ستارمر يرفض التراجع عن خفض دعم وقود الشتاء رغم مطالبات نواب حزبه

رغم تصاعد الأصوات داخل صفوف حزب العمال، رفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إعادة النظر في قرار حكومته خفض مدفوعات دعم وقود الشتاء، الذي أثار استياءً كبيرًا بين الناخبين وأسهم -بحسَب مراقبين- في تكبّد الحزب خسائر فادحة في الانتخابات المحلية الأخيرة.
وأكد المتحدث باسم ستارمر، في تصريحات للصحفيين يوم الثلاثاء، أنه “لن يكون هناك تغيير في سياسة الحكومة”، مبرّرًا القرار بأنه خطوة ضرورية لـ”ضمان الاستقرار الاقتصادي وإصلاح المالية العامة”، وذلك رغم تزايد الضغوط من داخل الحزب لإلغاء التخفيضات، ولا سيما بعد خسارة الحزب نحو ثُلثَي المقاعد التي كان يدافع عنها في المجالس المحلية بإنجلترا.
استياء الناخبين من سياسة حكومة ستارمر
وقد أقرّ وزير الصحة ويس ستريتينغ في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بأن سياسة دعم وقود الشتاء كانت حاضرة بقوة على أبواب الناخبين، قائلًا: “لا أنكر أن الناس غير راضين عن التخفيضات… حتى لو حافظنا على الدعم لأشد الفئات فقرًا، فالكثيرون ما زالوا يرون أن القرار غير عادل”.
أما رئيسة حكومة ويلز، البارونة إيلونيد مورغان، فقد دعت صراحة إلى “إعادة التفكير” في القرار، قائلةً: إن هذه القضية “تتكرر مرارًا” في لقاءاتها مع المواطنين.
ويُمنح دعم وقود الشتاء مرةً واحدة في السنة، بقيمة 200 باوند للمتقاعدين دون سن الثمانين، و300 باوند لمن هم فوق الثمانين، ويُصرَف عادةً في نوفمبر أو ديسمبر. غير أن الحكومة قرّرت العام الماضي تقييد هذا الدعم ليقتصر على الحاصلين على معونات التقاعد وأصحاب الدخل المحدود، في خطوة سعت لتوفير 1.4 مليار باوند، لكنها حرمت نحو 9 ملايين متقاعد من الحصول عليه.
ولم يكن هذا الإجراء ضمن وعود حزب العمال الانتخابية، ما أثار انتقادات شديدة من قواعده الشعبية وبعض نوابه، الذين يرون أن الخطوة عمّقت الفجوة بين الحزب والناخبين.
انقسام داخل الحزب وانتقادات من المعارضة
وبينما يرى بعض النواب أن التراجع عن السياسة قد يمنح رئيس الوزراء فرصة لإظهار أنه “أدرك الرسالة” التي أرسلها الناخبون، يُشكّك آخرون في جدوى التراجع في هذه المرحلة، معتبرين أن الضرر السياسي قد وقع بالفعل.
النائبة السابقة في الحكومة، لويز هاي، وصفت التخفيضات بأنها “مسألة رمزية” لدى كثير من البريطانيين، مؤكدة في مقال لها بصحيفة “صنداي تايمز” أن هذه السياسة تُمثّل نموذجًا للقرارات التي تجعل الحكومة تبدو “بعيدة عن أولويات الناس”.
من جانبها وصفت المتحدثة باسم وزارة الخزانة في حزب الديمقراطيين الأحرار، ديزي كوبر، تمسّك الحكومة بالسياسة بأنه “ردّ أصمّ على نتائج صناديق الاقتراع”.
يُشار إلى أن مدفوعات التدفئة الشتوية أُطلقت عام 1997 ضمن سياسات “العمال الجدد”؛ لتوفير حماية شتوية شاملة لكبار السن في مواجهة ارتفاع تكاليف التدفئة، لكنها لم تُقيّد بالاستخدام على الطاقة حصرًا.
ومنذ عام 2010، حصلت المعاشات على حماية إضافية بموجب سياسة “القفل الثلاثي”، التي تضمن زيادتها سنويًّا بأعلى معدل من بين التضخم، أو متوسط الأجور، أو 2.5 في المئة.
وفي عام 2023، زادت المعاشات بنسبة 8.5 في المئة، بواقع 691.60 باوند للمتقاعدين على النظام القديم، و902.20 باوند للنظام الجديد. أما هذا العام، فارتفعت بنسبة 4.1 في المئة، ما يعني زيادة تتراوح بين 363 و472 باوند سنويًّا.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇