فنانون مسلمون يخشون من آثار انتقادهم إسرائيل خلال أداء العروض

في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، يواجه الفنانون المسلمون في بريطانيا تحديًا متزايدًا في التعبير عن آرائهم خلال عروضهم الكوميدية. فبينما كانت الكوميديا سابقًا وسيلة للتحدث عن القضايا الحساسة ومواجهة السلطة، مثلما فعل ديف شابيل عندما تحدث عن غزو العراق، أو الكوميديين الروس والأوكرانيين الذين تحدثوا عن غزو بوتين أوكرانيا على المسارح في برلين، إلا أن الحرب في غزة تُعدُّ موضوعًا حساسًا وصعبًا بالنسبة لكثير من الفنانين.

وفي يوليو الماضي، اجتمع حوالي 120 شخصًا في بهو فندق وسط لندن لحضور عرض من سلسلة عروض “حلال فرايد كومكس“، وهي سلسلة أُسِّسَت في أبريل 2024 لتوفير مساحة للفنانين المسلمين لعرض مواهبهم. وعلى الرغم من تنوع النكات والموضوعات التي تناولها الفنانون، إذ تحدث كثير منهم عن المشاكل العائلية والقضايا العنصرية والسياسية مثلًا، كان الحديث عن القضية الفلسطينية غائبًا، ما يُظهر خوف الفنانين المسلمين من العواقب المحتملة لطرح هذا الموضوع.

لماذا يتجنب الفنانون الحديث عن غزة خلال عروضهم الكوميدية؟

وأوضح صفوان رحمن، مؤسس “حلال فرايد كومكس”، أن الكوميديين أصبحوا أكثر حذرًا في التطرق لقضية غزة. وقال: “لا نفرض رقابة على ما يقوله الفنانون، ولكن عددًا منهم يتجنب الحديث عن إسرائيل وغزة خوفًا من التأثيرات السلبية على حياتهم المهنية. هناك عدد محدود من الأماكن التي تقبل حجز العروض الكوميدية في لندن، والمنظمون يفضلون عروضًا حيادية”.

وأشار إلى أن عددًا من الكوميديين لديهم وظائف يومية كذلك، وأي مقاطع تنتشر على الإنترنت خارج سياقها قد تعرضهم لعواقب خطيرة.

هذه المخاوف ليست جديدة، فالكوميدية الفلسطينية-الأمريكية ميسون زايد أشارت إلى أنها فقدت العديد من العروض بعد أن سخرت من الردود السياسية الأمريكية المتعلقة بالحرب على غزة. كما واجه الكوميدي المصري-الأمريكي باسم يوسف اتهامات بمعاداة السامية بسبب طرحه المستمر لهذا الموضوع، ما زاد من التوتر بين الكوميديين بشأن الحديث عن القضية الفلسطينية.

وتشعر نادية سعيد، الفنانة الأيرلندية-الفلسطينية، أن وسائل التواصل الاجتماعي، مثل إنستغرام، توفر لها مساحة أكثر أمانًا للتعبير عن آرائها بشأن القضية والحرب مقارنة بالحديث عنها على المسرح.

وسلمان مالك، الذي نظم ثلاث فعاليات لجمع التبرعات لغزة خلال العام الماضي، واجه انتقادات على الإنترنت بسبب دعمه العلني للقضية الفلسطينية. ورغم أن فعالياته جمعت أكثر من 100 ألف باوند، إلا أن مالك أعرب عن قلقه من تأثير القوانين الصارمة في إنجلترا على حرية التعبير، مشيرًا إلى أن الانتقادات ضد أي تصريحات متعلقة بالاحتلال الإسرائيلي قد تتسبب بتعرض الشخص لجرائم كراهية أو لفقدانه فرصًا توظيفية.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يرى صفوان رحمن أن الكوميديين المسلمين يواجهون تحديًا أكبر من أي وقت مضى.

وفي النهاية، وبينما يسعى الفنانون المسلمون للتعبير عن آرائهم، يبقى التوازن بين حرية التعبير وحماية حياتهم المهنية والشخصية مسألة حساسة.

———————————————————————

اقرأ أيضًا

معاقبة عازف بيانو بريطاني لتضامنه مع صحفيي غزة!

الأكاديمية الملكية في بريطانيا تزيل أعمالًا فنية مستوحاة من غزة

شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية توجه تهمًا لـ7 ناشطين متضامنين مع فلسطين!