العرب في بريطانيا | شاب جزائري يسعى للوصول إلى بريطانيا أملا بحياة ...

1446 ربيع الأول 15 | 19 سبتمبر 2024

شاب جزائري يسعى للوصول إلى بريطانيا أملا بحياة أفضل بعد 6 محاولات فاشلة

شاب جزائري يسعى للوصول إلى بريطانيا أملا بحياة أفضل بعد 6 محاولات فاشلة
عبلة قوفي April 3, 2024

خلف كل مهاجر يسعى للاستقرار في بريطانيا تطلعات وآمال كبيرة لحياة أفضل؛ وإحدى هذه القصص التي تعبر عن إصرار المهاجرين الشباب لبلوغ هدفهم، قصة شاب جزائري عزم على الوصول إلى بريطانيا مهما كلفه الأمر.

فبعد مغادرته الجزائر، سافر علي على طول معبر البلقان البري عبر أوروبا في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يلقى مئات المهاجرين حتفهم كل عام؛ بسبب الدوس على الألغام الأرضية، أو السقوط من الجبال أو الغرق في الأنهار.

حلم الوصول إلى بريطانيا يطارد شابًّا جزائريًّا!

*Ali, whose name and identity were concealed due to fear of repercussions from the police (Photo: Olivier Papegnies)
شاب جزائري يسعى للوصول إلى بريطانيا أملا بحياة أفضل بعد 6 محاولات فاشلة

يقول علي، البالغ 26 عامًا: إنه كان محظوظًا لنجاته من عبور الجبال والأنهار، لكنه لم يكن محظوظًا بما فيه الكفاية لينجو من الضرب الذي تعرض له من الشرطة الكرواتية، التي استخدمت قدّاحة لحرق لحيته عندما سألوه: “لماذا أتيت إلى هنا؟!”.

وكانت هذه هي المرة السادسة التي تُعيده فيها الشرطة عبر حدود الاتحاد الأوروبي. لكن عليًّا يقول: إنه لم يرتدع وسيحاول مرة أخرى؛ لأن “حلمه” وخياره الوحيد هو الوصول إلى المملكة المتحدة.

“لن أستسلم أبدًا، فأنا لا أستسلم أبدًا”، كما يقول، بينما يداوي جرحًا في وجهه داخل مخيم للمهاجرين مخفيّ في تلال البوسنة، التي تشكل منتصف الطريق في رحلته إلى المملكة المتحدة.

وأضاف علي، الذي نشأ فقيرًا: إن الوضع السياسي في البلاد “سيِّئ”، فلطالما واصلت السلطات قمعها للمعارضة من خلال القيود المفروضة على حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع والتنقل، بحسَب منظمة هيومن رايتس ووتش.

وعلى الرغم من حصول بعض الجزائريين على حق اللجوء في المملكة المتحدة العام الماضي، فإن عليًّا يقول: إنه لم يتأهل للحصول على حق اللجوء.

ومع إغلاق جميع الطرق الآمنة والقانونية المؤدية إلى المملكة المتحدة، سافر إلى تركيا، ثم إلى اليونان، وتسلل عبر جبال بلغاريا وصربيا والبوسنة. وهو يخطط الآن للعبور إلى الاتحاد الأوروبي، ويقول: إنه سيحاول دخول المملكة المتحدة على متن قارب صغير إذا لزم الأمر.

وفي عام 2022 ذهب قرابة 200 ألف شخص في رحلة مماثلة عبر غرب البلقان، أي أربعة أضعاف عدد المهاجرين في عام 2018، وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة (IOM).

وبهذا الشأن قالت سيلفيا ماراوني، وهي خبيرة في مجال الهجرة في منظمة إبسيا غير الحكومية: إن العديد من المهاجرين أو اللاجئين يرغبون بالوصول إلى إيطاليا أو ألمانيا أو فرنسا أو المملكة المتحدة؛ لأنهم في العادة يتحدثون لغة البلد، أو لأن أفرادًا من أسرهم وأصدقائهم يعيشون هناك.

الوصول إلى بريطانيا

وفاة 5 مهاجرين سوريين غرقًا أثناء محاولتهم الوصول إلى بريطانيا

يشار إلى أن الحكومة البريطانية تعهدت باتخاذ إجراءات صارمة للحد من عبور المهاجرين القنال الإنجليزي بالقوارب الصغيرة، هو أحد التعهدات الخمسة الرئيسة لرئيس الوزراء ريشي سوناك.

وفي عام 2022 وصل 45.755 مهاجرًا إلى المملكة المتحدة بقوارب صغيرة. وفي عام 2023، وصل 29.427 مهاجرًا بقوارب صغيرة، وحتى الـ31 من مارس من هذا العام، تشير الأرقام المؤقتة لوزارة الداخلية إلى أن أكثر من 4.993 مهاجرًا قد عبر القنال، وهو رقم قياسي للأشهر الثلاثة الأولى من العام.

وبهذا الخصوص قالت ماراوني: إن الحكومات في المملكة المتحدة وأوروبا اعتمدت سياسة ردع الناس عند الحدود، بأساليب مثيرة للجدل تشمل استخدام الشرطة الفرنسية “عمليات سحب” لإغراق القوارب الصغيرة باللاجئين، من خلال التهديد بالاحتجاز والترحيل وتعزيز الأمن على طول الحدود.

وقال متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة لصحيفة آي: إن سياسات التقييد، التي تركز في الغالب على الردع، ليست فعالة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، ولا سيما أن هؤلاء المهاجرين يجازفون بحياتهم للوصول إلى وجهتهم، ومن ثَمّ فلا خيار لهم إلا الوصول إليها.

وضمن الخطط الرامية إلى خفض أعداد المهاجرين غير الشرعيين، وضعت الحكومة البريطانية خطة رواندا، وهو مشروع قانون يسعى إلى ترحيل اللاجئين والمهاجرين واللاجئين، الذين يصلون إلى المملكة المتحدة على متن قوارب إلى رواندا للبت في طلباتهم. وذلك على الرغم من حكم المحكمة العليا بأن هذه الخطة تتعارض مع القانون الدولي. وقد حثت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بريطانيا على التخلي عنها.

لكن ريشي سوناك أكد أن هذه السياسة، التي تُعَد أقسى القوانين على الإطلاق بشأن الهجرة غير الشرعية، ترسل رسالة واضحة إلى الناس في كل مكان، مفادها: إذا أتيت إلى هنا بطريقة غير شرعية فسنحتجزك ونُبعدك.

لكن يبدو أن عليًّا أكد عكس ذلك؛ لأنه لم يسمع قط بخطة رواندا؛ إذ إن رسالة حكومة المملكة المتحدة لا تصل إلى جميع أنحاء أوروبا. وما يدل على ذلك قوله: لقد قطعت كل هذه المسافة؛ من الجزائر وتركيا واليونان وبلغاريا وصربيا إلى هنا. ولن أستسلم الآن.

ووفقًا لتقارير المهاجرين المفقودين الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة، كان عام 2023 أكثر الأعوام دموية بالنسبة إلى المهاجرين غير الشرعيين منذ بدء السجلات، ويُعتقَد أن ما لا يقل عن 71 مهاجرًا غرقوا في القنال الإنجليزي منذ عام 2018.

لا مفرّ!

تدفق عشرات المهاجرين إلى بريطانيا خلال الـ24 ساعة الماضية

بالنسبة إلى كثير ممن نجوا من عبور القنال بالقوارب الصغيرة، فإن رحلتهم بدأت الآن؛ إذ يواجهون تهديدات مهربي البشر واحتمال الترحيل أو الاحتجاز الذي يلوح في الأفق.

يُذكَر أن عمليات الترحيل ازدادت في السنوات الأخيرة، إذ رحّلت حكومة المملكة المتحدة 25.646 شخصًا في عام 2023، أي أربعة أضعاف العدد المسجل في عام 2020.

وفي الوقت نفسه، قد يصبح المهاجرون الذين يصلون إلى الشواطئ البريطانية مدينين لمهربي البشر؛ لعدم قدرتهم على العمل بصفة قانونية.

وفي يوليو/تموز 2022، أدانت محكمة بريطانية رجلًا بتهمة “تهريب البشر بصفة ممنهجة” باستخدام قوارب صغيرة، مع فرض رسوم على المهاجرين تتراوح بين 3000 و6000 باوند لتأمين العبور.

ويأتي ذلك في ظل تقرير صادر عن شبكة “الإنسان من أجل الحقوق” (Humans for Rights Network)، الذي كشف أن “ثمانية في المئة من الأشخاص الذين وصلوا بقوارب صغيرة بين 2018 ومارس 2023 أُحيلوا إلى نظام العبودية الحديثة في المملكة المتحدة”. ووفقًا لمرصد المهاجرين فإن الحكومة البريطانية تستثمر أموالًا طائلة في مراقبة الأشخاص المتنقلين، ما قد يؤدي إلى سجن الأشخاص الذين لديهم طلبات لجوء تنظر فيها الحكومة، وضحايا الاتجار بالبشر، وضحايا التعذيب.

وفي هذا السياق قالت كايتلين بوسويل، مديرة السياسات والمناصرة في المجلس المشترك لرعاية المهاجرين: كان نهج المملكة المتحدة في سياسة الهجرة بمثابة هدية لعصابات الاتجار بالبشر. لقد أغلقت هذه الحكومة الطرق الآمنة التي كانت موجودة من قبل. وتقول التقارير الأخيرة: إن الشرطة الفرنسية، بتمويل من الحكومة البريطانية، استخدمت أساليب ردع قد تهدد حياة المهاجرين الذين يعبرون الحدود بحثًا عن الأمان.

وعندما سُئِل علي عن سبب رغبته بالعيش في المملكة المتحدة على الرغم من المخاطر التي قد يواجهها في رحلته، أجاب قائلًا: إن حلمي أن أكون في المملكة المتحدة. اليوم أو غدًا سأحاول مرة أخرى. هناك أناس طيبون، ولا يوجد كثير من العنصرية مقارنة بهذا المكان، إنهم أناس طيبون ومتعاونون. أريد حياة جديدة، وأسرتي تنتظرني لمساعدتها. سأفعل أي شيء للوصول إلى هناك.

وختامًا قال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: إن حملة الحكومة الواسعة النطاق لردع الهجرة غير الشرعية، ساعدت في خفض عدد الوافدين الألبان بالقوارب الصغيرة بنسبة 90 في المئة في العام الماضي، وإن الحكومة واثقة بأن التعاون مع رواندا سيساعد في كسر شوكة عصابات تهريب البشر.

المصدر: i


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

ملتقى العرب في بريطانيا 2024

loader-image
london
London, GB
10:10 pm, Sep 19, 2024
temperature icon 17°C
clear sky
Humidity 83 %
Pressure 1023 mb
Wind 10 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 0%
Visibility Visibility: 0 km
Sunrise Sunrise: 6:42 am
Sunset Sunset: 7:06 pm