بريطانية تضرب عن الطعام لأكثر من شهر تضامنا مع فلسطين
أعلنت الناشطة البريطانية لويزي جرينوود تعليق إضرابها عن الطعام الذي استمر لأكثر من شهر احتجاجًا على دعم الحكومة البريطانية لإسرائيل، مؤكدة أن القرار جاء لإعادة النظر في استراتيجياتها الاحتجاجية. وكانت جرينوود قد بدأت إضرابها في الـ27 من أكتوبر بهدف الضغط على الحكومة لوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل والسماح بوصول المساعدات إلى غزة.
رغم قرارها بالتوقف، نبّهت جرينوود إلى التزامها بدعم القضية الفلسطينية. وقالت: “تعليقي للإضراب لا يعني التراجع. ما زلت ملتزمة بالنضال حتى تنال فلسطين حريتها وتتحمل الحكومة البريطانية المسؤولية عن جرائمها في الداخل والخارج”.
معاناة الجوع تضامنًا مع غزة
كانت جرينوود تعيش على 250 سعرة حرارية يوميًّا، وهي الكمية نفسها التي يضطر سكان غزة إلى تحملها بسبب الحصار والقصف. وأوضحت أن هذه التجربة جعلتها تتفهم المشقات النفسية والجسدية الناتجة عن الجوع، قائلة: “الشعور المستمر بالحاجة إلى الغذاء يمنعك من النوم، وهذا ما يعانيه مئات الآلاف في غزة الآن”.
وأضافت: إن معاناتها الشخصية لا تُقارن بما يواجهه سكان غزة من قصف وتشريد وخوف مستمر.
انتقدت جرينوود رئيس الوزراء كير ستارمر، مشيرة إلى أن حكومته يجب أن تركز على دعم الأطفال والمجتمعات البريطانية بدلًا من تسليح إسرائيل. ووصفت دعم الحكومة لإسرائيل بأنه “غير أخلاقي وغير قانوني”، ولا سيما في ظل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكدت جرينوود أن استمرار بريطانيا في تسليح إسرائيل في ظل هذه الاتهامات “يفتقر إلى المنطق الأخلاقي والقانوني”، داعية الحكومة إلى مراجعة سياساتها.
رسالة إلى البرلمان
دعت جرينوود النائب عن مانشستر، أفضل خان، إلى إظهار تضامن علني مع القضية الفلسطينية وانتقاد سياسات الحكومة في البرلمان. ورد خان بأنه كان وما زال من أكثر النواب نشاطًا في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى استقالته العام الماضي من حكومة الظل للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وأضاف: إنه يعمل باستمرار مع مسؤولين بريطانيين ودوليين لرفع صوت الفلسطينيين.
أشارت جرينوود إلى الدعم الكبير الذي تلقته خلال إضرابها، مؤكدة أن مزيدًا من البريطانيين أصبحوا أكثر وعيًا بالقضية الفلسطينية. وقالت: إن التوعية المتزايدة بالقضية، حتى بين أفراد أسرتها، تُعد تطورًا إيجابيًّا.
احتجاجات مشابهة حول العالم
ولم تكن جرينوود الوحيدة التي لجأت إلى الإضراب عن الطعام. ففي الأردن، بدأ ناشطون إضرابًا للمطالبة بإيصال المساعدات إلى غزة، في حين استمر إضراب طلاب في إدنبرة لأكثر من 20 يومًا. كما أضرب ناشطون في إسبانيا، ومنهم نائب برلماني، عن الطعام الأسبوع الماضي. وفي مانشستر، بدأ ناشط من (Palestine Action) إضرابًا عن الطعام أثناء احتجازه بتهم تتعلق بالاحتجاج على شركة (Elbit Systems UK)، أكبر مصنع أسلحة إسرائيلي.
واختتمت جرينوود برسالة إلى الجمهور: “إذا كنت ترى أن هناك وسيلة أفضل للاحتجاج، فابدأ بتنظيمها وتنفيذها. لا يزال هناك وقت للتحرك. أفضل علاج للشعور بالعجز هو اتخاذ خطوة فعّالة”.
جدير بالذكر أن قرار جرينوود بتعليق إضرابها يُبرِز تحولًا في استراتيجياتها دون التخلي عن أهدافها الأساسية، ما يعني استمرار الاحتجاجات المناهضة لدعم بريطانيا العسكري لإسرائيل.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
3°C