فيلم وثائقي يكشف هوية الجندي الإسرائيلي المتهم بقتل شيرين أبو عاقلة

كشف فيلم وثائقي أمريكي جديد عن أدلة تُشير إلى هوية الجندي الإسرائيلي الذي يُعتقد أنه أطلق النار على الصحفية الفلسطينية-الأمريكية شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين عام 2022.
الفيلم الذي يحمل عنوان من قتل شيرين؟ وأنتجته مؤسسة “زيتيو” الإعلامية، يخلص إلى أن أحد جنود وحدة “دوفدوفان” الخاصة هو من نفّذ عملية إطلاق النار التي أودت بحياة أبو عاقلة، خلال عملها الميداني مع قناة الجزيرة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة نفتالي بينيت في ذلك الوقت، قد حاولت في البداية تحميل فصائل فلسطينية مسلحة مسؤولية مقتل أبو عاقلة. لكنها عادت بعد أشهر وأقرت بأن قواتها ربما تكون مسؤولة عن الحادث، دون أن تُعلن عن اسم الجندي أو الجهة التي ينتمي إليها، كما لم تسمح للإدارة الأمريكية بالوصول إلى العناصر المتورطة.
واشنطن تغضّ الطرف

وبحسب الفيلم، فإن مسؤولًا في إدارة الرئيس السابق جو بايدن، لم يُكشف عن هويته وتم تعديل صوته حفاظًا على سريته، أكد أن فريقًا أمريكيًا مستقلًا حقّق في الواقعة وخلص إلى أن الجندي الإسرائيلي أطلق النار عمدًا على أبو عاقلة، رغم وضوح هويتها كصحفية ترتدي سترة الصحافة.
وقال المسؤول: “المسافة بين الصحفيين في الشارع والجنود من وحدة دوفدوفان كانت قصيرة، وكل المؤشرات تدل على أن إطلاق النار كان مقصودًا”. وأضاف: “قد لا يكونوا عرفوا أنها شيرين بالتحديد، لكنهم بالتأكيد أدركوا أنها صحفية أو على الأقل شخص غير مسلح”.
ورغم هذا التقييم، استمرت الإدارة الأمريكية في تأكيد روايتها الرسمية بأن مقتل شيرين لم يكن متعمدًا، متجاهلة نتائج التحقيق الداخلي.
هوية الجندي تتكشف
ويكشف الوثائقي أن الجندي الذي أطلق النار يُدعى ألون سكاجيو، وقد جرى نقله إلى وحدة أخرى بعد الحادث، وتمت ترقيته إلى رتبة نقيب. وفي يونيو 2024، قُتل سكاجيو خلال اشتباكات في مدينة جنين.
وفي شهادة صوتية مسجّلة، قال أحد زملائه: “لم يكن سعيدًا بما فعله، لكنه لم يُظهر ندمًا أو تأنيب ضمير واضح”. وأضاف جندي آخر: “عندما تستدير وتواجه شخصًا يحمل شيئًا يشبه الكاميرا وموجَّهًا نحوك، فذلك كافٍ بالنسبة لك لاتخاذ قرار بإطلاق النار”.
بعد اغتيال أبو عاقلة، دعت إدارة بايدن إلى تعديل قواعد الاشتباك لدى الجيش الإسرائيلي لتقليل خطر استهداف الصحفيين. لكن السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، صرّح في الفيلم بأن هذه المطالب قوبلت برفض علني من الجانب الإسرائيلي، دون أي استجابة فعلية.
وفي تعليقه على نشر اسم سكاجيو، قال جيش الاحتلال في بيان إن “زيتيو” تجاهلت طلب العائلة بعدم الإفصاح عن هوية الجندي، رغم عدم وجود “تأكيد قاطع” بشأن مسؤوليته المباشرة عن إطلاق النار.
ردود فعل دولية مستمرة
وأثار اغتيال شيرين أبو عاقلة، التي كانت ترتدي بوضوح ملابس الصحافة، موجة غضب دولية واسعة، وسط مطالبات متواصلة بإجراء تحقيق مستقل وشفاف، ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇