كم تبلغ كلفة الدراسة الجامعية في إنجلترا في 2025؟ وسط تحذيرات من تضاعفها

في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة والضغوط الاقتصادية المتزايدة، بات طلاب الجامعات في إنجلترا ينهون دراستهم بمتوسط ديون حكومية يبلغ 53 ألف باوند، أي بزيادة قدرها 10% مقارنة بالعام السابق، وفقًا لأحدث بيانات “شركة القروض الطلابية (SLC)”.

وتكشف الأرقام أن هذه الزيادة، التي تعادل نحو 5 آلاف باوند في عام واحد، تعود إلى اعتماد الطلاب بشكل أكبر على القروض لتغطية نفقات الحياة اليومية، في ظل استمرار الرسوم الدراسية المرتفعة وعدم كفاية الدعم المالي المقدم.

هذا وتظهر الأرقام فجوة ملحوظة بين طلاب إنجلترا ونظرائهم في باقي أنحاء بريطانيا: ففي اسكتلندا، حيث لا تزال الرسوم الدراسية مجانية للطلاب المحليين، يبلغ متوسط الدين 17 ألف باوند فقط، بينما يصل في أيرلندا الشمالية إلى 28 ألف باوند، وفي ويلز إلى 39.470 باوند.

العمل أثناء الدراسة.. ضرورة لا خيار

نتيجة الضغوط المالية، بات 68% من الطلاب في إنجلترا يعملون بوظائف مدفوعة الأجر خلال فصول الدراسة، بمعدل 13 ساعة أسبوعيًا، وهو أعلى رقم يُسجّل خلال العقد الماضي، حسب استطلاع أجراه معهد سياسات التعليم العالي.

وكشفت هيئة تنظيم التعليم أن 62% من الخريجين الذين يبدؤون سداد قروضهم خاضعون لنظام الضرائب البريطاني، فيما سدد نحو 3 ملايين طالب أقساطًا سنوية بمتوسط 1.100 باوند.

وفي المجمل، قفز حجم القروض الطلابية الحكومية في إنجلترا إلى 266 مليار باوند، مقارنة ب64 مليار باوند قبل عشر سنوات، وذلك بعد تطبيق رسوم دراسية بلغت 9 آلاف باوند سنويًا، وتُرفع قريبًا إلى 9.535 باوند ابتداء من سبتمبر المقبل.

أزمة تمويل الجامعات.. وقلق من مستقبل الطلاب الأجانب

مع اتجاه الحكومة إلى تقليص أعداد الطلاب الأجانب، تشهد الجامعات البريطانية تحديات غير مسبوقة. فقد أظهر تقرير من “المركز الوطني لريادة الأعمال في التعليم” أن ربع قادة القطاع يقولون إن مؤسساتهم بحاجة إلى “إصلاح شامل” لضمان البقاء، بينما أكد 28% أن استقطاب الطلاب الأجانب بات هو الأولوية القصوى.

وفي السياق ذاته، حذر “معهد توني بلير” من اعتماد الجامعات بشكل مفرط على الرسوم المرتفعة للطلاب الأجانب لسد عجز تمويل الطلاب المحليين، خاصة مع انخفاض القيمة الحقيقية للرسوم الدراسية بنسبة الثلث منذ عام 2012 بفعل التضخم.

ويشير المعهد إلى أن الجامعات ذات التصنيف الدولي الأدنى باتت في موقع ضعيف، وتواجه خطرًا متزايدًا في حال تطبيق سياسات هجرة أكثر صرامة، منها فرض ضريبة بنسبة 6% على الرسوم، أو تقليص فرص العمل بعد الدراسة.

رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)

تعبّر منصة العرب في بريطانيا عن قلقها العميق من تصاعد أعباء القروض الطلابية في إنجلترا، خصوصًا في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وغياب بدائل مالية عادلة، وترى أن تحميل الطلاب هذا الكمّ من الديون منذ بداياتهم المهنية يُهدد مستقبل التعليم العالي ويحدّ من فرص الارتقاء الاجتماعي. كما تدعو المنصة إلى إصلاح شامل في نظام تمويل التعليم، يضمن العدالة بين مختلف الأقاليم البريطانية ويُخفف من اعتماد الجامعات المفرط على الطلاب الأجانب كمصدر تمويل رئيس.

المصدر: الغارديان

اقرأ أيضًا:

• بريطانيا تخطط لفرض ضريبة 6٪ على الطلاب الأجانب وتقليص مدة الإقامة بعد التخرج
• الحكومة تمنع الجامعات من فرض حظر شامل على احتجاجات الطلاب 
• الطلاب الدوليون يغيّرون وجهتهم من أمريكا إلى بريطانيا بسبب قيود التأشيرات