العرب في بريطانيا | سنة الاستراحة الدراسية (Gap Year)… استثمار لا ت...

1446 ذو الحجة 15 | 12 يونيو 2025

سنة الاستراحة الدراسية (Gap Year)… استثمار لا تأخير

سنة الاستراحة الدراسية (Gap Year)… استثمار لا تأخير
فريق التحرير May 31, 2025

في مجتمعاتنا العربية، غالبًا ما يُنظر إلى تأخير دخول الجامعة أو التخرج “في الوقت المحدد” كعلامة على التعثر أو الفشل. لكن في بريطانيا، لدى كثير من الطلاب نظرة مختلفة تمامًا للأمر، إذ يختار الآلاف منهم ما يُعرف بـ“سنة الاستراحة الدراسية” أو “Gap Year” بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية أو خلال مراحل أخرى من الدراسة.

فما هي هذه السنة؟ ولماذا تُعد مصدر قوة لا ضعفًا؟ وكيف يمكن الاستفادة منها بشكل فعّال؟

 ما هي سنة الاستراحة الدراسية؟

كل ما تود معرفته بشأن سداد القرض الدراسي في بريطانيا
ما هي سنة الاستراحة الدراسية؟

سنة الاستراحة الدراسية” هي فترة اختيارية من التوقف المؤقت عن الدراسة الأكاديمية الرسمية، وعادة ما تكون بعد الثانوية العامة (A-Levels) وقبل الدخول إلى الجامعة. لكنها قد تكون أيضًا بعد التخرج، أو حتى بين مراحل دراسية مثل البكالوريوس والماجستير.

لكن رغم اسمها، هذه السنة ليست استراحة بمعنى الكسل أو الفراغ، بل هي سنة نشطة مفعمة بالفرص والتجارب، يستخدمها الطالب لتنمية ذاته واكتساب مهارات جديدة، أو استكشاف العالم، أو العمل، أو التطوع في مجالات مجتمعية وإنسانية.

 لماذا يلجأ لها الطلاب؟

طلاب لندن يخشون الاضطرار إلى التخلي عن دراستهم الجامعية لهذا السبب

الطلاب في بريطانيا لا يشعرون بأنهم في سباق مع الزمن. بل يُقدَّر في الثقافة التعليمية هناك أن كل تجربة حياتية تضيف إلى تكوين الإنسان، وقد تكون أكثر قيمة من مجرد الإسراع في الحصول على الشهادة.

هذه السنة تمنح الطالب:

  • فرصة لالتقاط الأنفاس بعد ضغط الدراسة الثانوية.
  • وقتًا لاكتشاف اهتماماته الحقيقية قبل اختيار التخصص الجامعي.
  • مساحة للنمو الشخصي والذهني من خلال التفاعل مع ثقافات جديدة أو تجارب عملية.
  • إمكانية العمل وكسب بعض المال للمساعدة في تمويل الدراسة لاحقًا.

 ماذا يفعل الطلاب خلال هذه السنة؟

الخيارات لا حصر لها، ومن بين أبرزها:

  • السفر التطوعي في دول العالم الثالث، والمشاركة في مشاريع تعليمية أو بيئية أو صحية.
  • التدريب المهني في مؤسسات تعزز المهارات العملية.
  • تعلم لغة جديدة أو مهارة فنية أو تقنية.
  • العمل المؤقت لبناء المسؤولية والاستقلال المادي.
  • الانخراط في مجتمعات محلية أو جمعيات خيرية داخل بريطانيا.

 هل تؤثر سلبًا على المسار الأكاديمي؟

طلاب الـGCSE وA-Level يتعرضون لعمليات الاحتيال على مواقع التواصل الاجتماعي

على العكس تمامًا. تشير الدراسات والتقارير إلى أن الطلاب الذين يأخذون “سنة استراحة” غالبًا ما يعودون إلى الجامعة بتركيز أعلى، واندفاع أكبر، وتقدير أعمق للتعليم.

كما أن العديد من الجامعات البريطانية تدعم فكرة “الاستراحة الدراسية” بل وتتيح للطلبة تأجيل القبول الجامعي سنة كاملة لهذا الغرض.

باختصار، في زمنٍ تتسارع فيه الحياة، وتثقلنا المقارنات، تُذكّرنا “سنة الاستراحة الدراسية” أن الحياة ليست سباقًا، بل رحلة: رحلة يتعلم فيها الإنسان أن ينمو على مهل، ويكتشف ذاته، ويعود أقوى إلى مقاعد الدراسة لا لأنه أسرع، بل لأنه أكثر نضجًا.

نصيحة منصة العرب في بريطانيا

أفضل مصادر الحصول على منح دراسية ودعم مالي للطلاب في بريطانيا لعام 2025

في منصة “العرب في بريطانيا”، نرى أن تجربة التعليم في بريطانيا لا تقتصر على القاعات الدراسية أو الشهادات الأكاديمية فحسب، بل تشمل كل ما يسهم في تشكيل الوعي وتوسيع المدارك وبناء الإنسان المتكامل.

ومن هنا نولي اهتمامًا خاصًا بما يُعرف في السياق البريطاني بـ“سنة الاستراحة الدراسية” (Gap Year)، تلك المحطة التي يختار فيها كثير من الشباب التوقف المؤقت عن الدراسة، لا هروبًا منها، بل سعيًا لما هو أعمق منها.

في ثقافة ترى الإنسان قيمةً قبل أن يكون مجرد رقم في سجل الخريجين، تأتي هذه السنة كخيار ناضج، يمنح الطالب فرصة للتأمل، ولطرح أسئلة جوهرية عن الذات والمسار والغاية.

ومن خلال متابعتنا لتجارب عدد من الطلاب العرب في بريطانيا، لمسنا كيف أن هذه السنة كانت نقطة تحوّل حقيقية في حياتهم. فمنهم من اختار التطوع في دول نامية، ومنهم من عمل في بيئات متنوعة، أو استثمر وقته في تعلّم مهارة جديدة أو لغة إضافية… ليعود بعدها إلى مقاعد الدراسة بشغف ناضج، واختيار واعٍ، وثقة متزنة في النفس.

نحن في “العرب في بريطانيا” نعتقد أن سنة الاستراحة الدراسية ليست ترفًا ولا ضياعًا للوقت، بل هي فرصة ذهبية إن أُحسن استثمارها.

كما نؤمن أن هذه الفكرة بحاجة إلى إعادة تأطير في أذهان بعض الأسر العربية التي قد تنظر إليها بعين الريبة أو القلق.

فالنجاح لا يقاس بسرعة الإنجاز، بل بعمق التجربة، ونضج القرار، وتوازن النفس في مسارات الحياة المتسارعة.

ندعو المؤسسات التعليمية العربية في المهجر، والأسر العربية، إلى النظر بجدية إلى هذه السنة كمساحة للتنفس والتخطيط لا كفجوة زمنية تُملأ بالقلق.

وندعو الشباب إلى استغلالها لا كاستراحة عابرة، بل كمختبر حيّ لاكتشاف الذات وممارسة المسؤولية وتوسيع الأفق.

في النهاية، نؤمن أن من حق الطالب أن يعيد ترتيب خطواته دون أن يشعر بأنه تأخر عن الركب.

ففي مجتمع تعددي كالمجتمع البريطاني، لا يوجد قالبٌ واحد للنجاح، بل مسارات متعددة… ومساحة رحبة لأن ينجح كلٌ بطريقته، وفي وقته.


اقرأ أيضًا:

التعليقات

  1.   موضوع بحاجة الى دراسة اكثر. اذ ليس هناك احصائيات تبين الفرق بين من نجحوا بالعودة للدراسة واكمالها وبين من انتهى به الامر الى عدم اكمالها. كما لاتوجد معلومات حقيقية حول مدى الانخراط فيما هو مفيد مثل ما ذكر المقال.
    الاهم من ذلك كله ان من ياخذوا سنة الاستراحة يجب ان يسبق ذلك التخطيط المسبق لما سيقوم به الطالب وهذه الفاكرة (التخطيط المسبق) تتعارض مبدئيا مع اكتشاف الاختصاص الذي يرغب فيه اذ من يجب صعوبة بعد ان اختار مواضيع الامتحانات وحتى الجامعات ان تساعده سنة الاستراحة في التركيز على ما يريد. كما يحتاج الى وضع خطة شبه مؤكدة لما سيفعل اثناء سنة الاستراحة وليس ان ياخذ سنة الاستراحة ثم يقرر ماذا يريد ان يشغل بها السنة (سفر تطوعي) الى اين وكيف ولماذا. والشئ الاصعب ان يفكر بالعمل لكسب بعض المال والكل يعلم بمشكلة البطالة حتى للخريجين بله غيرهم. والعمل في مخزن مثل سينسبري لن يكسبه اي مال ذا قيمة لتمكينه من اكمال الدراسة. موضوع الاستراحة مفهومة ولكن ان يدرس لحوالي 12 سنة ثم يحتاج لاستراحة قبل اكمال الثلاث او الاربعة التالية كمن يشارك في. المارثون ويسريح قبل الميل الاخير. لست ضد الفكرة ولكن الموضوع يحتاج لدراسة اكثر والتخطيط المسبق ان يتوائم مع طبيعة الشخص فمن اخذ استراحة وعاد ونجح كثيرون وانطباعي الشخصي ان الذين لم يعودوا اكثر. الحرية من قيود الدراسة وجمع بعض المال امر مغر للانسان وللشباب اكثر اغراء

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:24 pm, Jun 12, 2025
temperature icon 23°C
clear sky
66 %
1013 mb
10 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 0%
Visibility 10 km
Sunrise 4:43 am
Sunset 9:17 pm