أطفال بريطانيا أقصر قامة وأكثر بدانة ومرضًا بسبب سوء النظام الغذائي والفقر!
قالت إحدى المنظمات الغذائية في بريطانيا: إن العديد من الأطفال في بريطانيا يعانون من قصر القامة والبدانة والأمراض؛ بسبب سوء النظام الغذائي والفقر وانعدام الأمن الغذائي، وحذرت المنظمة من أن هؤلاء الأطفال قد يواجهون مزيدًا من الظروف الصحية الصعبة التي يمكن تجنبها بتأمين الغذاء الملائم لهم.
ووفقًا للدراسة التي نشرتها المنظمة الغذائية فقد انخفض معدل طول العديد من الأطفال، ممن هم في سن الخامسة، وزادت معدلات السمنة بنسبة الثلث، كما ازدادت حالات تشخيص الشباب بمرض السكري من النوع الثاني بأكثر من الخمس.
كيف أثَّر سوء النظام الغذائي الأطفال في بريطانيا؟
وأشار عدد من خبراء التغذية إلى أن أبرز العوامل التي أدت إلى تدهور صحة الأطفال في بريطانيا، هي التسويق للأغذية الرخيصة الثمن والخاضعة للمعالجة، إلى جانب الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، وارتفاع مستويات الفقر.
وخلصت الدراسة إلى أن عدم إيجاد حل لمشكلة سوء التغذية المنتشر بين الأطفال في بريطانيا، سيؤدي إلى ظهور جيل كامل من الأطفال الذين يعانون من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، وسيعاني هؤلاء من تبعات سوء التغذية على صحتهم النفسية، إلى جانب ارتفاع معدلات الموت المبكر.
وحذر خبراء التغذية والناشطون من أن سوء التغذية سيلقي مزيدًا من الضغوط على هيئة خدمات الصحة في بريطانيا، وسينعكس سلبًا على الاقتصاد للعقود القادمة، إذ ستؤدي الأمراض الناجمة عن سوء التغذية إلى زيادة نسبة العاجزين عن العمل.
وبهذا الصدد قال المسؤول الحكومي السابق في قطاع التغذية هنري ديمبي: “إن المعلومات التي قدمتها لنا الدراسة عن تدهور صحة الأطفال شكلت صدمةً لنا. يحزننا إخفاق النظام الغذائي في بريطانيا في تأمين احتياجات جميع الأطفال”.
وأضاف: “يجب أن تتخذ الحكومة مزيدًا من الإجراءات؛ لتأمين الغذاء الصحي بأسعار مقبولة للجميع، ولا بد من الحد من استهلاك الوجبات السريعة، والاستثمار في صحة الأطفال الذين يشكلون مستقبل البلاد”.
الحكومة البريطانية تؤجل مناقشة المخاطر المتعلقة بالسمنة
ويأتي ذلك بعد أن نشرت صحيفة الغارديان تقريرًا يتحدث عن إخفاق الحكومة في حماية الأطفال من الأمراض الناجمة عن سوء التغذية؛ بسبب تأجيل مناقشة السياسات المتعلقة بوضع حد للسمنة حتى عام 2025.
وعلق مدير معهد العدالة الصحيفة مايكل مارموت على الدراسة بالقول: إن ارتباط سواء التغذية بارتفاع معدلات السمنة، يُعَد أمرًا شائعًا في البلدان ذات الدخل المحدود والمتوسط، لكننا نشهد ذلك اليوم في بريطانيا”.
وأضاف: “لقد تحسنت الأوضاع الصحية في بريطانيا على مدى قرن من الزمن، قبل أن تتدهور مجددًا خلال الاثني عشر عامًا الماضية، إذ انخفض متوسط الأعمار؛ بسبب عدم تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لجميع الناس”.
وكشفت الدراسة أن معدلات السمنة ازدادت بنسبة 30 في المئة بين شريحة الأطفال، ممن تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و11 عامًا منذ عام 2006، حيث يعاني واحد من كل خمسة أطفال من السمنة.
وارتفعت أعداد المصابين بمرض السكري بنسبة 22 في المئة بين الشباب الذين لا يتجاوزون سن الـ25 في إنجلترا وويلز خلال السنوات الخمس الماضية.
أطفال بريطانيا أقصر من أقرانهم في أوروبا
ووفقًا للدراسة فإن الأطفال في سن الخامسة في بريطانيا يعانون من قصر القامة منذ عام 2013، وهم أقصر من أقرانهم في بلدان العام الأول.
وبهذ الشأن قالت البارونة آن جينكين من حزب المحافظين: إن الوضع الصحي للأطفال في بريطانيا أصبح الأسوأ منذ عقود، وحذرت من أن هذا الموضوع لا يحظى بالاهتمام المطلوب، ويشكل قنبلة موقوتة قد تنفجر قريبًا إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات جدية لمعالجته.
في حين قال الناشط والخبير الغذائي جيمي أوليفر: “إن الإهمال الحكومي طوال العقود الماضية، أدى إلى إصابة مزيد من الأطفال بالأمراض المرتبطة بالسمنة، ومن بالأعراض الناجمة عن سوء التغذية: قصر القامة وانخفاض معدل الأعمار”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
خريجو AUK
20°C
