شاب صومالي يكشف: لهذا السبب أُفضّل الهجرة إلى بريطانيا على فرنسا وألمانيا

بين خيام ممزقة على ضفاف نهر في مدينة كاليه الفرنسية، يقيم الشاب الصومالي عبدالله، ذو التسعة عشر عاما، مترقبًا الفرصة التي قد تغيّر مسار حياته: عبور القنال الإنجليزي في قارب مطاطي نحو بريطانيا. وبرغم مروره برحلتين بحريتين محفوفتين بالموت، لا تزال رغبته في الوصول إلى الضفة الأخرى أقوى من الخوف.
عبدالله، الذي فرّ من بلاده الممزقة بالحرب، عبر أولًا البحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا، ثم تنقّل بالحافلات حتى وصل إلى شمال فرنسا، حيث يعيش في مخيم مؤقت ينتظر فيه فرصته لعبور المانش.
“هناك تبدأ الحياة”
يقول عبدالله لصحيفة إكسبريس البريطانية، وهو يشير إلى الخيام المهترئة حوله: “الحياة في بريطانيا أفضل من هنا… لا يمكن أن أعيش بهذه الطريقة”. ويضيف: “في بريطانيا توجد مساكن، ووظائف، ويمكنك أن تُدير حياتك بنفسك. إذا كنت تدرس، أو تحلم بأن تصبح لاعب كرة قدم أو ممثلًا، يمكنك المحاولة. أما في فرنسا، ففرصك معدومة”.
لا يخفي عبدالله شغفه بكرة القدم، بل إنه يعلّق آماله على اللعب يومًا ما في صفوف نادي ليفربول الإنجليزي، ويرفض فكرة اللعب لأي نادٍ آخر حتى في دولٍ يُنظر إليها بوصفها من كبار محبي اللعبة.
يقول بابتسامة فيها إصرار: “إذا كنت تحب فريقًا معينًا، فعليك أن تذهب إليه… لا يمكنك أن تلعب لغيره”.
مقامرة محفوفة بالخطر
وعلى الرغم من خطورة محاولة العبور في قارب صغير عبر القنال الإنجليزي، لا يرى عبدالله في ذلك تهديدًا يوازي المعاناة التي عاشها.
يقول: “الأمر أشبه برهان 50/50… عليك أن تخوضه، لأن الفارق بين حياة جيدة وأخرى سيئة كبير”.
ويضيف: “ليست لدينا فرصة للسفر عبر الطائرة إلى بريطانيا، لذا نلجأ لهذا الطريق”.
آليات استغلال خفية
وقد كشفت صحيفة إكسبريس، خلال تحقيق ميداني في كاليه، عن أن بعض المهربين يُسهّلون عبور المهاجرين مجانًا في البداية، ثم يطالبونهم بالسداد لاحقًا من خلال أعمال غير قانونية داخل بريطانيا.
ويُذكر أن رسوم التهريب تتراوح بين 1,500 و2,000 باوند، ويجري التفاوض أحيانًا مع مهاجرين لا يزالون في دول بعيدة مثل تركيا.
عبدالله ليس سوى نموذج لمئات المهاجرين الذين يراودهم حلم الوصول إلى بريطانيا، لا لأنها “جنة موعودة”، بل لأنها – في نظرهم – توفر الحد الأدنى من الكرامة والفرص التي سُلبت منهم في أوطانهم وفي محطات عبورهم.
وبينما ينتظر الشاب الصومالي فرصته التالية للعبور، تبقى ابتسامته المليئة بالأمل مؤشراً على إصرار لا ينكسر، ورغبة دفينة في الانتماء إلى مكان يُمنح فيه الإنسان فرصة لأن يحلم ويعيش.
المصدر: ديلي إكسبريس
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇