قانون مرتقب في بريطانيا يلزم المتاجر بقبول الدفع النقدي

في ظل تراجع استخدام النقود الورقية وتزايد الاعتماد على الدفع الإلكتروني، تدرس الحكومة البريطانية سنّ قانون جديد يُلزم المتاجر ومقدّمي الخدمات بقبول الدفع النقدي، حفاظًا على حق المستهلكين في اختيار وسيلة الدفع المناسبة.
وأوضحت لجنة الخزانة في البرلمان البريطاني، في تقرير حديث، أن اعتماد الدفع الإلكتروني فقط قد يُقصي بعض الفئات الضعيفة، مثل كبار السن، وذوي الإعاقة، والأشخاص الذين لا يمتلكون حسابات مصرفية أو لا يستطيعون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
وأضاف التقرير أن الحكومة قد تضطر في المستقبل إلى سنّ تشريع يُجبر المؤسسات التجارية على قبول النقد، في حال استمرار تراجع استخدامه دون توفير ضمانات واضحة تحمي حق الناس في اختيار وسيلة الدفع المناسبة لهم.
مخاوف من “عقوبة مالية” على الفقراء
أعربت اللجنة البرلمانية عن قلقها من أن تحول بعض المتاجر إلى نظام “الدفع الإلكتروني فقط” قد يؤدي إلى ما سمّته “عقوبة الفقر”، حيث تُصبح السلع والخدمات الأساسية أغلى أو أقل توفّرًا لمن يفضل الدفع نقدًا.
وقالت النائبة ميغ هيلير، رئيسة اللجنة، إن “هناك شريحة كبيرة من المجتمع تعتمد كليًا على النقد في تنظيم حياتها اليومية”، مشيرة إلى أن التقرير يُعد “دعوة للاستيقاظ” لصنّاع القرار بشأن مخاطر التخلي عن النقد بشكل كامل.
وحذّر التقرير من أن عدم قبول النقد في مواقف السيارات ووسائل النقل والمرافق العامة قد يُقصي شرائح واسعة من السكان، ويزيد من الضغوط على الفئات الهشة اقتصاديًا واجتماعيًا.
واقع الأسواق: تراجع كبير في استخدام النقد

في الأسواق التقليدية، مثل سوق إيبسوم في مقاطعة سري، بات من الواضح أن معظم المستهلكين أصبحوا يفضلون الدفع بالبطاقات أو الهواتف الذكية.
يقول كريس إيلسلي، الذي يدير كشكًا للنباتات منذ أكثر من عقد، إن الدفع النقدي كان سائدًا بالكامل، أما الآن فلا تتعدى نسبته 20% من إجمالي المعاملات.
وفي محاولة لسد الفجوة التي خلفها إغلاق عدد من فروع البنوك، أعلنت هيئة البريد البريطانية عن تمديد اتفاقها مع 30 بنكًا ومؤسسة مالية حتى عام 2030، لتمكين المواطنين من سحب وإيداع الأموال، والاستعلام عن أرصدتهم من خلال مكاتب البريد المنتشرة.
كما تخطط الحكومة لإنشاء 350 مركزًا مصرفيًا في مناطق مختلفة لتأمين الخدمات المالية الأساسية، لا سيما في المجتمعات الريفية والأحياء الأقل دخلًا.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇