فيلم جديد من نيتفلكس يُغضب الفلسطينيين والمسيحيين معًا.. لماذا؟
أثار فيلم “ماري”، أحدث إنتاجات منصة نيتفلكس، جدلًا واسع النطاق بمجرد صدوره، مستقطبًا انتقادات من جهات متعددة، أبرزها داعمو القضية الفلسطينية والمسيحيون المحافظون. إذ يروي الفيلم حياة مريم العذراء، والدة المسيح، ويسلط الضوء على مراحل حياتها من طفولتها إلى أمومتها، ويتناول محطات حياتية مثل الحمل، والرحلة إلى بيت لحم مع يوسف، وهروبها من جنود الملك هيرودس إلى مصر خلال مذبحة الأطفال الأبرياء.
اختيار بطلة مثير للجدل
يجسد دورَ مريم الممثلةُ الإسرائيلية الشابة نوآه كوهين، التي أثار اختيارها استياءً واسع النطاق. وقد سبق لكوهين أن واجهت اتهامات بالمشاركة في أعمال مثيرة للجدل، منها فيلم (Silent Game) الإسرائيلي الأذربيجاني عام 2022، الذي اتُّهم بتسويغ التطهير العرقي لمسيحيين في آرتساخ. ورغم الجدل، أصر مخرج الفيلم دي جي كاروسو على أن جنسية كوهين كانت جزءًا أساسيًّا من اختيارها، قائلًا: “كان من المهم لنا أن تكون مريم ومعظم طاقم العمل من إسرائيل لضمان الأصالة”.
لكن هذا القرار قوبل بانتقادات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رأى بعض الناس أن اختيار ممثلة إسرائيلية في ظل العدوان الإسرائيلي في الشرق الأوسط يعد إهانة للفلسطينيين. وكتب أحد مستخدمي منصة “إكس”: “يسوع ومريم، وكل الشخصيات في هذا الفيلم يجب أن يكونوا فلسطينيين”. في حين اعتبر آخر أن الفيلم يُظهر تجاهلًا للمجتمعات المسيحية الفلسطينية التي تعاني من الاحتلال.
الجدل السياسي والتاريخي
وتجاوز الجدل كونه مسألة اختيار ممثلة ليصبح قضية سياسية وثقافية أعمق. فقد اعتبر منتقدون أن اختيار ممثلة إسرائيلية لمريم يتجاهل الهُوية التاريخية والثقافية لفلسطين، وبخاصة أن الرواية الإسرائيلية الحديثة تتعارض مع تاريخ المنطقة الممتد. مقال على موقع (Muslim Girl) وصف الأمر بأنه جزء من محاولات متكررة “لتهميش الفلسطينيين من السرد الثقافي والتاريخي”.
ولم تقتصر الانتقادات على الفلسطينيين أو أنصارهم؛ بل عبر المسيحيون المحافظون عن استيائهم لأسباب عقائدية. وتركزت اعتراضاتهم على تقديم الفيلم علاقة مريم ويوسف بما يخالف العقيدة الكاثوليكية التي تعتبر علاقتهما طاهرة. كما أثار الفيلم تساؤلات بشأن دقته التاريخية، ولا سيما أن المصادر الدينية تقدم تفاصيل محدودة عن حياة مريم.
رؤية فنية حديثة
ويدعي المخرج أن الفيلم يسعى إلى تقديم رؤية عصرية لشخصية مريم، مركّزًا على جوانبها الإنسانية. وأوضح المخرج دي جي كاروسو أنه أراد أن يقدم مريم على أنها شابة تواجه مشكلات عاطفية وإنسانية كبيرة، وأضافت كوهين: “كانت مريم شابة تنتابها المخاوف، لكنها تحملت مسؤولية هائلة وأظهرت قوة داخلية استثنائية”.
وعلى الرغم من الانتقادات الواسعة النطاق، يُتوقع أن يحقق الفيلم نجاحًا تجاريًّا كبيرًا، حيث إن الأعمال المثيرة للجدل تزيد في العادة من الإقبال الجماهيري. ومن الأمثلة على ذلك فيلم ميل جيبسون (The Passion of the Christ)، الذي حقق أرباحًا تجاوزت 600 مليون دولار رغم الجدل المحيط به.
المصدر: telegraph
إقرأ أيضًا:
- نتفليكس تحذف 19 فيلمًا فلسطينيًا من منصتها
- نتفليكس قد تخسر 200 ألف مشترك في بريطانيا بسبب تكاليف المعيشة
- نتفليكس تقدم حزمة شهرية بقيمة 4.99 باوند في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇