فضيحة طبية: وفاة طفل تكشف عن إخفاقات خطيرة في أحد المستشفيات البريطانية
شهدت بريطانيا واقعة صادمة كشفت عن إخفاقات طبية خطيرة، بعدما توفي الطفل هايدن نجوين، البالغ من العمر ستة أيام فقط، في مستشفى تشيلسي وويستمنستر في لندن عام 2016. وأكد قاضي الوفيات الشرعي، ريتشارد ترافيرز، في تحقيق جديد، أن وفاة الطفل كانت نتيجة مباشرة للإهمال الطبي وعدم توفير الرعاية المناسبة، وهو ما جعلها مأساة كان من الممكن تفاديها.
الإهمال الطبي والتقصير في الرعاية
أشار التحقيق إلى أن الطاقم الطبي في المستشفى أخفق في تلبية “احتياجات واضحة” كان يعاني منها الطفل عند نقله إلى المستشفى من قِبل والديه بسبب إصابته بحمى. وخلال 12 ساعة فقط، تدهورت حالة هايدن بشكل سريع حتى تعرض لسكتة قلبية أودت بحياته.
وذكر القاضي ترافيرز أن مستوى الرعاية الطبية التي تلقاها هايدن كان “أقل بكثير من المعايير المتوقعة”، مشددًا على أن التدخل الطبي السريع والمناسب كان كفيلًا بإنقاذ حياته.
وكشفت تحقيقات داخلية أجراها المستشفى بعد وفاة الطفل عن وجود ثمانية أخطاء خطيرة في التعامل مع حالته، منها الفشل في التعرف على علامات الصدمة الإنتانية، وعدم اتخاذ إجراءات بناءً على نتائج فحوصات طبية غير طبيعية. ومع ذلك، حاولت إدارة المستشفى تقليص حجم المسؤولية في تقرير ثانٍ صدر لاحقًا، حيث قلّص عدد الأخطاء إلى النصف وأرجع سبب الوفاة إلى إصابة الطفل بعدوى خطيرة.
معركة الوالدين من أجل العدالة
بعد أن خلص تحقيق أولي في عام 2017 إلى أن وفاة هايدن كانت “طبيعية”، رفض والداه، توم نجوين وأليكس نجوين، هذا الحكم وأطلقا معركة قانونية استمرت سبع سنوات، كلفتهما حوالي 250 ألف باوند. وتمكنا أخيرًا من الحصول على إذن من المحكمة العليا لإعادة فتح القضية.
وفي ديسمبر 2021، قرر قاضيان في المحكمة العليا إجراء تحقيق جديد “من أجل تحقيق العدالة”. ورغم عدم اتهام القاضية السابقة، شيرلي رادكليف، بالتحيز، إلا أن القضاة وصفوا بعض ممارساتها بأنها “غير حكيمة” وتجاوزت الحدود المقبولة في استجواب الشهود.
كما استمر التحقيق الجديد لمدة ثلاثة أسابيع في محكمة قاضي الوفيات في سري، حيث كان أكثر شمولية وشفافية. وأسفر عن تحميل المستشفى مسؤولية الإهمال الطبي الذي أودى بحياة الطفل. وأشاد والداه بالتحقيق واصفين إياه بأنه “متعاطف”، حيث اعترف عدد من أعضاء الطاقم الطبي بالأخطاء التي ارتكبت، وأكدوا أنهم تعلموا منها.
أثر المأساة على العائلة والمجتمع
قال والدا هايدن إن المعركة لم تكن فقط من أجل طفلهما، ولكن من أجل جميع العائلات التي قد لا تكون قادرة ماليًا أو نفسيًا على خوض مثل هذه المعارك القانونية. وعبّرت أليكس، والدة هايدن، عن أملها في أن تكون هذه القضية درسًا لتحسين تعامل القضاء الطبي مع العائلات المكلومة، وأن تساعد في وضع المرضى وأسرهم في قلب أي تحقيقات مستقبلية.
أعربت ليزلي واتس، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة تشيلسي وويستمنستر للخدمات الصحية، عن “أسفها العميق” لفقدان الطفل هايدن، مقدمةً تعازيها للعائلة، ومؤكدة التزام المستشفى بتحسين ممارساتها وضمان تقديم أعلى معايير الرعاية لجميع المرضى.
هذه الحادثة ليست مجرد مأساة عائلية، بل دعوة لإصلاح النظام الطبي وضمان محاسبة المتسببين في الإهمال، لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇