طلاب كامبريدج يعيدون إطلاق المخيم المؤيد لفلسطين رغم التضييق

أعاد طلاب في جامعة كامبريدج البريطانية نصب مخيم احتجاجي أمام كلية ترينيتي، إحدى أكبر وأغنى كليات الجامعة، ضمن حملة تصعيدية تطالب بالكشف عن الاستثمارات المرتبطة بشركات يُزعم تواطؤها في العدوان الإسرائيلي على غزة، وسحب تلك الاستثمارات بشكل فوري.
وتقود هذا التحرك مجموعة “كامبريدج من أجل فلسطين” (Cambridge for Palestine – C4P)، التي دعت الجامعة إلى “اتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء تواطئها الأخلاقي والمادي في الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني”، بحسب تعبيرها.
اتهامات بالاستثمار في شركات عسكرية ومصرفية داعمة لإسرائيل
ووفقًا لـC4P، فإن كلية ترينيتي تواصل الاحتفاظ باستثمارات في عدد من الشركات المثيرة للجدل، منها:
- Elbit Systems المتخصصة في الصناعات العسكرية
- Caterpillar التي تُستخدم معداتها في عمليات الهدم
- L3Harris Technologies العاملة في مجال الأنظمة الدفاعية
- Barclays المصرف الذي يُتهم بتمويل شركات سلاح
ويأتي هذا التحرك رغم تعهد سابق من الجامعة بمراجعة سياسات “الاستثمار المسؤول” بعد اعتصام مماثل استمر لعدة أشهر العام الماضي.
أربعة مطالب رئيسية من الطلاب المحتجين
أعلنت المجموعة عن أربع مطالب رئيسية في بيانها، هي:
- الإفصاح الكامل عن جميع العلاقات المالية والاستثمارية مع شركات يُزعم ضلوعها في انتهاكات إسرائيلية للقانون الدولي.
- الانسحاب الفوري من تلك الاستثمارات.
- إعادة استثمار الأموال في دعم المجتمعات الفلسطينية، بما يشمل دعم الطلبة والأكاديميين الفلسطينيين، والمساهمة في إعادة بناء مؤسسات التعليم العالي في غزة، وتأسيس شراكات أكاديمية مع الجامعات الفلسطينية.
- حماية الحريات الأكاديمية في الجامعة، والتراجع عن السياسات “المناهضة للاحتجاجات” التي تُقيّد حرية التعبير المؤيدة لفلسطين.
إجراءات قانونية لتقييد الاحتجاجات داخل الحرم الجامعي
في مارس الماضي، حصلت جامعة كامبريدج على أمر من المحكمة العليا يمنع إقامة فعاليات مؤيدة لفلسطين في ثلاثة مواقع بالحرم الجامعي حتى يوليو 2025. وقد جاء هذا القرار بعد أن رفضت المحكمة طلب الجامعة بفرض حظر أوسع لمدة خمس سنوات على 27 موقعًا في فبراير.
ووصفت C4P هذه الخطوة بأنها جزء من “إجراءات قمعية لتجريم التضامن مع فلسطين”، مشيرة إلى أن هذا أول تحرك كبير منذ فرض تلك القيود.
الطلاب: لن نتراجع رغم القمع
أحد الطلاب المشاركين في المخيم، فضّل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، صرح لموقع Middle East Eye قائلاً: “ندرك أن احتجاجاتنا قد تُقابل بمزيد من القمع والاستهداف، لكن تصاعد الإبادة الجماعية يتطلب منا التحرك. لم يتبقى جامعات في غزة، ولن نلتزم الصمت بينما تُموِّل جامعتنا القتل الجماعي.”
ضغوط متزايدة على كليات كامبريدج
تتألف جامعة كامبريدج من 31 كلية مستقلة مالياً، وقد واجهت العديد من هذه الكليات احتجاجات مماثلة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023.
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت كلية كينغز يوم 20 مايو الماضي سحب استثمارات بملايين الباوندات من شركات تصنيع الأسلحة والشركات المتواطئة في “احتلال أوكرانيا والأراضي الفلسطينية”، لتكون بذلك أول كلية من جامعتي أكسفورد أو كامبريدج تقوم بهذه الخطوة.
C4P: لن نتوقف عن فضح تواطؤ الجامعة
واختتمت مجموعة C4P بيانها بالقول: “كامبريدج من أجل فلسطين عادت لتُثبت للجامعة أننا مستمرون. ما دامت الجامعة وكلياتها تواصل دعم المشروع الصهيوني، سنستمر في العودة وتعطيل هذا العنف المموَّه بالروتين الأكاديمي المعتاد.”
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇