العرب في بريطانيا | كاتب بريطاني يناقش كتابه الجديد عن النضال لأجل ...

1447 محرم 15 | 11 يوليو 2025

كاتب بريطاني يناقش كتابه الجديد عن النضال لأجل فلسطين في الغرب

New Project (42)

في خضمّ التحولات الكبرى التي تشهدها قضية فلسطين عالميًا بعد السابع من أكتوبر، يطلّ المفكر البريطاني فيل مارفليت بكتابه الجديد “فلسطين، الإمبريالية، والنضال من أجل الحرية”، ليسرد — بعين المؤرخ ونَفَس الثائر — كيف تداخلت خيوط الاستعمار القديم، والإمبراطوريات الحديثة، والمقاومة الشعبية، في رسم مصير شعب لم يبرح أرضه رغم القهر والتشريد.

وفي حوارٍ مطوّل مع صحيفة (Socialist Worker)، استعرض مارفليت كيف تحوّلت القضية الفلسطينية إلى قضية عالمية متجذرة في الوعي الجمعي الغربي، وكيف تسلّل “الصمود الفلسطيني” إلى قلب النقاشات السياسية في الجامعات والميادين وأروقة الثقافة الأوروبية.

بعد المجازر.. فلسطين في ضمير الشارع الغربي

يرى مارفليت أن مجازر الاحتلال في غزة، وما تلاها من تواطؤ غربي سياسي وعسكري، قد شكّلت شرارة وعي جديدة في الغرب، لا سيما بين الأجيال الشابة. فقد خرجت حركات تضامن جماهيرية “تُعد من بين الأكبر في القرن الحادي والعشرين”، بحسب تعبيره.

ولا تقتصر أهمية هذا الوعي على تعاطفه مع الضحية، بل في تفكيكه لجوهر العلاقة الإمبريالية بين الغرب والمشروع الصهيوني، وتعرية الاستعمار الجديد بلغة حديثة.

بريطانيا: “مدرسة القمع” التي تخرّج منها المشروع الصهيوني
يتتبع مارفليت جذور النكبة الفلسطينية إلى السياسات البريطانية الاستعمارية، ويصف فلسطين في بدايات القرن العشرين بأنها كانت “قاعدة استراتيجية حيوية لبريطانيا في قلب الشرق”.

وبعد وعد بلفور، أطلقت بريطانيا يد المشروع الصهيوني، ووفّرت له — بحسب مارفليت — ليس فقط الحماية، بل المعرفة القمعية التي اكتسبتها الإمبراطورية من مستعمراتها السابقة. لقد تحولت الإدارة البريطانية في فلسطين إلى “مدرسة لإدارة الاحتلال”، استلهمت منها الحركة الصهيونية أدوات السيطرة والعنف.

ويضيف: “في ثورة 1936 الكبرى، اعتقل البريطانيون ما يقرب من 40٪ من سكان فلسطين… وفي الوقت ذاته، كانوا يسلّحون الميليشيات الصهيونية ويدرّبونها”.

من بريطانيا إلى واشنطن.. تبدّلات الراعي الإمبريالي

بعد الحرب العالمية الثانية، انسحبت بريطانيا من المشهد تدريجيًا، لتترك الساحة لـ”إمبريالية أمريكية ناشئة” وجدت في إسرائيل الحليف الأكثر طواعية في منطقة غنية بالطاقة ومتقلبة سياسيًا.

ويرى مارفليت أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل لم يكن حتميًا من البداية، بل جاء كخيار استراتيجي بعد صعود الحركات القومية العربية، خصوصًا في مصر والعراق. ومع نكسة 1967، تدفقت المساعدات والسلاح الأميركي، وتحولت إسرائيل إلى أداة مركزية للهيمنة الأميركية على المنطقة.

ويشير مارفليت إلى أن مفهوم “الصمود” (Sumud) في الخطاب الفلسطيني لا يجد ما يكافئه بدقة في اللغة الإنجليزية. فالصمود ليس مجرد “الثبات” أو “المرابطة”، بل هو حالة وجدانية عميقة تمتزج فيها الكرامة بالمعاندة، والإصرار بالبقاء، والحياة بالمقاومة.

ويضيف أن الصمود — خصوصًا في غزة والضفة — هو ما يقضّ مضاجع قادة الاحتلال، لأنه ينسف الرواية القائلة بأن الفلسطينيين زالوا أو اختفوا.

النكبة بين الأسطورة والمحو

يرفض مارفليت السردية الصهيونية التي تصوّر نكبة 1948 كـ”معجزة” أو قدرٍ تاريخي، ويرى أنها كانت عملية تطهير عرقي مدروسة ووحشية، استهدفت محو الشعب الفلسطيني ماديًا وثقافيًا.

فقد نهب الاحتلال المكتبات والأرشيفات ومؤسسات التعليم، ليدمّر القدرة الفلسطينية على توثيق الذات. واستغرق الأمر عقودًا قبل أن يتمكّن المؤرخون الفلسطينيون من استعادة روايات النكبة من أفواه الناجين.

كما يربط مارفليت الانتفاضات الفلسطينية بالثورات العربية، خصوصًا في مصر، حيث شكّلت المقاومة الفلسطينية — في نظره — مصدر إلهام مباشر لحركات المعارضة ضد نظام مبارك، ولصعود روح التمرّد الشعبي بين 2000 و2011.

ويؤكد أن “التحرر الفلسطيني لا يمكن فصله عن تحرر الشعوب العربية”، وأن الكفاح ضد الأنظمة الاستبدادية المتحالفة مع إسرائيل هو مفتاح جوهري في مسار تحرير فلسطين.

من جنوب إفريقيا إلى الضفة.. حركة المقاطعة أمل متجدد

يشير مارفليت إلى صعود حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) بوصفها امتدادًا طبيعيًا لنضال فلسطيني طويل، واستلهامًا ناجحًا لتجربة التضامن مع جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري.

ويختم بالقول: “التضامن الدولي مهم، لكنه ليس بديلًا عن التحولات الجذرية في المجتمعات العربية… فكما ألهمت فلسطين الشعوب، فإن تحرر الشعوب سيعيد لفلسطين بوصلتها”.

 


اقرأ أيضًا:

التعليقات

  1. Thanks for Oct. the seventh !! It really made many people around the world aware of who’s the real terrorist.. and who are the civilized humans.
    The question about the relevance of such a move haunted me for long.. but now I know some events do not disclose their goal and outreach immediately.🇵🇸🇮🇷🇾🇪🇵🇸

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:23 pm, Jul 11, 2025
temperature icon 29°C
clear sky
41 %
1017 mb
12 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 5%
Visibility 10 km
Sunrise 4:56 am
Sunset 9:15 pm