الملكة إليزابيث الثانية والقضية التي طالت الأمير أندرو إلى جانب انشقاق الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل عن العائلة المالكة، كل ذلك أضر بسمعة النظام الملكي.
جدير بالذكر أن المؤشرات الحالية تؤكد بقاء النظام الملكي في بريطانيا، على الرغم من جميع الحركات المناهضة له، وبصرف النظر عن النفقات والتكاليف التي تصرفها العائلة المالكة.
اقرأ أيضاً :
أوجه المقارنة بين العائلة الملكية البريطانية وبقية الملكيات حول العالم
الملك تشارلز يدعم التحقيق بعلاقة الملكية في بريطانيا بالعبودية
كيف تخفي العائلة المالكة في بريطانيا ثرواتها عن الأعين؟
الرابط المختصر هنا ⬇