العرب في بريطانيا | علاج جديد قد يشفي 1 من كل 20 حالة من ارتفاع ضغط...

1446 رمضان 18 | 18 مارس 2025

علاج جديد قد يشفي 1 من كل 20 حالة من ارتفاع ضغط الدم

علاج جديد قد يشفي 1 من كل 20 حالة من ارتفاع ضغط الدم
رجاء شعباني March 12, 2025

يواجه نصف مليون شخص في المملكة المتحدة خطر الوفاة بسبب ارتفاع ضغط الدم الحاد، الذي يُعرف بـ”القاتل الصامت” لتسببه في عشرات الآلاف من الوفيات سنويًا، إلا أن علاجًا طبيًا جديدًا قد يُحدث تحولًا جذريًا في سبل التعامل مع هذا المرض المزمن.

تطور طبي غير مسبوق

طور أطباء بريطانيون تقنية حديثة تُتيح التخلص من العقد المسؤولة عن تراكم كميات كبيرة من الملح في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية. ويُمكن لهذا الابتكار أن يُغيّر مسار علاج فرط الألدوستيرونية الأولية، وهو اضطراب يتسبب في واحدة من كل 20 حالة إصابة بارتفاع ضغط الدم، حيث يتيح للمرضى تجنب الجراحة أو العلاج الدوائي طويل الأمد باستخدام سبيرونولاكتون.

ينتج هذا الاضطراب عن تكوّن عقد على الغدتين الكظريتين، اللتين تقعان فوق الكليتين وتنتجان هرمونات أساسية مثل الأدرينالين، الكورتيزول، والألدوستيرون. هذه العقد تؤدي إلى إنتاج مفرط لهرمون الألدوستيرون، المسؤول عن تنظيم مستويات الملح في الجسم. ومع احتباس الملح بدلاً من التخلص منه عبر الكليتين، يرتفع ضغط الدم إلى مستويات خطيرة قد تصل إلى 200/130، وهو ما يفوق بكثير المعدل الصحي 120/80، مما يزيد من احتمالية وقوع مضاعفات قاتلة.

إضافةً إلى ذلك، فإن علاج هذه الحالة يُعد تحديًا كبيرًا، إذ أن بعض المرضى لا يستجيبون للأدوية التقليدية، مما يُبقيهم عرضة لمخاطر صحية جسيمة.

علاج مبتكر يعيد الأمل للمرضى

طور باحثون في لندن وكامبريدج علاجًا جديدًا يُعرف باسم العلاج الحراري المستهدف (TTT)، أو الاستئصال بالترددات الراديوية الموجهة بالموجات فوق الصوتية بالمنظار. وتعتمد هذه التقنية على إرسال نبضات حرارية مكثفة عبر إبرة دقيقة لتدمير العقد المسؤولة عن اضطراب إفراز هرمون الألدوستيرون، مما يُعيد توازن ضغط الدم إلى مستوياته الطبيعية.

ويتميز هذا العلاج بكونه إجراءً غير جراحي، إذ يستغرق 20 دقيقة فقط ويُجرى تحت التخدير الجزئي، ما يسمح للمريض بالعودة إلى المنزل في اليوم ذاته. ويُشكل هذا تحولًا كبيرًا مقارنةً بالعمليات الجراحية التقليدية، التي تتطلب إزالة الغدة الكظرية بالكامل، وتستغرق من ساعة ونصف إلى ساعتين، فضلًا عن الحاجة إلى تخدير عام وإقامة في المستشفى لمدة يومين أو أكثر.

نتائج واعدة للتجارب السريرية

كشفت نتائج دراسة نشرتها مجلة ذا لانسيت الطبية، شملت 28 مريضًا يعانون من فرط الألدوستيرونية الأولية، أن العلاج الجديد أثبت فعاليته في تحسين أوضاع المرضى.

  • تمكن 4 مرضى من التوقف نهائيًا عن تناول الأدوية بعد الخضوع للعلاج.
  •  شهد 12 مريضًا تحسنًا ملحوظًا في ضغط الدم أو قللوا جرعاتهم الدوائية إلى النصف.
  •  أظهر 75% من المرضى انخفاضًا واضحًا في مستويات إنتاج الألدوستيرون، مما ساهم في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.

قال البروفيسور موريس براون، أستاذ الغدد الصماء في مستشفى بارتس هيلث NHS وأحد المشاركين في الدراسة:

“هذا العلاج يمكن أن يُغيّر حياة شخص من بين كل 20 مصابًا بارتفاع ضغط الدم، حيث يُخفض خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، النوبات القلبية، واضطرابات ضربات القلب. المرضى يشعرون بتحسن واضح، يحصلون على طاقة أكبر، تنخفض لديهم معدلات الاكتئاب، ويصلون إلى مستوى ضغط دم طبيعي دون الحاجة إلى تناول الأدوية مدى الحياة أو الخضوع لجراحة.”

وأضاف براون، وهو أستاذ في ارتفاع ضغط الدم الغدي بجامعة كوين ماري في لندن:

“لقد عُرف فرط الألدوستيرونية الأولية منذ 70 عامًا، ومع ذلك، لم يتغير نهج التعامل معه منذ 30 عامًا. الآن، يمكننا تجنب استئصال غدة بأكملها بسبب عقدة لا يتجاوز حجمها ظفر الإصبع، وتحقيق تحسن ملحوظ في حياة المرضى الذين يعانون من هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم.”

كما أوضح: “إنه لأمر مذهل أن يعود المرضى الذين عانوا لسنوات من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط إلى منازلهم في اليوم ذاته بعد هذا الإجراء، ليجدوا أن ضغط دمهم قد عاد إلى مستواه الطبيعي خلال 24 ساعة فقط.”

دراسات مستقبلية للتوسع في العلاج

طُوِّر هذا العلاج بجهود مشتركة بين جامعة كوين ماري في لندن، مستشفى بارتس، مستشفيات جامعة كوليدج لندن NHS، جامعة كامبريدج، ومستشفى أدينبروك في كامبريدج.

حاليًا، يجري تنفيذ دراسة سريرية جديدة تشمل 110 مرضى لاختبار مدى فاعلية العلاج على نطاق أوسع. وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة بولين سويفت، رئيسة منظمة ضغط الدم في المملكة المتحدة:

“النتائج الأولية لهذه التقنية الجديدة مشجعة للغاية. هذا النهج العلاجي الأقل تدخلاً يبدو آمنًا وفعالًا، وهناك آلاف المرضى الذين قد يستفيدون منه.” وأضافت: “ارتفاع ضغط الدم يُعرف بـ “القاتل الصامت” لأنه لا يُظهر عادةً أي أعراض واضحة، لكنه يُضاعف من خطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي.”

مع استمرار الأبحاث حول العلاج الحراري المستهدف (TTT)، تزداد الآمال في أن يُصبح هذا النهج الطبي بديلًا فعالًا وآمنًا للعمليات الجراحية والعلاجات الدوائية التقليدية، مما قد يُحدث ثورة في مجال علاج ارتفاع ضغط الدم، ويحسن جودة حياة مئات الآلاف من المرضى حول العالم.

المصدر: الغارديان 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
10:37 am, Mar 18, 2025
temperature icon 9°C
clear sky
Humidity 50 %
Pressure 1025 mb
Wind 17 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 0%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 6:07 am
Sunset Sunset: 6:09 pm