عيد الأضحى بين شوارع لندن وأنقاض غزة.. هل نفرح وحدنا؟

مع اقتراب عيد الأضحى، تنشغل الجاليات العربية والمسلمون في بريطانيا بالتحضيرات المعتادة: شراء الأضاحي، وتجهيز الملابس الجديدة، وتنظيم صلوات العيد الجماعية، وتبادل التهاني في الأحياء والمجتمعات المحلية. لكن خلف هذه المظاهر، سؤال مؤلم يفرض نفسه هذا العام بإلحاح شديد:
هل يمكن أن نحتفل والعيد يمر على أهلنا في غزة وسط الركام، بلا طعام ولا مأوى ولا حتى أمان؟
أعياد تحت القصف..
في قطاع غزة، الذي يواجه حرب إبادة مستمرة منذ شهور، تتقلّص طقوس العيد إلى الحدّ الأدنى من البقاء. آلاف العائلات فقدت أبناءها، وعشرات الآلاف شُرِّدوا، والمستشفيات تغصّ بالجرحى، والجوع يحاصر من تبقّى على قيد الحياة.
الحديث عن “العيد” هناك يبدو أقرب إلى المفارقة القاسية، أو ربما هو جرح مفتوح يُذكّرنا جميعًا بمسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية.
ماذا نفعل من بريطانيا؟
قد يشعر بعض الناس بالعجز أمام مشهد بهذا الحجم، لكن الحقيقة أن بين أيدينا الكثير لنفعله. العيد في بريطانيا يجب ألا يكون مساحة للنسيان، بل فرصة لتجديد الالتزام والتعبير عن التضامن العملي.
الاحتفال لا يعني التخلي عن القيم، بل يمكن أن يتحوّل إلى منصة لدعم أهلنا بكل الطرق المتاحة.
خطوات عملية لإحياء عيد مختلف
1.بسّط مظاهرك.. وعظّم عطاءك:
قلل من مصاريف الزينة والطعام، ووجّه ما تستطيع نحو دعم مشاريع الإغاثة في غزة.
2.اجعل أضحيتك رسالة:
العديد من المؤسسات البريطانية والعربية تقدم خدمة توصيل الأضاحي إلى غزة، في مقاومة للظروف الصعبة هناك. مساهمتك قد تكون حياة لعائلة.
3.حوّل عيديتك إلى تضامن:
شجّع أطفالك وأصدقاءك على تخصيص جزء من عيدياتهم لدعم أطفال غزة الذين فقدوا ألعابهم وبيوتهم وأمانهم.
4.انشر الوعي في صلوات العيد:
إن كنت تحضر صلاة الجماعة، فاطلب من الإمام الدعاء لغزة، أو شارك رسائل تضامن مع المصلين.
5.انضم لفعاليات العيد التضامنية:
ابحث عن صلوات أو مهرجانات تنظمها الجاليات لدعم غزة؛ فالحضور الجماعي يحمل رسائل سياسية ومعنوية لا تُقدّر بثمن.
6.اجعل منصاتك منبرًا لقضيتك:
بدلًا من الصور المعتادة، شارك منشورات توعية، أو روابط تبرع آمنة، أو حتى كلمات دعم يسيرة لمن يعاني.
ليس عدلًا أن نفرح وحدنا
عيد الأضحى ليس مناسبة فردية، بل تعبير جماعي عن معاني التضحية والتكافل. ولأننا نعيش في مجتمعات حرة تُتيح لنا هامشًا واسعًا من العمل والتأثير؛ فلا عذر لنا أن نقف متفرجين.
قد لا نستطيع وقف العدوان، لكننا نملك أن نُغيّر طريقة تعاطينا مع الفرح، أن نجعل من العيد هذا العام عيدًا للثبات والتضامن، لا النسيان والتغافل.
وجهة نظر “العرب في بريطانيا” (AUK):
انطلاقًا من سياستها التحريرية القائمة على دعم القضايا العادلة، وتعزيز الوعي الجماعي داخل الجاليات العربية في بريطانيا، ترى منصة العرب في بريطانيا أن عيد الأضحى هذا العام فرصة ثمينة لتحويل الألم إلى أمل، والغضب إلى عطاء.
نحن نؤمن أن التضامن ليس شعارًا عابرًا، بل سلوكٌ عمليٌّ نمارسه من حيث نحن موجودون، بكل الوسائل الممكنة.
فلتكن أضحيتك لهذا العام أوسع من مجرد ذبيحة… فلتكن جسرًا إلى غزة، حيث الأرواح تنتظر عدلًا وإنصافًا… لا دعاءً فقط.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇