شركات الأغذية في بريطانيا تخفّض الملح والسكر بنسبة 30 بالمئة

شهدت صناعة الأغذية في بريطانيا تقدمًا ملموسًا خلال العقد الماضي، حيث خفضت شركات الأغذية مستويات الملح والسكر في منتجاتها بنسبة تصل إلى 30%، بالإضافة إلى تقليل السعرات الحرارية بنحو 25%.
وأظهر تقرير صادر عن اتحاد الغذاء والشراب البريطاني (FDF) استنادًا إلى أبحاث شركة كانتار وورلد بانل أن المنتجات التي يصنعها أعضاء الاتحاد تحتوي الآن على 31% أقل من الملح و30% أقل من السكر مقارنة بما كانت عليه قبل عشرة أعوام.
ويُعد أعضاء الاتحاد، الذين يمثلون حوالي ربع إنتاج الغذاء والشراب في المملكة المتحدة، لاعبًا رئيسيًا في هذا التغيير الكبير الذي يُحدث تأثيرًا واسع النطاق على صحة المستهلكين.
استثمارات كبيرة في الابتكار الصحي
جاء هذا التحول بعد استثمارات كبيرة من القطاع الغذائي في تطوير منتجات صحية. فقد خصصت الشركات نحو 180 مليون باوند في عام 2024 فقط للابتكار في مجال الأغذية الصحية، شملت تحديث الوصفات وتقليل أحجام الحصص، بالإضافة إلى إضافة مكونات صحية مثل الخضروات. كما استثمرت بعض الشركات في آلات وتقنيات حديثة لإجراء تغييرات في عمليات الطهي والإنتاج.
رغم التقدم، تواجه صناعة الأغذية تحديات عدة، أبرزها ارتفاع التكاليف وضغوط اللوائح التنظيمية، ما يهدد استمرار هذا الاستثمار الحيوي. وأظهر استطلاع داخلي أن 41% من الشركات تخطط لتقليص ميزانيات الابتكار الصحي نتيجة لهذه الضغوط.
في هذا السياق، يطالب اتحاد الغذاء والشراب الحكومة البريطانية بتوفير دعم مالي إضافي وتنفيذ “إجراءات جريئة ومنسقة” عبر كامل نظام الغذاء لتعزيز التحول نحو خيارات غذائية أكثر صحة.
دعوات لتوحيد السياسات ودعم الشركات الصغيرة
يقترح الاتحاد فرض تقارير إلزامية عن مبيعات المنتجات الصحية وغير الصحية في قطاعات التصنيع والتجزئة والضيافة، بالإضافة إلى توحيد السياسات الصحية عبر سلسلة الغذاء لضمان وصول المستهلكين إلى معلومات واضحة تساعدهم على اتخاذ خيارات صحية، بغض النظر عن مكان تناولهم للطعام.
كما يؤكد الاتحاد أهمية تقديم دعم خاص للشركات الصغيرة، مشيرًا إلى نموذج برنامج “إعادة صياغة المنتجات من أجل الصحة” الذي تنفذه الحكومة الاسكتلندية، والذي أثبت نجاحه في تحسين جودة الأغذية.
تصريحات قيادية من الصناعة والحكومة
قالت كارين بيتس، الرئيسة التنفيذية لاتحاد الغذاء والشراب: “حققت شركات الأغذية تقدمًا كبيرًا في خفض السعرات الحرارية والملح والسكر في المنتجات اليومية، مما يجعل الطعام الذي يحبه الناس أكثر صحة مع توسيع نطاق الخيارات الصحية المتاحة. لكن معالجة قضايا التغذية السيئة وأنماط الحياة غير الصحية تتطلب تعاونًا متكاملاً، ونحن ندعو الحكومة للعمل بشراكة منظمة مع صناعة الغذاء لتحقيق هذا التغيير.”
بدورها، أكدت الحكومة البريطانية التزامها بخطة التغيير التي تركز على بناء نظام صحي وطني NHS أكثر قدرة على الوقاية من الأمراض.
وقال المتحدث الرسمي: “نعمل عن كثب مع صناعة الغذاء لتحسين التغذية وتقليل السمنة، واتخذنا خطوات مثل تقييد إعلانات الأطعمة غير الصحية والحد من وصول الأطفال إلى مطاعم الوجبات السريعة في المدارس. تسهيل الخيارات الصحية يعد جزءًا رئيسيًا من خلق بيئة غذائية عادلة حيث يعيش الجميع حياة أطول وأكثر صحة.”
المصدر: walesonline
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇