سامي أبو وردة: كوميديا فلسطينية في إدنبرة تكسر الصورة النمطية للمقاومة

يعود الفنان الفلسطيني سامي أبو وردة إلى مهرجان إدنبرة فرينج هذا العام ليقدم عرضًا مميزًا وفريدًا، حيث يخلط بين الكوميديا والفكاهة والتأمل في تاريخ المقاومة الفلسطينية ضد الاستعمار. ويقدم سامي، الذي وُلِد في فلسطين وعاش تجربة التهجير من وطنه بسبب العدوان الإسرائيلي، عرضًا يتناول موضوع المقاومة الفلسطينية بطرق فكاهية وجادة في الوقت ذاته.

وتحت عنوان “فلسطين: سلام المقاومة“، يقدم سامي عرضًا يجمع بين النكت، وسرد القصص، والتهريج مع استخدام دمى اليد، ليخلق مزيجًا جديدًا من الفكاهة التي تتعامل مع موضوعات مؤلمة مثل العنف الاستعماري والتشريد.

الفريق الإبداعي والعملية الفنية

يؤكد سامي أبو وردة في مقابلة مع كور بلِمي أن فريقه الإبداعي هو العامل الرئيس وراء نجاح عرضه، حيث يشير إلى مخرجه الموهوب سام بيل، من “نادي كوميديا فلسطين”، الذي ساعد في تحويل الأفكار إلى عرض متكامل يعكس الواقع الفلسطيني بأسلوب فكاهي. كما يذكر منتجه قاسم سلام، الذي وصفه بأنه الشخص الذي يوجهه في كل مرحلة من مراحل العرض، مؤكداً أنه لولاه لما استطاع أن يصل إلى هذه المرحلة من الإبداع.

شعور سامي بالعودة إلى مهرجان فرينج

فيما يتعلق بشعوره عند العودة إلى مهرجان فرينج، يقول سامي إنه لا يشعر بالسعادة التامة، حيث وصف الشعور بـ “الرهيب”، في إشارة إلى الضغط النفسي والجسدي الذي يرافق هذه التجربة. لكنه في الوقت نفسه يشعر بالمسؤولية في تقديم عرض يعكس القضايا الفلسطينية بأسلوب جديد، بعيد عن التقليدية.

مفاجأة فرينج: عرض يتحدى الاستعمار والظلم

يُعد عرض “فلسطين: سلام المقاومة” عرضًا فريدًا في مهرجان فرينج لهذا العام، حيث يُعتبر سامي أبو وردة من القلائل الذين يتناولون موضوعات ثقيلة مثل الاستعمار والعنف بطريقة فكاهية. يقول سامي: “أنا الوحيد الذي يقدم عرضًا عن موضوع العنف الاستعماري بهذا الشكل، وأعتقد أن هذا يميزني عن بقية العروض في المهرجان.”

رسالة العرض: خلق مستقبل أفضل للجميع

وفيما يخص الرسالة التي يود أن ينقلها للجمهور، يوضح سامي أن العرض يهدف إلى تحفيز الناس على التفكير بشكل أعمق في قضايا الظلم والمقاومة، وحثهم على السعي نحو خلق مستقبل أفضل. كما يعرب عن أمله في أن يشعل عرضه رغبة جديدة لدى الجمهور في العمل من أجل عالم أفضل وأكثر عدلاً.

الجمهور المثالي: لمن العرض؟

وعن الجمهور المثالي الذي يود سامي أن يكون حاضرًا في العرض، يتخيل حضور شخصية سياسية مثل ديفيد لامي، معربًا عن أمله أن يكون لديه فرصة لفهم أعمق حول قضايا المقاومة الفلسطينية، ليقرر بعدها التقاعد عن السياسة. كما يتمنى أن يحل أحد أعضاء فرقة “كيني كاب” محل لامي لإدارة السياسة الخارجية البريطانية لفترة قصيرة.

النقد الاجتماعي لفرينج والمجتمع

وفي معرض حديثه عن مهرجان فرينج، يعبر سامي عن قناعاته بأن مشكلات المهرجان ليست وليدة اليوم، بل هي نتيجة لعقود من السياسات النيوليبرالية التي تستهدف الطبقات الفقيرة والعاملة، مؤكدًا أن هذه المشكلات لن تُحل إلا بتغيير اجتماعي جذري. ويختتم رأيه بضرورة التخلص من “جمعية فرينج” والقيام بتغييرات أوسع في المجتمع من أجل تحسين بيئة المهرجان.

تفاصيل العرض

المكان: Venue 23: Ace Dome at Pleasance Dome
التواريخ: من 30 يوليو – 24 أغسطس

ومن خلال متابعة منصة العرب في بريطانيا AUK للأنشطة الفنية والثقافية التي تبرز قضايا الفلسطينيين في السياق العالمي، نجد أن عرض سامي أبو وردة في مهرجان فرينج يمثل نموذجًا متميزًا لأسلوب فني قادر على تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني بشكل مبتكر. ويعكس العرض قدرة الفلسطينيين على مقاومة الظلم بأدوات فكاهية، ما يساهم في تغيير الصورة النمطية عن المقاومة التي غالبًا ما تُختزل في العنف.

وندعم الفن الذي يعزز التفاهم العالمي ويعطي مساحة لأصوات المقاومة الفلسطينية في المحافل الدولية، مؤكدين أن الأعمال التي تجمع بين الفكاهة والمحتوى الجاد هي أداة قوية في نقل رسائل التغيير الاجتماعي والسياسي.

المصدر: corrblimey

إقرأ أيضًا:

• الشيف الفلسطيني سامي التميمي: وصفاتٌ بطعم الوطن ومهمة لحفظ الهوية
• شاعر عربي يثبت حضوره في أهم حدث لرسامي البورتريه في بريطانيا
• خطة إسرائيلية لتهجير سكان غزة تُهدد بانهيار مفاوضات الهدنة