سلالة إنفلونزا جديدة تهدد بريطانيا بأسوأ موجة منذ 10 سنوات
حذر مسؤولو الصحة في بريطانيا وأوروبا من أن عشرات الآلاف من الأشخاص قد يلقون حتفهم هذا الشتاء؛ نتيجة انتشار سلالة جديدة من الإنفلونزا، واصفين ما يحدث بأنه الأسوأ خلال العقد الماضي.
يأتي هذا التحذير مع ظهور سلالة متحورة من الفيروس، تُعرف باسم (H3N2)، وتتمتع بقدرة على التهرب من بعض الحماية التي يوفرها لقاح الإنفلونزا الحالي، بعد أن تحوّرت سبع مرات خلال الصيف الماضي.
ويشير الخبراء إلى أن السلالة الجديدة حديثة نسبيًّا، ما يعني أن عددًا كبيرًا من الناس قد لا يمتلكون مناعة طبيعية ضدها. وقد أدى هذا التباين والتحورات المتعددة إلى بداية مبكرة لموسم الإنفلونزا، إذ سجلت بريطانيا وأوروبا ارتفاعًا في عدد الحالات قبل أكثر من شهر من المعتاد، ما دفع المسؤولين إلى دعوة المواطنين لتلقي اللقاح في أسرع وقت ممكن.
توصيات الخبراء وأهمية التطعيم المبكر

وفي هذا السياق قال الدكتور برونو شيانشيو، رئيس وحدة الأمراض في المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC)، لصحيفة الصن: «هذا التباين الكبير يعني أن مستوى الحماية الذي يحصل عليه الناس من اللقاحات قد ينخفض أسرع من المعتاد».
وأضاف خلال مؤتمر (ESCAIDE) في وارسو: «إذا كنت مؤهلًا للتطعيم، فالرجاء عدم الانتظار. الحصول على اللقاح الآن هو أحد أكثر الطرق فعالية لحماية نفسك ومن حولك من الأمراض الخطرة هذا الشتاء».
وأشار الدكتور شيانشيو إلى أن الذين لا ينطبق عليهم شرط الحصول على اللقاح المجاني يجب أن يفكروا في تلقيه «إذا استطاعوا تحمله».
وأضاف أنه «في عام سيِّئ للإنفلونزا يمكن أن نتوقع وفاة ما يصل إلى 70 ألف شخص في أوروبا وبريطانيا، مع إصابة ملايين الأشخاص بالمرض».
ارتفاع الحالات وفعالية اللقاح

وبحلول الـ18 من تشرين الثاني/نوفمبر، كانت الحالات في ارتفاع بالفعل، وفقًا لأحدث بيانات من وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA)، حيث أظهرت الاختبارات أن نحو 1 من كل 10 حالات جاءت إيجابية، وارتفع الرقم إلى ما يقرب من 1 من كل 3 بين الأطفال في سن المدرسة من 5 إلى 14 عامًا.
ورغم التباين بين السلالة الجديدة واللقاح، تشير الأبحاث المبكرة من هيئة الصحة العامة إلى أن مستوى الحماية لا يزال مماثلًا للسنوات السابقة، على الأقل في البداية.
وقال البروفيسور جون تريغونينغ، أستاذ مناعة اللقاحات في إمبريال كوليدج لندن: «الأطفال الذين تلقوا التطعيم كانوا أقل عرضة للذهاب إلى قسم الطوارئ أو الدخول إلى المستشفى مقارنة بمن لم يتلقوا اللقاح».
وأضاف أن «التطعيم لدى كبار السن قلل أيضًا من شدة المرض، ولكن بدرجة أقل من الأطفال». وأكد أن مستوى الحماية هذا العام مشابه للعام الماضي، وأن التطعيم يقلل من خطر المرض الشديد الناتج عن الإصابة بالإنفلونزا في الوقت الحالي.
سلالة متحورة تهدد الحماية من اللقاح

وتُعد سلالة (H3N2) أكثر قدرة على التسبب بمرض شديد مقارنة بالأنواع الفرعية الأخرى المنتشرة، ولا سيما بين كبار السن.
وقد تزيد التحورات من قابلية انتقال الفيروس، مع أنه من المبكر معرفة ما إذا كانت تجعل العدوى أكثر حدة. وعادةً، يكون معدل العدوى (R) في موسم الإنفلونزا العادي بين 1.1 و1.2، لكنه هذا الموسم يُقدّر بـ1.4، ما يعني أن كل 100 شخص مصاب يُتوقع أن ينقلوا الفيروس إلى 140 شخصًا آخر.
ويستغرق مفعول لقاح الإنفلونزا حتى 14 يومًا ليبدأ عمله الكامل، الأمر الذي يجعل تلقيه مبكرًا أمرًا بالغ الأهمية.
ويأتي تحذير هيئة الصحة الوطنية (NHS) بعد أشهر قليلة من أكبر موسم للإنفلونزا في تاريخ أستراليا، ويُعَد هذا في الغالب مؤشرًا لما قد يحدث في إنجلترا وبقية الأماكن في نصف الكرة الشمالي.
وفي بريطانيا، تتوفر لقاحات الإنفلونزا للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا وما فوق، ولمن هم دون سن الـ65 ويصنفون ضمن الفئات العالية الخطورة سريريًّا، وللنساء الحوامل، وسكان دور الرعاية ومقدمي الرعاية لهم.
كما يشمل التطعيم المخالطين لأشخاص ذوي مناعة منخفضة، والعاملين في الرعاية الاجتماعية الأمامية، وموظفي الصحة والرعاية الاجتماعية، إضافة إلى الأطفال.
وقالت إلين كلانسي، كبيرة موظفي التمريض في مستشفيات جامعة سانت جورج (NHS Foundation Trust): «كان موسم الإنفلونزا الماضي سيئًا بصفة خاصة، ونحن قلقون جدًّا من أن يكون هذا العام أسوأ. نحن نستعد لارتفاع حالات الإنفلونزا في أقسامنا».
وأضافت: «نرى أشخاصًا يموتون كل عام بسبب الإنفلونزا، وللأسف من المرجح أن يموت آلاف آخرون هذا العام». وختمت بالقول: «أنصح بشدة بحجز لقاحك الآن؛ لأنه يستغرق حتى 14 يومًا ليبدأ مفعوله الكامل».
المصدر: الصن
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
