أسس المهاجر الهندي براناف تشوبرا شركة شاي تتضمن سلسلة من مقاه في بريطانيا؛ لتمكين كثير من اللاجئين من إيجاد عمل في بريطانيا.
وكان والد تشوبرا قد هاجر إلى نيوزيلندا مع عائلته عام 1995، وعلى الرغم من خبرة والد تشوبرا في مجال هندسة الطيران فإنه عانى من البطالة ولم تقبل الشركات توظيفه.
(Nemi Teas) سلسلة مقاه في بريطانيا توفر فرص العمل للاجئين

وقال تشوبرا: “لقد عانى والدي للاندماج مع السكان المحليين، وكان صعبًا عليه أن يستقر في منزله الجديد في ذلك الوقت؛ لأنه تعرض للرفض من جميع الشركات، حتى إن الشركات لم تقبل توظيفه في الأعمال التي لا تتطلب خبرة!”.
وأشار تشوبرا إلى أن السبب الأساسي في ذلك هو أن والده لم يكن نيوزيلنديًّا، ولم يكفله أحد أرباب العمل في نيوزيلندا، وكان يتحدث بلكنة هندية ويواجه التمييز العنصري مثل بقية المهاجرين.
وقد أسس تشوبرا مجموعة من المقاهي؛ لتمكين مزيد من اللاجئين من الاندماج في سوق العمل بعد عشرين سنة من الإقامة في بريطانيا.
وأشار شوبرا إلى أنه يتذكر معاناة والده، لذا فهو يحرص على تقديم الدعم للَّاجئين وتوظيفهم في قطاع الضيافة والمقاهي.
يُذكَر أن اللاجئين في بريطانيا يعانون من خطر البطالة أكثر من بقية سكان بريطانيا بأربعة أضعاف؛ بسبب حاجز اللغة ونقص معرفتهم بالأمور المحلية، إضافة إلى معاناتهم من التمييز العنصري، على الرغم من امتلاك كثير منهم المؤهلات والمهارات المطلوبة. وقد وجد باحثون في جامعة أكسفورد أن 38 في المئة من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في بريطانيا حاصلون على شهادات جامعية.
ويدير تشوبرا شركة (Nemi Teas) ومقرها الرئيس في حي (Trampoline)؛ لتمكين اللاجئين من العمل في قطاع الضيافة في لندن، ولا سيما أن هذا القطاع يعاني من نقص كبير في العمال.
ويضطر العديد من المطاعم والمقاهي في لندن إلى إغلاق أبوابها مبكرًا؛ بسبب نقص العمال، في حين أغلق بعض المقاهي بشكل دائم؛ نظرًا إلى نقص العمال.
سوق العمل في بريطانيا يحتاج لحوالي 300 ألف عامل

وقد أدت القيود التي فُرضت على حركة مواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا بعد بريكست إلى نقص كبير في موظفي القطاعات الاقتصادية التي لا تتطلب مهارات عالية، وبلغت نسبة نقص الموظفين نحو 300 ألف موظف.
ووجدت مراكز الأبحاث في بريطانيا أن قطاع الضيافة هو أحد هذه القطاعات.
ومن اللاجئين الذين عانوا من صعوبة في إيجاد فرص العمل اللاجئ الإيراني أشكان بيدرامراد الذي يتمتع بمهارات عالية وتعليم جيد، وعلى الرغم من عمله في إيران في المحاسبة فإنه لم يستطع إيجاد عمل في بريطانيا؛ بسبب بعض العقبات مثل اللغة وغيرها.
وعند وصوله إلى بريطانيا قبل ثلاث سنوات ونصف، لم يكن يتقن اللغة الإنجليزية، ولم يكن مطلعًا على الثقافة البريطانية.
وعمل أشكان في مهنة الضيافة في أحد المقاهي لتحسين لغته الإنجليزية، وقدم له مقهى (Nemi Teas) الذي يدير نحو مئة مقهى دعمًا خاصًّا، فاكتسب بعض الخبرة الضرورية للعمل في المقاهي البريطانية.
وفي هذا السياق قال بيدرامراد: “إن التواصل مع البريطانيين في المقهى أمر في غاية اللطف؛ فهم محترمون ويطلبون ما يريدونه بأسلوب مهذب، لقد تعلمت كثيرًا من الأشياء التي لم تكن موجودة في ثقافتي”.
ثم بدأ بيدرامراد العمل في سلسلة مقاهي (The Well Bean Co) في منطقة (Trampoline)، حيث كان يدير المقهى خلال الأشهر الثلاث الماضية، وقال: “آمل أن أتمكن من إدارة عملي الخاص هنا وأن أتزوج وأعيش بأمان”.
وحققت المبادرة التي أطلقتها سلسلة مقاهي (Nemi Teas) نجاحًا كبيرًا، وستوسع المبادرة عملها حيث يخطط القائمون عليها لضم 14 مقهى جديدًا في السنوات الخمس المقبلة، مع حصولها على منحة قدرها 20 ألف باوند.
وسيتدرب نحو ثمانية لاجئين في كل مقهى تابع للمبادرة، وسيحصل اللاجئون على عمل في مقاهي (Nemi Teas). وبهذا الصدد يقول تشوبرا: إنه سيتمكن من توظيف 252 لاجئًا إضافيًّا في مبادرة تستمر خمس سنوات.
نداءات للحكومة البريطانية لإشراك طالبي اللجوء في سوق العمل

وأضاف تشوبرا: “على اعتبار أن كل لاجئ يمتلك أسرة مؤلفة من أربعة أفراد في المتوسط، فهذا يعني أننا سنسهم في تمكين نحو 1260 لاجئًا بحلول كانون الأول/ديسمبر عام 2028، وسنسهم بـ5.90 مليون باوند في الاقتصاد البريطاني”.
هذا ويُمنَع طالبو اللجوء من العمل في بريطانيا قبل البت في طلبات لجوئهم، وقد تستمر مدة انتظارهم سنوات عديدة، وتتزايد الدعوات للسماح لطالبي اللجوء بالعمل؛ بسبب النقص الحاد في العمال في العديد من القطاعات في جميع أنحاء بريطانيا، حيث إن إشراكهم في العمل سينشط اقتصاد البلاد.
وكذلك سيسهم في تمكين طالبي اللجوء من الاعتماد على أنفسهم في تأمين لقمة العيش.
يقول بيدرامراد: “هذا ليس عدلًا! يجب على الحكومة أن تسمح لطالبي اللجوء بالعمل؛ لأنهم لا يمتلكون ما يكفي من المال لتناول الطعام!”.
“ينبغي أن تقدم الحكومة الدعم للَّاجئين وطالبي اللجوء والمشردين”.
جدير بالذكر أن مجموعة (Big Issue Group) أنشأت خدمة توظيف؛ لدعم كل من يعاني من صعوبات في إيجاد عمل، ويمكن الحصول على المساعدة بزيارة الرابط الآتي.
اقرأ أيضاً :
افتتاح مكتب مؤسسة خيرية لتمكين النساء المسلمات في جلاسكو