قيادات بارزة في حزب المحافظين تطالب بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين

خرج أكثر من عشرة نواب وأعضاء بارزين في حزب المحافظين البريطاني عن الموقف الرسمي لحزبهم، ووجّهوا رسالة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، يطالبونه فيها بالاعتراف الفوري والرسمي بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة داخل صفوف الحزب.

الرسالة التي حملت توقيع سبعة نواب وستة أعضاء في مجلس اللوردات، طالبت الحكومة البريطانية بتحدي حكومة الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل أسابيع قليلة من محادثات حاسمة في الأمم المتحدة بشأن مستقبل حل الدولتين.

وقد صيغت الرسالة، التي اطّلعت عليها صحيفة الغارديان، أواخر شهر مارس الماضي، عقب خرق إسرائيل لاتفاق الهدنة مع حركة حماس، ما دفع العديد من الأطراف إلى إعلان انهيار فرص الحل السياسي. وتفاقمت الأزمة بعد مصادقة حكومة الاحتلال يوم الإثنين على خطة لغزو قطاع غزة وفرض احتلال شامل أو شبه كامل عليه.

الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين

وفي نص الرسالة، التي بادر بها الوزير السابق كيت مالثاوس، أكّد الموقعون:
“لقد عانى الشعب الفلسطيني لعقود من الاحتلال والتهجير والقيود الممنهجة على حقوقه الأساسية. إن الاعتراف بدولة فلسطين يُجسّد التزام بريطانيا بمبادئ العدالة، وتقرير المصير، والمساواة في الحقوق، ويرسل رسالة واضحة بأن هذا البلد يرفض الاحتلال الدائم، ويقف إلى جانب التطلعات المشروعة للفلسطينيين.”

وتابعت الرسالة:
“لا ينبغي أن يُعامَل الاعتراف كأداة تفاوضية مؤجلة، بل كخطوة ضرورية لترسيخ القانون الدولي وتعزيز الدبلوماسية. دولة الرئيس، نحن مستعدون لإعلان دعمنا العلني لهذا القرار.
هذه لحظة تاريخية تتيح لبريطانيا أن تُظهر قيادتها، وتكون في الجانب الصحيح من التاريخ، وتُفعّل المبادئ التي طالما ادّعت الدفاع عنها. أكثر من 140 دولة عضو في الأمم المتحدة اعترفت بالفعل بفلسطين – وقد حان الوقت أن تنضم المملكة المتحدة إلى هذا الموقف.”

وشملت قائمة الموقعين وجوهًا من الجناح المعتدل لحزب المحافظين، من بينهم كيت مالثاوس، و”أب البرلمان” إدوارد لي، وسايمون هوار، إضافة إلى شخصيات بارزة من التيار اليميني في الحزب مثل جون هايز وديسموند سواين. كما وقع على الرسالة من مجلس اللوردات كل من هوغو سوير، ونيكولاس سومز، وباتريشيا موريس، التي تشغل منصب نائبة رئيس مجلس اللوردات عن المحافظين.

ورغم أهمية الرسالة، لم يُعرف بعد ما إذا كان رئيس الوزراء قد ردّ عليها.

مساعٍ أوروبية واعترافات دولية

يُشار إلى أن أكثر من 140 دولة حول العالم قد منحت بالفعل اعترافًا رسميًا بدولة فلسطين، في حين لا تزال الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية، ومنها بريطانيا، ترفض اتخاذ هذه الخطوة.

ومن المقرر أن تستضيف كل من فرنسا والسعودية مؤتمرًا دوليًا الشهر المقبل لدعم مسار حل الدولتين. وقد ألمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى احتمال أن تعترف باريس رسميًا بدولة فلسطين للمرة الأولى خلال هذا المؤتمر.

وكان وزير الخارجية ورئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون قد أعرب العام الماضي عن دعمه لفكرة الاعتراف بفلسطين، شرط أن يكون ذلك جزءًا من المفاوضات مع إسرائيل، وليس نتيجة نهائية لها.

مواقف متباينة داخل الحكومة

وقال متحدث باسم حزب المحافظين:
“موقفنا المعلن منذ سنوات هو الاعتراف بدولة فلسطينية عندما يكون ذلك أكثر فاعلية لتحقيق تقدم في عملية السلام. لم نصل بعد إلى تلك اللحظة، ونؤكد أن الاعتراف لا يمكن أن يكون بداية المسار التفاوضي.”

من جانبه، تبنّى كير ستارمر خطابًا مشابهًا، حرصًا على عدم تجاوز الخط الأمريكي في الملف الفلسطيني، فيما أشار وزير الخارجية ديفيد لامي إلى أن الحكومة البريطانية منخرطة في محادثات مع فرنسا بشأن التطورات المقبلة.

وقال لامي الأسبوع الماضي:
“دائمًا ما أكدنا أن الاعتراف ليس غاية بحد ذاته، بل إن الهدف الحقيقي هو قيام دولتين. نفضّل أن يأتي الاعتراف كجزء من العملية التي تؤدي إلى هذا الهدف، وسنواصل الحوار مع شركائنا الدوليين في هذا الاتجاه.”

وأضاف متحدث باسم داونينغ ستريت أن الحكومة لا تزال ملتزمة بمبدأ حل الدولتين، وهو ما أُعيد التأكيد عليه خلال الاجتماع الأخير بين كير ستارمر ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى.

المصدر الغارديان 

إقرأ أيّضا

• هل ترفع بريطانيا عدد السنوات المطلوبة للجنسية تلبية لرغبة المحافظين؟
• حزب الإصلاح اليميني المتطرف يتفوق على المحافظين لأول مرة في عدد الأعضاء
• على خطى المحافظين.. حزب العمال يتجه لتجريم اللاجئين بحملة صارمة على عبور القوارب